Tuesday 15/11/2011/2011 Issue 14292

 14292 الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الهدف الحقيقي للتكريم هو تقدير الأعمال النافعة للمجتمع والاعتراف بمكانتها ودور القائم عليها، وهو استنهاض الهمم عند الآخرين وحثهم على المشاركة، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو هيئات، فهو وسيلة من الوسائل التي يقصد بها استمرار الأعمال النافعة وتحفيز القائمين عليها، فالتكريم لا يقتصر على الشكل الخارجي له، والذي يتجه لشخصية معينة تمنح أي نوع أو شكل من التكريم، بل الأصل فيه إبراز النافع من الأعمال الجليلة فهي الهدف الحقيقي والمقصود من التكريم، ومَن ثم من قام بها ينال أجرها وتقدير المجتمع، فمتى ما كانت ثقافة التكريم تتجه نحو الأصل لا الفرع، سيختلف الأمر وستكون الأعمال النافعة التي انتفع بها العامة، هي الفيصل وهي القانون الذي يحدد المستحق من غيره، ومتى ما أراد المجتمع نشر الأعمال النافعة وازدهارها، والتنافس المحمود في أدائها، سيعطي التكريم ما يستحقه من المكانة. ويعطي القائمين على تلك الأعمال ما يستحقون من التقدير وفي الوقت المناسب، على عكس ما نشاهده من تكريم بعض المبدعين وأصحاب الأعمال الجليلة النافعة في المجتمع في مختلف مناشط الحياة، بعد رحيلهم وانتقالهم إلى العالم الأخر، مع أنه لفته مستحقه إلا أنه جاء في وقت متأخر ومن ثم سيكون تأثيره أقل وكأنه لم يكن مستحقا للتكريم إلا بعد رحيله وانقطاع عمله، فلماذا تأخر هذا التكريم، ولماذا جاء في وقت غير وقته المناسب، هل لأن المنافسة مع المبدع انتهت واستكان محاربو الإبداع إلى الراحة، وهدأت عواصف الحسد والتنافس غير الشريف، ولم يعد هذا التكريم ذا أهمية، فلم يعد التنافس مع هؤلاء المميزين قائما، إم أن التسويف المميت هو المسيطر، أو أن هذا الدور أصلا مفقود في المجتمعات العربية التي تعودت على مبادرات ودور الحكومة، مما رسخ الصورة الذهنية في الثقافة العربية التي اختزلت كل الأدوار فيما تقدمه الحكومة للمواطن من شهادة الميلاد حتى شهادة الوفاة.

فالتكريم عُرف منذ القدم واهتمت به الحكومات وسنت الأنظمة والقوانين الداعمة له في العصر الحديث، وأصبح بعض المبدعين يحصلون على الجوائز العالمية التي تفتح لهم الأفاق وتغير حياتهم، والتكريم هو اعتراف بفضل أعمال الشخصية المكرمة وجليل نفعها على المجتمع.

فلابد أن تتغير كثير من المفاهيم الاجتماعية لدينا، ليشارك الجميع في بناء حياة أفضل تتميز بالمشاركة الفعلية في مختلف مناشط الحياة التي يحتاجها المجتمع، وتكون تفعيل حقيقي لمؤسسات المجتمع المدني، وأن تختلف النظرة للتكريم لتكون الأعمال هي الهدف الحقيقي للتكريم وهي المحتفى بها أو المحاسب عليها، والوقوف عندها، لا الوقوف عند الأشخاص والأسماء، حتى تستمر الأعمال النافعة ويستمر العطاء في بلد العطاء.

والله ولي التوفيق،،

 

الصورة الذهنية للتكريم في الثقافة العربية
د.شجاع بن متعب بن غميض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة