Tuesday 15/11/2011/2011 Issue 14292

 14292 الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

نشرت بعض الصحف البريطانية عن فنان صغير "يقلد" ما يروق له من روائع الرسومات, واللوحات الفنية لفنانين عالميين، أو مصورين محترفين، وأن هذا الطفل قد حقق رقما عاليا من المبيعات للوحاته، وهو يقلد فيها, ولا يبتكرها، فهو ليس له فيها سوى مهارته واحترافه في نقل الصور كما هي..

هذا الطفل البريطاني لم يتجاوز التاسعة من عمره..

اسمه كيرون وليامسون..

وقد حصد 176 ألـفا من الدولارات مقابل عدد 33 لوحة بينما يستعد لبيع لوحات آخرى قدر ثمنها بـ168 ألف دولار...

ومن بين أبرز لوحاته، ما قلد فيها صورة فوتغرافية لمسجد شهير في تركيا، هو مسجد السلمانية بمدينة اسطنبول كما ورد في الخبر..

هذا الطفل ابن التاسعة في بريطانيا العظمى, حيث حقوق التأليف والملكية، تشمل اللوحات, والصور..

هناك، لم يقف أحد أمام موهبته من جانبين: جانب مطالبته بالاستقلال في رسوماته، وجانب عدم الموافقة على بيع أعمال هي في الأساس تقليد تام لا روحه..

فهي ليست من صميم الابتكار..

وبينما حصد كيرون الصغير، وسيحصد مئات الألوف التي تجعل منه أصغر طفل يجني من موهبته ما استطاع به شراء منزل لأمه، وأبيه، وأخته كما أورد الخبر،.. فهو موضع اهتمام من الإعلام، والتربويين، بل من أسرته التي سلطت الضوء على أسلوب حياته، ونمط مهارته, التي صنفته ضمن النابغين، حيث يملك مالا يقل عن ألف عمل فني، أنجز منها جزءا ويعمل على إنجاز الباقي.. يعتمد فيه تقليد ما يحصل عليه من انتقاءاته عبر الإنترنت...

أطلق عليه لقب "مونيه الصغير"، نسبة إلى رسام فرنسا الشهير (جان كلود مونيه)، وحقق في أغسطس الماضي بيع 33 لوحة في أقل من نصف ساعة بذلك المبلغ..

مونيه الصغير، يتطور بمهاراته وموهبته بصفة دائمة، وبفنه ينتقل لمراحل متطورة بصفة دورية...كما أدلت أمه في الخبر..

ترى، لو وجدت موهبة تقليد الصور باحتراف، لدى صغارنا, هل كانوا سيجدون هذا الاهتمام، وهذه الرعاية من قبل الأهل، والمجتمع، ومن يملكون هواية الشراء ببذخ، وانتقاء الأعمال الفنية؟..

أو هل كان يمكن أن تأخذ أسماؤهم مكانها في الضوء، وعلى مرأى العرض, ومنابر الدهشة، وضمن احتواء النبوغ..؟

أم أنهم سيواجهون النهر, والرفض، لمجرد أنهم يقلدون، ولا يبتكرون..؟

مونيه الصغير، سيكون له شأن في ابتكار أعماله الخاصة، والخالصة في المستقبل، وسيأخذ اسمه موضعا بجوار كبار الفنانين, من الرسامين، والمصورين، ومحترفي اللقطات الفنية المبهرة, طالما أنه ملك زمام الريشة، وتذوق حلاوة الشهرة، واطمأن لمردود الإبداع...

 

لما هو آت
رحاب يصنعون فيها أسماءهم ...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة