Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة رياض طبارة لـ(الجزيرة):
تصويت لبنان في الجامعة العربيةلصالح الأسد سابقة في وجه الإجماع العربي

رجوع

 

بيروت - منير الحافي

نأى لبنان بنفسه عن البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن مؤخراً، والذي يدين فيه العنف والقتل الممارس من النظام السوري تجاه شعبه. ومن ثم اعترض على قرار الجامعة العربية القاضي بتعليق عضوية الوفد السوري في الجامعة إذا لم تنفذ المبادرة العربية مع انتهاء المهلة الممنوحة. موقفان ملتبسان اتخذهما وزير الخارجية عدنان منصور المحسوب على الفريق الشيعي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أثارا الكثير من التساؤلات والمواقف في الداخل اللبناني، خصوصاً لدى قوى 14 آذار المعارضة للحكومة. إزاء ذلك، قصدت «الجزيرة» الشخصية الدبلوماسية المعروفة والتي تحظى باحترام كافة الشرائح السياسية في لبنان، سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة رياض طبارة، لتسأله عن حيثيات مثل هذين الموقفين، فكان هذا الحوار.

1- سعادة السفير، لماذا نأى لبنان بنفسه عن البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن ولم يعترض أو يمتنع عن التصويت؟

- إنّ أي بيان رئاسي يصدر عن مجلس الأمن يجب أن يحظى بالإجماع، ونظراً « لحساسية الموقف فإنّ الحكومة اللبنانية لم تقف حجر عثرة أمام صدور البيان. وسهلت صدوره ومن ثم نأت بنفسها عنه، ما يعني أنها سعت لإرضاء الطرفين المجتمع الدولي، والنظام السوري. وهذه الحادثة سبق أن حصلت في مجلس الأمن منذ حوالي 40 سنة مع الصين، حيث كان لها موقف مشابه لموقف لبنان اليوم تجاه البيان الرئاسي.

2- ولكن لماذا اعترض لبنان على قرار الجامعة العربية، ووقف في وجه الإجماع العربي المؤيد له، ولم ينأى بنفسه عنه؟

- حتى الآن لا يوجد تفسير واضح لما حصل، وهي سابقة تسجل في تاريخ لبنان بأن يقف بوجه إجماع عربي.

3- برأيك من هي الجهة المسؤولة عن قرار الاعتراض؟ في ظلال التصريحات المتناقضة لكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بأنهما يعلمان بالموقف الذي أخذه وزير الخارجية، ومن ثم ادعائهما بجهلهما به؟

- لقد سبب هذا الموقف الكثير من الارتباك لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وهذا يُفسر من التصريحات المتناقضة لكل من الاثنين. فالرئيس ميشال سليمان يصرح بأهمية الديمقراطية للشعوب وضرورة الاستجابة لنداءاتها، ولكنه يرفض سياسة العزل، دون الإجابة مباشرة عن سبب موقف الاعتراض. أما الرئيس ميقاتي فهنا تكثر التناقضات. من ناحية بأنه سمع بموقف الاعتراض كسائر الوزراء الآخرين عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وقد صرح بذلك أمام سفراء مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم وبحسب ما نشر في جريدة النهار نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن ميقاتي أبلغ صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله، في الاتصال الهاتفي الأخير بينهما أن تعليماته لمنصور في القاهرة كانت ان يتخذ الأخير الموقف الذي ستتخذه السعودية، لكن منصور «خالف تعليماتي». لتختتم هذه التناقضات بما صدر عن مكتبه الإعلامي الذي صرح بأن موقف الرسمي لرئيس مجلس الوزراء هو ما صدر على لسان وزير الإعلام بالوكالة وائل ابو فاعور حول مقررات مجلس الوزراء حيث قال: إن الموقف اللبناني اتخذ في أجواء «المداولات الداهمة التي حصلت على عجل»، أي من دون «تكثيف». وبرأيي ان هنالك في لبنان جهة سياسية واحدة تتخذ قراراتها تبعاً لأولوياتها السياسية دون أي أهمية لما يصدر عن مجلس الأمن أو عن جامعة الدول العربية، ومصلحتها الآن تقضي بحماية النظام السوري.4

- ما هي تداعيات هذه المواقف سواء النأي بالنفس عن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن؟ أو الاعتراض على القرار الصادر بالإجماع عن جامعة الدول العربية؟

- تحول موقف لبنان ورأيه بشكل براغماتيكي, فهو عضو مؤسس في الأمم المتحدة والجامعة العربية، ومشارك في أبرز ما صدر عن الأمم المتحدة الا وهي شرعة حقوق الإنسان عبر الراحل شارل مالك، عدا عن اقتراحه وتقديمه لعدد من الحلول في قضايا عدة، دفعت به الى الواجهة في مجلس الأمن وفي الجامعة العربية. هذا كان يوم كانت تتخذ القرارات المصيرية المؤثرة على الوطن والعالم بالإجماع من قبل القادة السياسيين المعنيين، اما اليوم وبعد هيمنة فريق معين غاب التوافق والإجماع، واصبحت مصلحة الفريق المهيمن هي الأولوية، هذا ما سبّب تراجع موقع لبنان وتحوله الى مجرد عضو يقتصر دوره على عدم تعطيل صدور البيان الرئاسي في مجلس الأمن، وعلى معترض على قرار اتخذ بالإجماع في الجامعة العربية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة