Tuesday 22/11/2011/2011 Issue 14299

 14299 الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

رفقاً ببنات الوطن

 

قبل أن يجف الدمع في جدة ينهمر مدراراً في حائل، وقبل أن نفيق من صدمة وفاة معلمتَيْن في حريق مدرسة أهلية في محافظة جدة، التي تخلصت من كوارث السيول؛ لتقع في دائرة أخطار الحريق، نُصدم بحوادث الطرق، وهذه المرة في شمال البلاد، والضحايا ثلاث عشرة بنتاً من بنات الوطن، منهن اثنتا عشرة فتاة من الطالبات الجامعيات اللاتي يلاحقن العلم منذ الفَجْر متجهات يومياً من قراهن التي تبعد 300 كيلومتر إلى حائل مركز المنطقة؛ لنهل العلم من جامعتها، لكن القدر كان لهن بالمرصاد؛ ليلحقن ببارئهن شهيدات العلم. ويضاف إلى قائمة الضحايا طفلة بريئة أخرى كانت بجانب والدها سائق السيارة التي اصطدمت بحافلة الطالبات الجامعيات، وبمقتل والدها وسائق الحافلة تكون الحصيلة 15 نفساً بريئة حصدهم الموت.

بوصفنا مؤمنين نسلِّم بما هو مكتوب، لا نملك إلا أن نطلب الرحمة للضحايا، ولأهلهم الصبر والسلوان. ولكن من حقنا أن نتساءل وأن نطلب من المسؤولين التحقيق في أسباب مثل هذه الحوادث، حوادث الطرق، وبخاصة التي تتعرض لها الطالبات والمعلمات اللاتي يتجهن صباح كل يوم إلى مدارسهن وأماكن عملهن، متجهات من أماكن بعيدة نسبياً.

هل تخطيط الطرق سبب في ذلك، ونحن نعلم أننا نمتلك أفضل شبكة طرق في المنطقة؟ أم أن السبب هو عدم التزام قائدي السيارات بأسباب وضوابط السلامة؟

ثم لماذا تبعد الجامعات والمعاهد عن المدن الأخرى 300 كيلومتر؟! أين فروع الجامعات؟ كما أن نظام وأسلوب توجه المعلمات يومياً إلى مدارسهن بقطع مئات الكيلومترات لا بد أن يحمل معه مخاطر جمة؛ فلماذا لا تُختار المعلمات من المدينة نفسها، أو تُفرض عليها الإقامة في مدينة المدرسة نفسها حفاظاً على سلامتها؟!

كثرة وتعدد حوادث السير والسيارات التي تقل الطالبات والمعلمات يتطلبان دراسات وتحقيقات استقصائية معمَّقة وجادة؛ لوقف نزيف القتل الذي يصيب بنات الوطن.

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة