Saturday 26/11/2011/2011 Issue 14303

 14303 السبت 01 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بالرغم من مواقف المواطنين المتباينة من (نظام ساهر) سلباً أو إيجاباً فقد هزت مجتمعنا المسالم جريمة قتل المواطن الشاب حمد الميمون وهو يمارس عمله في إحدى العربات التابعة لنظام ساهر، والسبب في ذلك هو أن الإنسان السوي مهما بلغت درجة خلافه مع شخص آخر في أي من الجوانب المالية أو المهنية...

...ونحوهما لا يصل الأمر بأي منهما إلى إنهاء الخلاف باللجوء إلى القتل لأن القتل هو أم الجرائم، والله سبحانه وتعالى حرم القتل بدون وجه حق قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء93).

ولأن القتل يؤدي إلى إزهاق روح إنسان بدون حق ولأنه أيضاً سوف يؤدي إلى إعدام الشخص القاتل قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أوليْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة 179).

وكما حرم المولى عز وجل القتل بين المسلمين أي بأن يقوم المسلم بقتل أخيه المسلم بدون وجه حق، فقد حرم الإسلام القتل عموماً حتى لو كان المقتول غير مسلم إذا كان يفتقد للمبرر الشرعي، قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً فأنا حجيجه يوم القيامة).

هذا بالنسبة لجريمة القتل عندما تقع على المستوى الفردي فكيف إذا حصلت تجاه شخص يمارس عمله؟ وأن الجريمة وقعت بسبب هذا العمل كحالة المواطن الميمون الذي قتل وهو يمارس العمل الحكومي أي أنه موظف دولة ويمثلها في العمل الموكول إليه، فالجريمة التي حصلت للمواطن بل دعوني أقول الشهيد الميمون لأنه قتل بدون وجه حق وكان سببها العمل الذي يمارسه وليس لأمر شخصي يتعلق به فالجريمة إذاً تتعلق بالاعتداء على أحد أنظمة الدولة الذي وضع من أجل حماية الناس من فتك حوادث السيارات التي تحصد سنوياً في بلادنا ما يقارب الخمسة آلاف مواطن بسبب السرعة المتهورة ومخالفة قواعد المرور فهي أبلغ وأعظم من جرائم القتل التي تتم لأسباب شخصية مما يعني عدم تمرير هذه الجريمة حتى ولو اكتشف الجاني وتم محاكمته وصدر بحقه الحكم الشرعي من دون دراستها من زوايا متعددة منها ما يلي:

- حالة الشخص مرتكب الجريمة النفسية والاجتماعية والتربوية وهل نفذها لوحده أم غرر به من أشخاص آخرين من ذوي المصالح.

- مدى وجود احتياطات أمنية وضعت من إدارة المرور لحماية الذين يعملون على سيارات ساهر خارج المدن وعلى الطرق الطويلة.

- قيام إدارات المرور في المحافظات بحملة توعية للشباب حول نظام ساهر وتعريفهم بالمزايا العديدة التي يهدف إليها وأن تكون هذه الحملات بشتى الوسائل ومنها إقامة ندوات يشارك فيها علماء الدين.

- وقف الحملات المناهضة لنظام ساهر التي تنظر إلى هذا النظام بأنه نظام جباية وقد تكون هذه الحملات قد شحنت أذهان المواطنين ومنهم الشباب ضد هذا النظام وقد تكون تلك الحملات قد ساهمت في ارتكاب هذه الجريمة.

- توعية طلاب المدارس بأهمية الأنظمة التي تصدرها الدولة وضرورة التقيد بها واحترامها وأن هذه الأنظمة وضعت من أجل خدمة المواطنين.

asunaidi@mcs.gov.sa
 

هل هو خلل في التربية أو نقص في الإيمان؟
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة