Sunday 27/11/2011/2011 Issue 14304

 14304 الأحد 02 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

النظام السوري يتظاهر بالدهشة والاستغراب إزاء مواقف وقرارات الجامعة العربية، كما هو حاله إزاء تظاهرات الشعب السوري اليومية، التي يعرف كل متظاهر أنه مشروع شهيد.

النظام السوري حاله، ومنذ أربعين عاماً، مثل حال غراب يستغرب سواده.

النظام السوري الباطني عاجز عن قراءة خارطة العالم العربي، الذي يمر بفترة تغيير عميقة.

أكبر دليل على ذلك استخفافه بمبادرة الجامعة العربية، التي قررت الردّ على هذا الاستخفاف المـُتبلـّد، بتعليق عضوية النظام في الجامعة، فما كان من النظام إلاّ أن ردّ بالاعتداء على البعثات العربية والأجنبية في سورية.

رغم القرارات والمواقف الحازمة المتصاعدة للجامعة العربية، ما زال بشار الأسد يعتقد أنّ باستطاعته المكابرة والصمود، مثلما فعل عام 1908م، حين استطاع، بمساعدة فرنسا بشكل خاص، الخروج من عزلته الدولية، إثر الاتهامات بتورّطه في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وهو اليوم يتصرّف بالطريقة عينها، دون أن يهتم بقراءة خارطة العالم مع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

تعمل الجامعة العربية على إزالة شبح الحرب الأهلية، التي يسعى النظام إلى تأجيجها، كما تحاول الجامعة أن تـُفشل محاولاته الخبيثة حصر الاحتجاجات والتظاهرات داخل البُعد الديني.

إنّ القرارات الذكية لجامعة الدول العربية ضد النظام السوري الباطني، ستلحق الضرر بالاقتصاد السوري، الأمر الذي يُشكل التحدي الحقيقي لمستقبل الأسد وقبيله، بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على انطلاق الاحتجاجات الشعبية، كما أن قرارات الجامعة العربية هي ضربة معنوية مُزلزلة لنظام قدّم نفسه، طيلة أكثر من أربعين عاماً، في صورة «بطل» القومية العربية، وزعيم «المقاومة»، وقائد «الممانعة».

لقد دعم رجال الأعمال السوريون حتى الآن بشار الأسد، ولكن إذا استمر الوضع فترة أطول، فهم، على الأرجح، سيُعيدون النظر في موقفهم المؤيد للأسد.

وقد صرح وزير الاقتصاد السوري، خلال الشهر الماضي، بأنّ الاقتصاد السوري في «حال طوارئ»، أما حاكم مصرف سورية المركزي فوصف الوضع الاقتصادي بأنه حرج للغاية، خصوصاً في ظل ارتفاع معدّل البطالة وانخفاض واردات الدولة، وتراجُع الأعمال التجارية بنسبة تتراوح ما بين 40 و50 بالمائة، والتدهور الكبير في القطاع السياحي.

(سميح أيديز) الكاتب في صحيفة «حُريت» التركية، لفت إلى أنّ كلاً من إيران وإسرائيل وسورية، لها مصلحة في نشوب حرب إقليمية، فإسرائيل لم تحب يوماً الربيع العربي، وتتخوّف الآن من نتائج سقوط بشار الأسد. وبيّن الكاتب التركي أنّ ضرب إيران في هذه المرحلة ربما يُشعر إسرائيل بالارتياح، كما أنّ توجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران سيـُخفف الضغط على الأسد، ويـُركـّز الأنظار كلها على إسرائيل.

Zuhdi.alfateh@gmail.com
 

الغراب... « الأبيض !»
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة