Saturday 12/11/2011/2011 Issue 14289

 14289 السبت 16 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- بين الواقع والمتخيل مساحةٌ للهرب؛ فلا ندري: أيكونُ الحُلمُ حلا ؟ وهل البيئةُ الافتراضيةُ ملائمةٌ كي نشدَّ الرحال إليها في تأشيرة خروجٍ نهائيةٍ لنعيشَ كما نشاء في عالمٍ نرسم ملامحَه ونمجد ملاحمَه ونفصل قياسات مواطنيه ومسؤوليه كما يوجهنا الهوى ؟

- تهنئةً لمن يستطيع؛ فليس أهونَ من أن تكون سيدًا وأنت المسود، وقويًا وأنت العاجز، ونبيلا وأنت مملوءٌ بالشك والتحيز والأنوية، وقد يجوز استدعاء «جورج أورويل» في «مزرعة الحيوانات»؛ فقد وصف الإنسانَ بأنه الأقلُّ شأوًا : يستهلك ولا ينتج، ولا يضع بيضًا ولا يُدرُّ حليبًا، ولا يجرُّ محراثًا مثلما لا يسبق أرنبًا ومع ذلك فالحيواناتُ تحت سلطانه.

- كذا تشي الحقيقةُ فكيف بالخيال حين يتصاعدُ الجبروت نحو الملكوت؛ فتدين بالوهم له الأرضُ وتدعو السماء، وهذا ما تحمله العوالم الافتراضيةُ التي باتت جزءًا من حياة الشباب والكهول على حدٍّ سواء .

- قد يبدو العالم الافتراضي أكثر تعقلا من العالم الواقعي الذي لم يعد الخيال قادرًا على ملاحقة جنونه، وربما بدت الحياة «الثانية» التي أطلقها مهووسو الإنترنت قبل سنوات ويشترك فيها ملايين أقربَ للحلم الإنساني النائي عن مغامرات تجار الحروب ومغتصبي الثروة ومورثي القمع والدمع.

- كان الشعرُ والروايةُ منفذي الخروج المؤقت من المحيطات المحبِطة، وجاء الوسيطُ التقنيُّ ليمدد الزمنَ أكثر، ويزيدَ الوهمَ أكثر، ويبدوَ كما كأس تدور فتديرُ رأس صاحبها ويتخيل ويختال، ويحسب العالمَ تحتَ مدى نافذة شاشته .

- يبدو الحوارُ أنقى دلالةً حين نكتشف أن خيال الشاعر وتهويم الناثر وعالَمَ الافتراض منجًى من زيف الحقيقة وقسوة الواقع ومحدودية الاتجاه وإلزام التوجه وسخط الذات؛ فكلها تمارس سطوتها التسلطيةَ لتقلمَ آمال من ينشدون الحرية والمسؤولية.

- قال، وهو يحدق في سماء الوعي : حين يكثر المتزاحمون على الصفوف الأولى فاقرأ كفّك، وأدر قلبك، وتيقن أن في الصفوف الأخيرة منافذَ تدنو بك من سفر الخروج، وحين يتخطى الناسُ رقاب الناس ويطؤون أقدامَ الحراس فتذكر ألا أحد يزاحمك على مقعدك الخلفي القصيّ، ولن يفوتك أجرُ المؤمّنين الآمِّين.

- ارتحل بعيدًا، ووجده يترنمُ ببقايا ذاكرةٍ تتفرجُ على مشاهدِ الصخب والنشب، ولم يأنس بهدوئه العابر، فقاده الشعور للشعرِ بمنأًى عن ربيعٍ وصقيع:

- مثلما يحمل طفل اليوم آلام الغدِ، وكما ينفثُ محزونٌ مساماتِ اليدِ، ويغني الشاعرُ الهائمُ فوق الفرقدِ، تتجلى لغةُ الوهمِ بقرب الموعدِ، نحو دنيًا لم يدنسها ظلام المعتدي، وضلالُ الجبهةِ.. الوجهةِ لاتدري مسار الأمدِ .

- الحلم حياة

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

سطرٌ ومسافة ..
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة