Sunday 20/11/2011/2011 Issue 14297

 14297 الأحد 24 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

يبدو أن من أهم أسباب التدهور الذي نعانيه.. إنما يعود للتخلف الفكري الذي ما زال يضرب أطنابه في أعماق نظرتنا وتعاطينا مع شأننا الرياضي.. فضلاً عن ضيق الأفق الذي نحرص على أن نظل ندور فيه من خلال الارتهان لمبدأ (الباب اللي يجيك منه الريح سدّه واستريح) دون النظر إلى تعدد وفداحة الخسائر الناجمة عن التشبث بتلابيب هذا المبدأ في كل الأحوال، ودون النظر إلى قيمة وماهية تلك الريح، هل هي حميدة أم العكس..؟!

المصريون بوقفتهم الشريفة والمشرفة مع نجمهم (أحمد حسن) والتضامن معه يدا بيد، في سبيل تمكينه من شرف انتزاع لقب عمادة لاعبي العالم.

هذا النهج المصري (الدرس).. أيقظ في وجدان كل رياضي سعودي غيور (جذوة) الغبن، ومرارة الألم والحسرة.. ليس لأن أحمد حسن شقيق عربي وبالتالي الإحساس بحالة من الغيرة كما هي عاداتنا نحن بني يعرب (معاذ الله).

ولكن لأن ذلك يعني بداهة وتلقائياً تجريد (ظاهرة العصر) النجم السعودي الفذ (محمد الدعيع) من لقبه الذي تربع على عرشه على مدى عدة سنوات بكل جدارة واستحقاق.. وا أسفاه...؟!

ويرتفع معدل الأسى والغبن حينما يعلم هذا الرياضي السعودي الغيور، بأنه ما كان لأحمد حسن أو خلافه من وسيلة لتجريد الدعيع من لقبه لو أننا لم نتخاذل -كالعادة- في توفير الفارق الذي يصعب الوصول إليه، ناهيك عن تحطيمه.. رغم أن ذلك في أيدينا، وأسهل من (لحس الثور أنفه) على رأي بعض أهل الجنوب للتعبير عن سهولة أمر ما.. بل لعل الأنكى من ذلك هو ما يتداوله بعضهم في مجالسهم من أننا تعمدنا الإضرار بالدعيع لأسباب ميولية تعصبية..؟!

ولمن قد يتساءل من القراء الكرام ما هي تلك الوسائل الممكنة التي نمتلكها، ومع ذلك تخاذلنا.. أو تعمدنا.. عدم استخدامها في سبيل توفير الفارق الكبير لصالح الدعيع فأقول:

هناك عدة مباريات دولية للدعيع تم استبعادها -كما علمنا- من مجمل مبارياته التي خاضها بداعي عدم تسديد الرسوم.. وأضع تحت عدم تسديد الرسوم هذه عشرة خطوط..؟!!

هذا عدا الإصرار العجيب على عدم إشراكه ولو لبضع دقائق في بعض مباريات الأخضر إبّان مشاركته في نهائيات مونديال ألمانيا، رغم أن الحاجة كانت ماسّة جداً إلى الاستعانة به، والاستفادة من خبراته الطويلة المكللة بكل معاني النجاح والتميز، ولاسيما في ظل اهتزاز وتواضع حراسة المنتخب حينذاك، إذ كانت نقطة ضعف واضحة..؟!!

هذا فضلاً عن اتضاح صعوبة إمكانية تجاوز الأخضر للدور الأول وبالتالي إمكانية تعويض الإخفاق بتحقيق شيء من المكاسب الأخرى، كإشراك الدعيع لدعم وتعزيز لقبه العالمي الذي يجير في نهاية الأمر لمنجزات الوطن.. خصوصاً وأن هذا النجم الاستثنائي قد أفنى زهرة شبابه في خدمة الكرة السعودية، وذاد عنها برجولة نادرة قلّ أن نجدها لدى أي لاعب آخر على مدى تاريخها.. ولكنه الجحود والرضوخ لإملاءات وضغوطات (بني خيبان) الذين لا يسعدهم ولا يسرهم تحقيق أي منجز يصب في مصلحة الوطن ورياضته.. لذلك ألزموا أنفسهم بمحاربة تلك المكاسب والوقوف حجر عثرة في طريق تحقيقها على طريقة (لا خيرهم ولا كفاية شرهم)..!!

ولأن الشيء بالشيء يذكر كما تقول العرب.. فلا بأس من التعريج على حكاية حرمان النجم الصاعد (نواف العابد) من شرف التربع على قمة هرم أصحاب الأهداف الأسرع على مستوى العالم.. والتضحية بذلك الشرف الشرعي الفريد لصالح الوطن.. لأسباب غاية في التفاهة.. كان يمكن وبكل بساطة إدراجها ضمن قائمة طويلة جداً من الوقائع المسكوت، والمغضوض الطرف عنها التي نعلمها جميعاً لصالح أطراف أخرى، وبالتالي الاحتفاظ بهذا المنجز العالمي التاريخي كمنجز وطني نادر، وعدم (شنقه) على تلك الشاكلة البليدة نزولاً عند رغبات ونفوذ أعداء الإنجازات الأكثر تميزاً.. حتى وهي تسجل باسم الوطن..!!

وهنا أتساءل (بألم): ما ذنب الوطن ورياضته حتى يحرمان من هذه الأولويات والمنجزات التي لن تتعوض أبداً ولمصلحة من..؟!!

فقط لأن الدعيع والعابد ينتميان إلى نادي الهلال وبالتالي وجوب التضحية بما حققاه لرياضة الوطن كيلا يغضب (بنو خيبان)..!!

ولكي أقطع الطريق على أي (مهرّج) -وما أكثرهم هذه الأيام- قد يأتي ويتفلسف وينظّر، وحتى يفتي.

لا بد من التذكير هنا بما أحدثه تنصيب الهلال نادياً للقرن الآسيوي من (عاصفة هوجاء) اجتاحت الأوساط (الصفراء)، وأخرجت الكثير منهم عن جادة الخجل والحياء والتجرد من إفرازات الميول التعصبية المقيتة، لكون المنجز باسم الوطن وبالتالي فهو يتسامى فوق صغائر الأمور وسفاسفها.. بل إن تلك المواقف (المخزية) قد جعلتهم أضحوكات للأسوياء الذين يؤمنون بأن المنجز الهلالي، إنما هو قيمة كبرى تضاف إلى رصيد المنجزات الوطنية.. خصوصاً وأنه لم يتحقق على حساب غيره من الأندية.. كذلك فهو لم يقلل من شأن الأندية الأخرى أو ينتقصها حتى تثور ثائرة القوم ويجن جنونهم بذلك الشكل المحزن.. بل المعيب.. إذ كان من المفترض وكأبسط حقوق المواطنة.. أن يعملوا بمبدأ (إذا بليتم فاستتروا) طالما أنهم فشلوا في الاحتفاظ ولو بالحد الأدنى من قيم ومبادئ الأسوياء..؟!

المعنى

هذا زمان المسخرة والمهونة

صار الوفا بين الخلايق خرافة

ناس تجيب المجد وتموت دونه

وناس تهين المجد (والله) حسافة

 

في الوقت الأصلي
لمصلحة من نُحرم من إنجازي الدعيع والعابد؟
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة