Saturday 19/11/2011/2011 Issue 14296

 14296 السبت 23 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

عندما تسلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في عام 2005م رسم الأطر الإستراتيجية العامة لنوعية العلاقات والتعاملات التي صمم على تحقيقها مع شعبه، ومع العالم العربي والعالم الإسلامي، ومع بقية أعضاء الأسرة الدولية. ولأن الصدق في القول والعمل وأمانة الالتزام بالمواثيق الدولية والعالمية، هما حجر الزاوية ولب الحكمة وجوهرها في نهج الملك كانت النتيجة الحتمية المنطقية لهذا المسار الحصول على ثقة شعبه المطلقة وحبه له حبا جما، فضلا عن تقدير وإعجاب الأطراف الأخرى، إقليميا ودوليا. ومن خلال هذه السياسة الحكيمة، وبتوفيق المولى عز وجل، أسس الملك المفدى شبكة من الجسور المتينة مع كل هذه الأطراف، قوامها الاحترام المتبادل والشفافية التامة، مما ساعده في تحقيق نقلة نوعية، مشهودة ومحمودة، في مستوى كفاءة وفعالية وجودة هذه العلاقات والتعاملات.

هذا المناخ الحضاري الإنساني الخلاق في العلاقات والتعاملات، الذي أرسى دعائمه الملك المفدى الذي ما فتئ يتفانى في تطويره وتحسينه، ساهم في تحقيق إنجازات هامة على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، أهلته، عن جدارة واستحقاق، أن يكون ضمن الخمسة الأوائل في قائمة قادة دول العالم الأكثر تأثيراً ونفوذا لعام 2011م، وفقا لمجلة فوربس الأمريكية. تجدر الإشارة إلى أن هذه المجلة تستخدم معايير وضوابط شفافة وتحكيم أكاديمي دقيق في إعداد القائمة السنوية للقادة الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم، كما أنها المجلة الأشهر في هذا الخصوص أخذاً بعين الاعتبار باعها الطويل في توفير المعلومات الدقيقة عن قادة دول العالم الأكثر تأثيراً ونفوذاً منذ عام 1917، وكذا انتشارها الواسع من خلال فروعها المتواجدة في أنحاء المعمورة، وعدد النسخ التي توزعها في العالم التي تزيد عن 21 مليون نسخة، فضلاً عن أنها تطبع بأكثر من 20 لغة، من بينها اللغة العربية.

احتل الرئيس الأمريكي أوباما المركز الأول في هذه القائمة، التي شملت على 70 شخصية عالمية هامة، وجاء رئيس وزراء روسيا بوتن في المركز الثاني، بينما كان المركز الثالث من نصيب الرئيس الصيني هو جين تاو، وفي المركز الرابع كانت مستشارة ألمانيا ميركل، أما المركز الخامس فقد تبوأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تختار فيها هذه المجلة الرصينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضمن القادة الأوائل الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم.

إذن العالم أمام حدث هام نشرته المجلة الأشهر في الضبط والتوثيق والتحكيم العلمي للقادة الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم، وتناولته وسائل الإعلام المعتبرة في شتاء أرجاء المعمورة بالإشادة بهذه القيادة السعودية الفذة والانبهار بإنجازاتها المتحققة على الأصعدة الوطنية والدولية. ونحن أيضا، أبناء شعب المملكة العربية السعودية، أمام مناسبة وطنية عظيمة تتطلب منا رصد وتوثيق الحيثيات التي على ضوئها اختارت مجلة فوربس الأمريكية الملك المفدى ضمن قادة العالم الأوائل الأكثر تأثيراً ونفوذاً، وكذا التعرف على الدلالات والمعاني لهذا الاختيار وما يحمله من آثار إيجابية على سمعة المملكة ومكانتها في الداخل والخارج.

فيما يتعلق بالحيثيات، أرجعت مجلة فوربس الأمريكية اختيارها للملك رعاه الله إلى عدد من الأعمال المتميزة التي ساهمت وما زالت تساهم في نهضة ورقي مناحي الحياة في المملكة، فضلاً عن الأدوار الحيوية التي يضطلع بها على الساحة الدولية بغية خلق مناخ دولي قادر على تعزيز وتحسين مستوى الأمن والسلام والاستقرار العالمي. من الأعمال المتميزة على المستوى الوطني، على سبيل المثال، انتهاجه طريقاً إصلاحياً معتدلاً شمل مناحي الحياة، وتأسيس هيئة البيعة السعودية كصمام أمان للحيلولة دون حدوث أي فراغ دستوري أو قانوني مما كان له كبير الأثر في بث الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين والمستثمرين الأجانب، وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ومشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا، وأحقيتها في الترشيح والتصويت بالمجالس البلدية، والتصدي الحازم للإرهاب وأهله والقضاء على منابعه، وإنفاق 130 مليار دولار على مشاريع الإسكان والكهرباء والطاقة المتجددة ومشاريع التنمية البشرية، أما على المستوى الدولي فأهم أعماله رعاه الله، التي سيكون لها آثار إيجابية على الأمن والاستقرار العالمي، مساهمته في إعادة الاستقرار إلى منطقة الخليج العربي بعد أزمة البحرين، وإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، ومقره في العاصمة النمساوية فيينا، ومساهمته، ماديا ومعنويا، في تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومقره في نيويورك.

هذه الأعمال الجليلة لخادم الحرمين الشريفين وهذا الاختيار المستحق لها دلالات غاية في الأهمية وذلك لما لها من فوائد جمّة تعود بالنفع العميم على سمعة ومكانة المملكة. إن هذا الاختيار وهذا المركز الدولي المرموق لآية على تنامي المكانة الدولية للمملكة، وبخاصة في المشاركة والتأثير في رسم السياسات الدولية، فضلا عن أنها تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزز الموقع الاقتصادي القوي لها على خارطة العالم الاقتصادية، وتقوي نفوذها على الساحة السياسية الإقليمية بخاصة، وأخيراً وليس آخر فإنها تتيح الفرصة لعلماء المملكة ومفكريها ورجال أعمالها من الانخراط في الحوارات والنقاشات الدولية والشركات التجارية على قدم المساواة مع الدول الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم.

 

الملك عبدالله بن عبدالعزيز خامس قادة العالم الأكثر تأثيراً ونفوذاً... الحيثيات والدلالات
هياف بن صالح العمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة