Monday 14/11/2011/2011 Issue 14291

 14291 الأثنين 18 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما يكتب الكاتب من منطلق البحث عن حل لهذه المشكلة أو تلك ويجد من المسؤول أو من القارئ المعني بذلك تجاوباً وتفاعلاً فإنه يحرص على المتابعة والمداومة لإحساسه أن جهده ووقته الذي قضاه في سبيل هذا الأمر لم يذهب سدى، ولكن عندما يكتب ويكتب ولا يجد أي تجاوب أو تفاعل فهذا مؤشر على أن الجو غير مهيأ لطرح مثل هذه القضايا وعليه أن يرحل أو كما يقال يترجل من على صهوة قلمه.

من القضايا التي تجد تجاوباً كبيراً وتفاعلاً واضحاً القضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة عموماً، ولذا فكثيراً ما تجد أعمدة الصحافة وساحات الرأي تتناول مثل هذه المواضيع بين فترة وأخرى بأساليب مختلفة عادلة في بعضها ومجحفة في بعضها الآخر.

اليوم أكتب عن قضية في غاية الأهمية أثارها أحد الإخوة مسراً بها إليّ في أحد المجالس منذ ليالٍ، هذه القضية كم قوضت من بنيان وكم حطمت من قلوب وكم شتت من أسر، هذه القضية تعني المجتمع بأسره ولا تتوقف عند صاحب القضية لكون نتائجها كما المواد المشعة لا ترى بالعين ولكنها تقضي على أنسجة المجتمع كما تقضي الأشعة على أنسجة الجسم، قضيتنا اليوم هذه العنجهية الرجالية التي يمارسها للأسف الكثير من الرجال دون استثناء فئة من أخرى، فقد يمارسها طالب العلم الشرعي والمثقف والأديب والعامي، يقول محدثي إنه كان قبل يومين في جلسة خاصة مع أحد أصدقائه وكان الحديث متشعباً ودار وحار حتى وصل إلى العلاقات الزوجية، فقال له صاحبه مفتخراً بأنه يمارس مع زوجته القبضة الحديدية وكثيراً ما أرسلها لأهلها عند أي خلاف وذلك من باب التأديب!! ويقول إنه يؤمن بأن المرأة لا يمكن أن تعيش دون أن ترى عصا التخويف والتهديد أياً كان هذا التهديد سواء بالزواج من أخرى أو بالطلاق!!

أثار كلام هذا الرجل الذي أسمح لنفسي بأن أقول عنه إنه رجل معتوه يعاني من انفصام حاد في الشخصية حنقي وقلت لصاحبي يؤسفني أن يكون هذا الشخص المعتوه صديقاً لك، فقال أصدقك القول إنه بعد كلامه هذا سقط من عيني.

تفكير هذا الرجل للأسف يعد واعياً ومدركاً للعلاقة الزوجية ويعلم جيداً كيف كانت معاملة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مع أهله من الأفكار المنتشرة في المجتمع بشكل كبير ولكنها في الكثير من حوادثها تبقى خلف أبواب المنازل لحرص المرأة التي تعد في هذه المواقف أكثر تعقلاً وأكثر نضجاً من أكابر الرجال على بقاء بيتها وأسرتها حتى ولو جاء ذلك على حساب عواطفها وأعصابها.

رجال أقل ما يمكن أن يقال عنهم إنهم مرضى بفوبيا عظمة الرجولة، تلك الرجولة التي تتبرأ من مثل هذه التصرفات وهذه الأقوال والأفعال، أقوال وأفعال لا يقرها قبل كل ذلك هذا الدين العظيم الذي كان رسوله الكريم يعيش بين أهله واحداً منهم ينظف مكانه ويخصف نعله ويساعد أهله وهو بأبي وأمي قائد عظيم يوحى إليه من السماء ويأتيه بين يوم وآخر رسول رب السموات والأرض وخضعت له وأطاعت ملوك وسلاطين الأرض، فلم يزده ذلك إلا تواضعاً ورحمة وعطفاً على أهله، وهؤلاء الرجال أو أشباه الرجال يفتخرون ويفاخرون بأنهم يذلون زوجاتهم ويتسلطون عليهن بعصا القوامة التي لا يستحقونها لكونهم فاقدون لمقوماتها.

رسالة أريد أن تصل لكل زوج مفادها أن العلاقة الزوجية لم تأت هكذا وإنما جاءت بعد أعظم عقد يعقد بين اثنين ألا وهو عقد الزوجية، هذا العقد الذي أوجب على الزوج كما الزوجة أن تكون المعاملة بالتي هي أحسن وأن تكون مراقبة الله هي شعار الطرفين.

إن الرجولة الحقة هي في احترام الرجل لزوجته وإعطائها حقوقها كاملة كما أنه يطالبها بحقوقه كاملة، أما هذه العنجهية والفوقية فإنها تدل دلالة واضحة على مرض نفسي يعاني منه هذا الرجل واضطراب واضح في شخصيته.

والله المستعان،،

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
عنجهية الرجل في بيته
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة