Sunday 20/11/2011/2011 Issue 14297

 14297 الأحد 24 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

شاشة العرب.. إلى متى؟؟
نورا سعد الغامدي

رجوع

 

اعتدت دائما أن أتابع الأفلام الأجنبية مع مختلف محتوياتها.. اجتماعية أم وثائقية.. وبالأخص أفلام الخيال العلمي.. وهذا ما يروق لي في أغلب الأحيان..

إني أستخسر في وقتي أن أجلس أمام التلفاز وأشاهد قنواتنا العربية الرائعة!! شد انتباهي امرأة تصرخ.. وإحدى عينيها محاطة باللون البنفسجي؟! واليوم التالي نراها انقلبت إلى خضراء ؟!

وكانوا يدعونها في المسلسل عويشة... مسكينة عويشة يوماً تتصفع؟! ويوماً يشد شعرها من قبل زوجها أو أي كان من الشخصيات الذكورية في المسلسل.. شعرت حينها بالسخرية!! وصوت بداخلي يقول إلى متى أيها العرب وأنتم تهدرون أوقاتكم في مواضيعكم المتكررة الأشبه بالتافهة..

والإبداع هنا لم ينتهِ بعد... إليكم الحفلات التالية...

إلى القناة الأخرى هشك بشك.. أو مجموعة محتالة..

أو قصة حزينة تحكي عن واقع شبابنا أو فتياتنا..

أو عن أحوال المجتمع؟! لكن بطريقة عرض مقززة توحي للمشاهد أن هؤلاء العرب لا يمتلكون خيالاً واسعاً أو تفكيراً أكثر إيجابية!! وأن محور تفكيرهم حول مواضيع العنف الأسري والاجتماعي..

وأحوال النساء في الشرق وما نحوها.. بدون أن يطوروا عقولهم إلى ما هو أهدف من ذلك؟! وحينما يسألون عن أهداف العمل يقولون: نحن نحاول.. ونهدر أوقاتنا ولا نأكل ولا ننام ونجهد أنفسنا.. ((أحيي صبركم وكفاحكم)) من أجل أن نقول للمشاهد العربي إننا نسعى لنقل ما يدور في الشارع العربي وما يواجهه مجتمعنا.. . وتفاجأ.. ((عفوا لن تفاجأ)) بشخص آخر أو ممثل أو مخرج حينما يكرر ما قاله الشخص الذي قبله؟! لأن مواضيع مسلسلاتنا واحدة.. وأحداثها متكررة.. وقصصها تحمل نفس الطابع الممل والوجوه واحدة..

ربما يحصل هنالك تغير بسيط في الملابس أو الماكياج أو الإكسسوارات..

ربما..!!

أنا لا أقول إن كل ما قدمه المسرح العربي من الخليج وغيره لا يأخذ بمحمل الجد..

لكن..!!

كفانا جهلاً بالأمور الأهم!! وعرض ما لا أهمية له..

جميعنا يحب أن يمضي بعض الوقت أمام مسلسل كوميدي أو شيء مسلٍِ لكن..!

أنك تتنقل بين قنواتنا العربية وتجدها نفس الطابع الممل الذي يظهرنا أمام العالم بمظهر شعب لا يفقه إلا في العنف والاضطهاد.. والقصص الفارغة.. حتى في شهر رمضان الكريم.. الذي تفتح فيه الجنان وتغلق فيه أبواب جهنم وتصفد الشياطين.. وجميع أنحاء العالم يعلمون أن هذا هو شهر المسلمين... لكن ما زالت حليمة على عادتها القديمة.. ويعتقد هذا العالم أجمعه أن هذه هي حياتنا وهذه أهدافنا وتطلعاتنا فقط..

أتتوقع أيها المشاهد أنك ستشاهد شيئاً جديداً؟! شيئاً نافعاً؟! أتتوقع أنك ستشاهد مسلسلاً يعرض أخلاقيات المسلمين أو إنجازاتهم التي ما زال الغرب يحتفظون بكتب عن إنجازات العرب والمسلمين في متاحفهم ومكتباتهم..؟!

إنك لن تشاهد غير الحفلات والرقص وقصص المسلسلات المتكررة كل سنة وكأنهم يقولون للمشاهد لا يوجد شيء جديد فقط هذا نحن وهذه عقولنا.. وهذا تفكيرنا وإبداعنا...

هؤلاء الغرب الذين يعرضون قصصاً طويلة وأفلاماً عن أبطالهم الذين لن ينساهم العالم!! لأنهم ما زالوا يعرضون لنا تاريخهم في أفلامهم وحياة عظمائهم..

بينما العرب يجهدون أنفسهم حتى يعرضون لنا وبكل تعب وجهد حياة الملكة البريطانية ديانا وكيف كانت تأكل وتشرب وتلبس.. حسناً ثم ماذا.. قولوا لنا ماذا...؟! أنا أحييكم على هذا العمل الدرامي الضخم الذي أرهقكم حتى تجدوا شخصيات مشابهة..؟!

لكن لماذا لا نعمل عملاً درامياً ضخماً ليرى الناس أننا المسلمون لنا التاريخ وعندنا الكثير من الإنجازات.

نحن لا نقول لا للضحك ولا للكوميديا.. لكن؟!

كفانا سخرية.. بلا معنى.. ((وأرجوك يا جاسم هذه المرة اصفع عويشة على عينها الأخرى لأنها شكت لي بأن عينها المضروبة لا تحتمل صفعة أخرى)) لا نجعل شغلنا الشاغل هذه المواضيع المتكررة التي لا تجلب لنا سوى التعاسة.. وتظهر للعالم أن ما يعرض على الشاشة العربية هو فقط حال العرب لا جديد.. نحن مصدر العلم.. نحن أساس الثقافة.. نحن العرب أعطانا الله الفكر والنعم التي لا تعد ولا تحصى.. لكن.. وا.. أسفاه.. فنحن دفنا قيمنا بأنفسنا.. ونقول العيب في الزمان.. بل إن العيب فينا.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة