Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السياحة مورد اقتصادي هام إيجابي وكبير مثلها مثل الموارد الاقتصادية الأخرى كالنفط والغاز والمعادن وبقية الثروات الطبيعية، إن السياحة تعد رافدا قويا من روافد الاقتصاد الوطني وموردا ماليا ضخما يسهم بشكل كبير وفاعل في تحريك عجلة الاقتصاد وتنميته بشكل لافت،

وذلك من خلال تدفق رؤوس الأموال الداخلية والخارجية مما يحقق التنمية المتوازنة لمناطق الاصطياف والسياحة، إن بلدنا الساشع الكبير يملك مقومات السياحة المتنوعة، كالسياحة الدينية وسياحة الآثار والسياحة الترفيهية ولكل من هذه السياحات إيجابيات ومداخيل هامة وشاملة تصب في النهاية في نهر الاقتصاد الوطني العام، إن بلدنا يضم الحرمين الشريفين كما يضم أيضا كما هائلا من المساجد التاريخية الأخرى وهذا يبين لنا أهمية السياحة الدينية وما يمكن أن تحققه من إيرادات مالية ضخمة للمستثمرين في هذا القطاع وخاصة في مجال النقل والسفر والسكن والإطعام والإيواء، إن عدد الزوار للأماكن المقدسة - مكة المكرمة والمدينة المنورة - يقفز بشكل مستمر ومن جميع قارات الدنيا قاطبة وعلى مدار العام، في بلدنا أيضا مواقع أثرية في مختلف المحافظات، وعلى هيئة السياحة أن تبذل من العمل والجهد والمال أكثر من أجل إظهار الكثير من الآثار المخفية تحت التراب، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين على مدى حقب زمنية مختلفة، امتدادا من العصر الحجري إلى العصور الإسلامية، إننا نريد من هيئة الساحة والآثار مزيدا من النبش والحفر واتخاذ القرار لاكتشاف مزيد من المواقع الأثرية التي تعود إلى أزمان وحضارات مختلفة، إن العديد من المواقع الأثرية في كل المحافظات ما زالت تحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليها لتحويلها من مواقع سياحية معطلة إلى مواقع سياحية تدر رؤوس الأموال وتبشر بالخير الوفير وتعم بالفائدة، إن على هيئة السياحة والآثار أن تقوم بعقد اتفاقيات استثمارية مع شركات سياحية عالمية لها في هذا المجال تخصصات عالية المستوى، وذلك لتطوير المرافق السياحية المهملة، واستحداث مرافق وأنشطة سياحية أخرى في عموم محافظات الوطن، بالإضافة إلى أن هذه الشركات سوف تخلق آلاف الفرص الوظيفية في شتى قطاعات العمل السياحي ولمختلف طبقات وشرائح الكفاءات والأيدي العالمة، بالإضافة إلى المورد الاقتصادي التي توفره هذه الشركات لهيئة السياحة والآثار والتي تستطيع من خلاله بناء واستحداث وابتكار أشياء سياحية جديدة ومتطورة، إن بلدنا الكبير يملك تنوعا مناخيا وجغرافيا يتناسب مع كل فصول السنة، ففي - الشمال - مثلا ثمة فرص ومشاريع استثمارية كبيرة قد تجعله منافسا في مجال سياحة الاصطياف، فصحراؤه الممتدة بتنوعاتها، أرض خصبة لاستثمارات سياحية تؤهلها لسحب البساط من تحت الكثير من المنتجعاتالأخرى، فقط تحتاج إلى الفكرة والهمة والبدء، وكذلك بقية المحافظات الأخرى فهي تشترك بالعديد من الفرص والأنشطة السياحية، فالسياحة الأثرية والتراثية هي مشترك أساس بين تلك المحافظات جميعا، ولا تخلو محافظة من موقع أثري يعود إلى أزمان بعيدة في القدم، فبخلاف ما يظن البعض أن سياحة الترفية والاصطياف تقتصر على محافظة الطائف ومحافظات الجنوب، نؤكد أن المحافظات الشمالية والشمالية الغربية وبقية المحافظات تتوافر على فرص استثمارية مهمة، أن ثقافة سياحة الاصطياف قد تغيرت لدى مجتمعنا نحو الإيجاب، وصار هناك تدفقا بشريا هائلا في كل حين على السياحة والاستجمام والترفية عن النفس والأهل، لكن هذا يحتاج في المقابل على مرافق سياحية مميزة ملفته وراقية وتلبي جزءا كبيرا من حاجة السواح، إننا نطلب من هيئة السياحة والآثار وقفة جادة وتوجها حقيقيا نحو الاستثمار السياحي الحقيقي، لاستغلال هذه الثروات وإيجاد سبل كفيلة وناجعة لمعالجة العديد من المشكلات التي تواجهها وخاصة في مجال المرافق الخدماتية في المداخل وعلى الطرق السريعة والتي تحتاج إلى مزيد من الإصلاح والترميم والبناء والأناقة، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال المتابعة والتحري والتفقد المستمر والمعاقبة، لأنها الصورة الأولى التي تعكس واقع الحال لدى الداخل والخارج، في الأخير أقول إن بلدنا يملك فرصًا استثمارية في مجال السياحة كبيرة ومهمة وثمينة.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الواقع السياحي السعودي !
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة