Friday 18/11/2011/2011 Issue 14295

 14295 الجمعة 22 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

السفير النملة.. والسلوك الدبلوماسي
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

صدر للسفير المتقاعد عبدالله بن محمد النملة كتاب جديد، يعد الثاني من تأليفه - حسب ظني- بعد كتابه (أوراق دبلوماسية) والذي سبق أن أعددت له قراءة مبسطة في هذه الجريدة الموقرة، كتاب المؤلف الذي بين يدي وتفضل مؤلفه (جاري العزيز) مشكوراً بإهدائي نسخة منه، شعرت حينها بالتقدير، يحمل عنواناً جميلاً، جمال الدبلوماسية نفسها التي عمل فيه المؤلف طوال حياته (السلوك الدبلوماسي وأثره في شخصية السفير) هو هذا الكتاب الذي نحن بصدده، صدر هذا الكتاب للتو هذا العام 1432هـ في حلته الأولى الأنيقة، عدد صفحاته (231) صفحة من القطع المتوسط، قدمه هدية لزملائه سفراء خادم الحرمين الشريفين وسفراء الدول العربية، واشتمل على تقديم لمعالي الدكتور العزيز على بن إبراهيم النملة المعروف - الذي قال لي ذات مرة: إذا أردتني، فضع على عتبة بابي حبيبات من السكر!! - ومقدمة وخمسة فصول، وتأتي أهمية الكتاب في نظري، كونه نتاج خبرة متزنة ومتوازنة دامت أكثر من ست وثلاثين سنة في خدمة الوطن الدبلوماسية، لم يبخل صاحبها (مؤلف الكتاب) على زملائه الدبلوماسيين، لا سيما المستجدين، من عرض خبراته وتجاربه المتراكمة في مثل هذه المهمات الصعبة مدونة للاستفادة منها. شدني في الكتاب فصله الرابع، بعنوان(كيف تصبح سفيراً؟) بين فيه صفات السفراء، وواجبات ومهام السفير..إلخ، ومن خلال اطلاعي السريع على محتويات الكتاب، ألفيته مؤلفاً جميلاً مختصراً سلساً شيقاً غير ممل، لم يخرج المؤلف فيه عن إطار الدبلوماسية، والتي عشقها عشق الحبيب لحبيبته، غير أنه صبغه بالصبغة الإسلامية المؤصلة، والتي برز اعتزاز المؤلف بها، وتلك لعمري خصيصة، تميز بها الكتاب وأضفت عليه لوناً من ألوان السياسة الشرعية المستمدة من منهج الدين الإسلامي، ولم تؤثر في المؤلف ثقافات الدول التي عمل بها سفيراً طوال ثلاثة العقود ونيف، ولم تغير حتى من لهجته القصيمية (القح)، بل ظل متمسكاً بمبادئه وأخلاقه وتواضعه الجم ولهجته المحلية، فكسب بذلك محبة الجميع، أجزم أن الكتاب سيحظى بالقبول من الدبلوماسيين وخاصة المبتدئين، الذين هم بأمس الحاجة له، باعتباره يقعد للسلوك الدبلوماسي، ولن أكون متطرفاً في الحكم، إن قلت إنه كتاب أنيس (ليس أنيس منصور!)، بل من الأنس، للأسباب التي ذكرتها والمتنبي يقول (أعز مكان في الدنى سرج سابح... وخير جليس في الزمان كتاب)، وما أجدر المكتبة الدبلوماسية أن يكون هذا الكتاب في رففها التقليدية وخزانتها الإلكترونية، ويا سبحان الله، البعض يجعل نهاية خدمته، نهاية حياته، بينما الآخر، يعلنها بداية مرحلة جديدة مفعمة بالعطاء...

وعلى الهامش: قال حكيم، وأظنه ابن المقفع: خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل!... ودمتم بخير.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة