Saturday 26/11/2011/2011 Issue 14303

 14303 السبت 01 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لم أكن أتوقع سماع إجابة كهذه «هو العام انتهى خلاص؟!.» رداً على سؤالي عن أهم أماني وطموحات نهاية العام الهجري 1432هـ في «استطلاع تلفزيوني»؟!

لكن هذه حقيقية، فهناك على «ما يبدو» من لم تعد «أرقام السنين» و»فارق الأيام» بين دخول عام هجري وخروج آخر، تفرق معهم كثيراً ولأسباب متعددة، فكما كانت هذه إجابة «صادمة» سمعتها من البعض، كانت أحلام البعض الآخر «خيالية ومتفائلة جداً» فبمجرد الإشارة له للحديث «أمام الكاميرا» تسمع ما يسرك من «الأمنيات» المليئة بالفرح، والسرور، والطموح على المستوى الشخصي والعائلي، وبعد الانتهاء من «التصوير» تسمع الإحباط، والأعذار بصعوبة تحقيق هذه الأماني؟! ولعل أكثر «همّ مشترك» عند الشباب هو «الوظيفة + الزواج» وهو أمر متوقع وطبيعي، إضافة إلى «همّ جديد» أضيف إلى «فئتهم العمرية» وهو «همّ امتلاك سكن»، وقد تكون الفرص الأخيرة والتسهيلات ورفع «قيمة القرض العقاري» جعلت سن «المفكرين والحالمين» في امتلاك منزل يقل.

الفتيات كانت «أمانيهنّ» مختلفة خلال هذا الاستطلاع، فبدينا «أكثر شاعرية» من الشباب فيما يخص «الزواج وأحلام تكوين أسرة»، ولاحظت «إشراكهنّ» لصديقاتهنّ وزميلاتهنّ في تحقيق أمانيهنّ، فهل هنّ أكثر وفاءً من «الشاب» الذي كانت أمانيه شخصية صرفة؟! أم لأنهنّ أكثر قربا فيما بينهنّ وبالتالي «فهم وتقدير» أماني وأحلام بعضهنّ البعض «الله أعلم».

هذه «أغرب الأماني» التي سمعتها دون تعليق: «أتمنى تدريب المنتخب عشان يفوز، يا ريت أتطلق وأفتك، أتمنى الحصول على «مليار ريال» بس وأنا أعرف كيف أحقق أمنياتي!!، أحلم في هالسنة بامتلاك سيارة ليموزين، أتمنى سفلتت «الحفر» اللي في شارعنا من العام ولا أحد سأل ؟!، أتمنى أسافر بعثة بس «توني» طالبة في المتوسطة !!، الزحمة الزحمة «يا ناس» شوفوا لها حل ؟!، أتمنى الشفاء العاجل لأبوي، أحلم بالنقل للرياض بدل السفر كل أسبوع.... إلخ من الأماني التي لا يمكن قولها.

ولكن السؤال المهم: كيف سنقضي الـ «365 يوما» القادمة إن «أعطانا الله» مزيداً من العمر، وكيف يمكن تحقيق أمانينا وأحلامنا خلالها ؟!.

أظن أنه يجب أن تكون هناك وقفة «محاسبة ومراجعة» وتقييم لعلاقاتنا وإنجازاتنا على كل «الأصعدة «خلال العام المنصرم، مع «الله أولاً»، ثم مع «النفس ثانياً»، بعد ذلك مع الآخرين وكيفية تعاطينا مع الحياة وتفاصلها، ثم محاولة معرفة مواطن «الخلل والقصور» في العام الماضي، وتجاوزها خلال المرحلة المقبلة، كما يجب وضع أهداف خلال هذا العام، ووضع خطط لتحقيق هذه الأهداف، ولتكن مكتوبة للرجوع إليها عند الحاجة وتقييمها بين فترة وأخرى، احذر من «الارتجالية» في حياتك، وقراراتك، وعلاقاتك، وأحلامك «فالارتجالية» عدوة للنجاح، إحدى الدراسات تشير إلى أن «نسبة كبيرة» من الناجحين كانوا يدونون أهدافهم ويكتبونها، ليعودوا إليها عند الحاجة وهو السّر الذي لا يعرفه غيرهم.

أقول لشبابنا خصوصاً، لننظر «بتفاؤل وإيجابية» ونحن على «أعتاب عام جديد»، ولننفض «غبار الكسل» بعيداً، فلا مكان له بيننا اليوم، ولنبتعد عن «المُثبطين والمُحبطين»، ولنرسم أحلامنا وأمنياتنا بواقعية وجدية، ثم لنسعى نحو تحقيقها مستعينين بالله، ثم بقدرتنا، وإمكاناتنا، فنحن نملك الكثير من «مقومات النجاح» في بلدنا ومجتمعنا المسلم، التي يتمنى الكثير غيرنا لو «أتيحت لهم» هذه الفرص ليغيروا من واقعهم نحو الأفضل.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
أغرب أماني العام «1433هـ»؟!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة