Sunday 13/11/2011/2011 Issue 14290

 14290 الأحد 17 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

قُتل ابن الوطن الشهيد الفتى الميمون، فما كانت حادثة قتله جريمة من الجرائم النكرة البشعة التي تصيب كل المجتمعات بلا استثناء، بل هي طرق على بوابة الشر والفتنة المغلقة، فينظر أتُفتح البوابة أم تُقطع يد الطارق. قيل في الحِكم: «ألا لا أُري الأحداثَ حَمْدَاً ولا ذَمّا... فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا»، فالحوادث ليست عبثاً وإن كانت بداياتها قد تبدو حوادث فردية، ومسبباتها قد تبدو نتاج سفاهة سفيه عقل أو جنون مدمن. حادثة قتل موظف ساهر، الشهيد الميمون، هي حادثة استهدف فيها أمن البلاد بالأمس، وهي حادثة يُختبر فيها حِماه اليوم.

من قتل الفتى الميمون لم يقتله لذاته، فما كان الميمون مُطارداً له ولم يكن الميمون غريماً له. من قتل الميمون لم يقتله كراهية له، بل كراهية وحقداً على المجتمع وخروجاً دموياً دنيئاً خسيساً عن الجماعة، فهو محارب لله ورسوله فحُق أن لا تغمض لنا عين ولا يجف لنا قلم حتى يُقبض عليه -ولا أفتات على القضاء- فيُقاضى بالشرع ويُحكم عليه سريعاً، هو ومن تستر عليه أو علِم عنه شيئاً ولم يُخبر السلطات، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

لم يُقتل الفتى الشهيد الميمون ابتداء، بل قد سبقه طرق على بوابة الفوضى بتكسير سيارات ساهر ومراصده، حتى لما لم يُسمع عن ردع أهل الفوضى وعن العقوبات التي أنزلت بهم، تطاول السفهاء فقتلوا الميمون فكسروا بقتله بوابة الفوضى الصغرى، فكانت الحال شبيهة بقولهم «وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى... فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى». وقتل الفتى الشهيد الميمون اليوم قد كسر بوابة الفوضى المؤدية إلى بوابة الفتن والشرور، وهو طرق عليها واختبار لمتانتها، «وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون».

hamzaalsalem@gmail.com
تويتر@hamzaalsalem
 

عظيم النار من صغار الشرر
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة