Friday 18/11/2011/2011 Issue 14295

 14295 الجمعة 22 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

مع التحية إلى كل قلب خافق بحب الخير والعدل والإنصاف في دمشق وكل بقعة في أرض الشام المباركة.

إذا قيلَ: المحبَّةُ والوِئَامُ

تَلَألَأَ في خيالِ المجدِ شَامُ

ولا حـــتْ فــي أَصالتِـــها دِمَشقٌ

وَرَفْرَف فوقَ غُوطِتها الحَمَامُ

بلادٌ بارك الرحمنُ فيها

وغرَّدَ في مَغانيها السَّلام

يَمُدُّ الفجرُ راحتَه إليها

مُعَطَّرة، وفي فمه ابتسامُ

وينسجُ من خيوطِ النُّور ثَوباً

لغُوطِتها يُوَشِّيهِ الَغرَامُ

فلا تسألْ عن الحسناءِ لمَّا

يَفيض على مَلامحها انسِجامُ

لها وجهٌ صباحيٌ جميلٌ

مُحَالٌ أنْ يُخَبِّئَهُ الظَلامُ

دِمَشقُ أَصالةٍ في مقلتيها

حديثٌ لا يُصوِّره الكَلامُ

تَظَلُّ دِمَشْقُ نِبراسَ المعالي

وإن طال السُّرَى، وجَفَا المَنامُ

تَهُبُّ رياحُها شرقاً وغَرباً

بما يرضى به القومُ الكِرامُ

وتَعصِفُ رِيحُها بدُعَاةِ وَهمٍ

تمادوا في غوايتهم وهاموا

إذا ذُكِرَت بلادُ الشام طابَتْ

بها كلماتُنا، وسَمَا المَقَامُ

لأنَّ الشَّامَ للكرماءِ رَمزٌ

وإنْ أَزرَى بموقفها اللِّئامُ

كأنَّ الجامعَ الأمويَّ فيها

عظيمُ القومِ، بايَعَه العِظَامُ

ويَبرُزُ «قَاسِيونُ» كشيخِ قومٍ

يحدِّثُهم وفي يده حُسَامُ:

لقد طال اغترابُ الشامِ عنَّا

وغيَّبَ وَجْهَها الصافي القَتَامُ

رَمَتها الطائفيَّة منذ جاءتْ

بقسوتها وأَدمَتْها السِّهامُ

بلادُ الشام ما زالتْ تعاني

وما زالتْ بحسرتها تُضَامُ

سلوا عنها «حَمَاةً» فهي تبكي

وإن ضحكتْ وأَسْكَتَها اللِّجامُ

وإنَّ تُرابَها ما زال يشكو

وفي ذَرَّاتِهِ دَمُها الحَرامُ

نَشَازٌ أن تكونَ الشامُ داراً

لطائفةٍ سجيَّتُها انتقامُ

يُبَاعِدُها عن الإسلامِ وَهْمٌ

ويَنْخَزُ في عقيدتها السَّقام

وفي محرابِ دَرْعَةَ ما يُرينا

شواهدَ من جرائمها تُقَامُ

أيا أكنافَ بيتِ القُدْس إني

أرى غَيْثاً يجود به الغَمَامُ

لقد آنَ الأَوانُ لِكَسْرِ قيدٍ

فَهُبِّي من قيودِكِ يا شَآمُ

لقد كانَ اختطافُك بابَ ذُلٍّ

ومِثْلُكِ بالمَذلَّةِ لا يُسَامُ

 

بلاد الشام
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة