Tuesday 15/11/2011/2011 Issue 14292

 14292 الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

جائزة الخير من سلطان الخير

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جاء خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على مجتمعنا والمجتمع الإسلامي صاعقاً لكل محب لهذا البلد المبارك. إن الحديث عن إنجازات سلطان الخير - رحمه الله - حيث ذو شجون؛ حيث آثاره وبصماته شملت جميع مناحي الحياة، وخدمت مختلف طبقات المجتمع، كان من هذه الفئات العسكريون. لقد شرفتُ بالعمل بجائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكرين في دورات عدة، ولقد رأيت كيف كان لها الأثر البالغ في النفوس. هذه الجائزة خُصِّصت للعسكريين في الجيوش الإسلامية؛ للتنافس في حفظ كتاب الله، إضافة إلى عدد من الأنشطة والبرامج وزيارة مكة المكرمة والمدينة النبوية. إن الحديث عن أثر هذه الجائزة في نفوس المشاركين والعاملين باللجان المشاركة، سواء كانوا متسابقين أو رؤساء وفود، لهو نابع مما رأيته وعاشرته بنفسي. أذكر أحد رؤساء الوفود - وهو برتبة عقيد - منذ وصوله إلى المملكة وهو في فرح وسرور حتى إذا حطت الرحال بالمدينة النبوية في الصباح الباكر توجّه لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخر باكياً، وكأنه غير مصدق بوصوله إلى المسجد النبوي، ولم يخرج منه إلا لطعام.

وفي كل دورة من الدورات يتم التنظيم لزيارات عدة، من أهمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الكريم بالمدينة النبوية، وكنت ألاحظ في كل الوفود انبهارهم بالعمل المبذول لخدمة كتاب الله واستشعارهم جهود هذه الدولة المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين؛ ما يعزز وجودها في نفوسهم.

وعند زيارة المشاعر والخدمات التي تُقدَّم للحجاج والمعتمرين وأعمال البناء الجبارة في الحرمين الشرفين يرى المشاركون بالجائزة الجهود المبذولة في ذلك؛ فيزداد انتماؤهم لهذا البلد ولقادته وشعبه.

لقد بلغ عمق الأثر لهذه الجائزة بلداناً شتى من العالم الإسلامي، ولم يكن محصوراً على المشاركين في المسابقة فقط، بل أصبح في كل بلد مسابقات محلية مؤهلة لهذه الجائزة المباركة، ويشهد لذلك حرص الدول الإسلامية على المشاركة بالجائزة؛ حيث بلغ عددها في إحدى الدورات أربعاً وعشرين دولة. إن هذه الجائزة تركت انظباعاً مميزاً لدى العسكريين في البلدان الإسلامية؛ فأي شرف لرجل تبنى هذا العمل الجليل؛ حيث شحذت هذه الجائزة الهمم للعناية بكتاب الله، وتطورت وسائل التعليم. ولقد رأيت إحدى الدول الإفريقية تغير أسلوب التجهيز لهذه الجائزة؛ حيث كانت النماذج المشاركة في الدورة الثالثة ضعيفة، وعند الدورة الرابعة حققت نتائج مذهلة من جميع المتسابقين من هذه الدولة المشاركة، وعند الاستفسار عن هذا التغيير أوضح لنا المشاركون كيف بدأ الإعداد لهذه الجائزة قبل بدايتها بسنة تقريباً، ونُظِّمت منافسات لمن يستحق المشاركة. فأي أجر وخير لمن قدم هذه الجائزة، وأي أثر لهذه الجائزة في بلدان شتى. لقد بدأت أعمال الجائزة في دورتها الأولى عام 1422هـ، وتقام كل سنتين في المملكة العربية السعودية، ويتنافس فيها العسكريون من مختلف البلدان الإسلامية، وتبلغ الجوائز النقدية قرابة 800 ألف ريال موزَّعة على أربعة فروع، ويقوم المشاركون بعد انتهاء الفعاليات بزيارة لمكة المكرمة والمدينة المنورة. وإن من أهم ما تتميز به هذه الجائزة أنها خاصة للعسكريين، وفي أشرف كتاب. فرحمك الله سلطان الخير على كل ما قدمت، ورحمك الله على هذه الجائزة المباركة.

صلاح بن محمد الجهيمي - كبير مدرسي كلية الملك فيصل الجوية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة