Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تخيَّل عزيزي القارئ لو كنت تملك آلة تحريك الزمن، تلك الآلة السحرية التي تستطيع أن تنقلنا في ثوانٍ معدودة إلى العصر الذي نريده، فأي عصر ترغب أن تعيش فيه أو تزوره؟.. قد تختار ربما زمن مجنون ليلى، أو زمن عمر بن الخطاب أو عهد صلاح الدين الأيوبي، أو زمن حُكْم المسلمين الأندلس، أو حتى عصر خلق آدم وحواء.

كل شخص قد يختار العصر الذي يلائم قناعته بسبب إيمانه بأن الحقبة التي اختارها هي أفضل فترات التاريخ. وقد يرجع سبب اختياره حقبة بذاتها إلى شيوع العدل بين الناس أو لقوة العقيدة أو لمتانة العلاقات الاجتماعية أو لازدهار فن العمارة أو قوة المسلمين وكثرة فتوحاتهم، أو غيرها من الأسباب.

وقبل أن يأخذك الخيال بعيداً لتبحر في بحر الأماني سوف أعيدك إلى الواقع والتفكير مرة أخرى في سؤال تحريك عجلة الزمن والغاية منه. في الحقيقة كنتُ أريد من السؤال أن أوقعك في فخ يكشف خباياك بوصفك إنساناً، ومدى مَيْل البعض للهروب مؤقتاً من واقعه الذي ربما يراه مليئاً بالمنغصات والعقبات. لكن الهروب من واقعنا إلى الأحلام والأماني ليس بالحل المثالي الذي يمنحنا السعادة والقدرة على النجاح وتحقيق العالم الخيالي الذي نهرب إليه.

إذاً ما الحل؟ الحقيقة التي ينبغي أن نستيقظ من خيالاتنا عليها هي أن الخالق منحنا قدرات عقلية تمكننا من تحقيق ما نحلم به، ولكن ما يحصل لنا هو حالة من تعطل عقولنا عن التفكير، وعدم إدراكنا حقيقة أننا نملك كل ما نحتاج لنوجد ما نشاء. إن الكثير منا في حالة غيبوبة عقلية واستسلام للواقع والأفكار غير البناءة. لقد اختار الكثيرون منا أن يركنوا إلى فكر غير مُجْدٍ هو الذي أوصلهم إلى ما وصلوا إليه، وكل إنسان مسؤول عن خياراته والطرق التي يسلكها في الحياة؛ فلا يرمي بأخطائه على الزمان ويعيبه؛ فالزمن لم يجبرنا على سلوك الطريق الخطأ أو التفكير بطريقة سلبية. علينا أن نعيد التفكير مرة أخرى بخياراتنا وأهدافنا ونظرتنا للحياة. وحينما نغير تفكيرنا، وننظر للحياة بإيجابية، ونتعامل مع مشاكلنا والعقبات بواقعية، ونستخدم ما أوتينا من قدرات، لحظتها تصبح الحياة رائعة، والعصر الذي نعيش فيه من أجمل العصور.

D.noof@gmail.com
 

صحوة العقل
د. نوف علي المطيري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة