Tuesday 15/11/2011/2011 Issue 14292

 14292 الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الحقيقة أننا أمام تحول مثير، أو هو القرار الثالث الأبرز في تاريخ جامعة الدول العربية التي كنا ننظر إليها على أنها مكبلة، أو منظمة شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع.

لكن الوضع تغير، على الأقل في الصورة الذهنية للجامعة لناحية الدور والفاعلية، فمع قرارها السبت الماضي، ووسط ترحيب عربي شعبي غير مسبوق، عادت الجامعة لتسجل هدفًا مهمًّا في مسيرتها، هذه المرة باتجاه الشعوب العربية.

قرارات الجامعة جاءت أكثر وضوحًا ومباشرة هذه المرة من الحالة الليبية واتجاه النظام الليبي البائد لمعمر وعائلته، كانت بشكل ملفت وصريح ومباشر تجاه نظام بشار الأسد وعائلته أيضا، والى جانب الحق الشعبي للمواطنين السوريين.

وبعد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، والدعوة إلى سحب السفراء العرب من دمشق ردا على مراوغة النظام السوري وكذبه ووعوده الوهمية واستمرار القتل والعنف والترويع. دعت الجامعة أطراف المعارضة السورية لاجتماع في مقر الجامعة العربية خلال هذا الأسبوع لبحث رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة.

قرار مصيري لأنه سيكون التحول نحو التدخل في إطار حماية حقوق الإنسان لإيقاف إراقة دماء السوريين. مع بدء الحديث عن تحركات دولية ومشاورات للتحرك في الجلسة الثالثة للجمعية العمومية لبحث مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وكذلك النظر في كيفية إعادة البحث في الشأن السوري في مجلس الأمن، ولمشروع قرار أوروبي يدين قمع السلطات للمدنيين.

ويبقى من الملفت أن قرار الجامعة ومع موافقة الغالبية، إلا أنه سجل اعتراض لبنان، وامتناع العراق، الذي يعرف حجم النفوذ الإيراني في قراره ومؤسسات الحكم فيه. والاعتراض اليمنى من جانب آخر والذي يتخوف من مصير مشابه ومرتقب لنظام صالح،

وفيما نتابع صورة مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية وهو يكيل السباب خلال الاجتماع لرئيس الوزراء القطري والأمين العام للجامعة العربية والوفود الأخرى التي وافقت على القرارات ويصفها بالعمالة والخيانة، ورد فعل النظام السوري ومهاجمته للسفارات والقنصليات العربية والدولية.

نتذكر -وإن اختلفت الإضافات- ما فعله نظام صدام حسين في فترة سابقة، وفعله القذافي أيضا، ولكن بشكل أسوأ الآن. كما أن المتابع خلال اليومين الفائتين للإعلام السوري يجد أنه يتخذ نفس الخط الهجومي والتهديد الفارغ المكرر، إلا أن ذلك كله ما هو إلا إرهاصات أكيدة لقرب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وإن اختلفت الطريقة.

فالقضية أصبحت مجرد وقت لسقوط نظام يقتل كل يوم وجبة متزايدة من شعبة أمام أنظار العالم، حيث وصل في انحداره إلى اللاعودة.

 

نظام الأسد.. السقوط يعيد نفسه!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة