Sunday 27/11/2011/2011 Issue 14304

 14304 الأحد 02 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

استعرض معلومات عن الجامع.. الشيخ محمد بن سليمان المهنا لـ «الجزيرة«:
جامع الأمير سلطان بن فهد في حي قرطبة بالرياض تحفة معمارية تتميز بالبهاء والجمال والكمال

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

كتب - عبدالله الرصيص

قلما يجود الزمان بين آونة وأخرى بشخصيات تحمل الإنجازات المتعددة إلى آفاق أرحب وإلى ضفاف أكثر إشراقاً وتوهجاً وهو ما يعني أن حضورها الإنساني في المجتمع ينطوي على أبعاد من الأمل يجود علينا الزمان بهذه الشخصيات الخيرة التي تقرأ الحاضر عبر جملة من المستويات العميقة التي تسبر أغواره وتقف عند أسراره الحقيقة وتستعين بألق الماضي لتذهب بعيداً صوب المستقبل المشرق يحدوها التطلع إلى تحقيق الأهداف المثلى تكسوها عزيمة صارمة نحو تحقق المنجز في إطار المثل والقيم العليا.

لقد كان للأعمال العظيمة الخيرة المتنوعة التي يخطها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز في شتى مجالات الحياة أثرًا بالغًا في نفوس الكثيرين ومن بين تلك الإنجازات جامع سموه في حي قرطبة بمدينة الرياض الذي يعد واحداً من أجمل المساجد وصرحاً عظيماً بتميزه المعماري وما يحتويه من منشآت وتجهيزات متنوعة في المكتبة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وكان لذلك أثر بالغ في نفس الشيخ محمد بن سليمان المهنا الذي تحدث حول هذا الصرح الإسلامي المميز الذي كان افتتاحه حدثا مهماً، واكتماله إضافة كبيرة ووجوده في مدينة الرياض معلماً بارزاً ذا طراز معماري فريد فضلاً عن مكوناته وأقسامه وسعته وجماله الخلاب.

وقال الشيخ محمد بن سليمان المهنا: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:

فمن فضل الله على أني دخلت بلاداً كثيرة وطوفتُ في ربوعها ورأيت شيئاً من معالمها ووقفت على ما يتعلق بالإسلام والمسلمين من آثارها وكان لي رغبة خاصة أكيدة بزيارة المساجد لاسيما الكبير والقديم منها، ولعل من الطريف أني وفقت إلى الصلاة إماما في أول مسجد تطلع عليه الشمس وهو مسجد مدينة كرايست تشيرش بنيوزلندا وآخر مسجد تطلع عليه الشمس وهو مسجد مدينة هونولولو بجزر هاوي بالمحيط الهادي بالولايات المتحدة الأمريكية، أذكر هذا من باب التندر والطرفة ليس إلا، وإلا فإنه شرف لا فضل لي فيما أرى فيه.

ورغم أني رأيت من المساجد أكبرها وأحدثها، وأجلها وأجملها إلا أني ذُهلت - وأقولها صادقا والله - ذهلتُ عندما دخلت التحفة المعمارية الفريدة التي لا أظن في مدينة الرياض ما يدانيها فضلا عن أن يماثلها: أعني مسجد الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بحي قرطبة بمدينة الرياض.

ولقد كنت أعجب من جمال بنيان ذلك المسجد وهو في طور التشييد، فلما تم أعجبني حسنه وسرني من الخارج مرآه ولم أكن قد دخلته، فلما دخلته رأيت من الحسن أضعاف ما رأيت وسرني كثيراً ذلك البهاء والسناء والجمال والكمال الذي لم أره إلا في بناء الحرمين الشريفين زادهما مهابة وتشريفاً.

لقد أحسن الأمير سلطان بن فهد ما شاد وأجاد وزاد إذ جعل بناء هذا المسجد الكبير من أولوياته وأنفق عليه عشرات الملايين وجعل حوله من المرافق ما تقر به عين الزائر، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.

ومن خلال هذه السطور فإني أدعو سموه إلى مزيد من الأعمال الطيبة الصالحة والمشاريع الخيرية النوعية النافعة، وإن كان لي من اقتراح أو نصيحة متعلقة بهذا الصرح الكبير مسجد الأمير سلطان بن فهد فإني أُجمله فيما يلي:

- أرغبُ إلى سموه أن يشرف على هذا المسجد الكبير بنفسه بزيارات متكررة ومتابعة شخصية ومتابعة لما يكون فيه من المناشط ومن ذلك - كمثال فحسب- تشريف حفلات تحفيظ القرآن.

- وبمناسبة ذكر تحفيظ القرآن فإني أقترح على سمو الأمير أن يُعنى بالقرآن عناية خاصة بتفعيل دور حلقات القرآن الكريم واختيار من عُرف بحسن إدارة حلقات القرآن الكريم ليكون مشرفًا على تلك البرامج وأن يرصد لذلك كله ميزانية كافية لتكون حلقات مسجد الأمير سلطان بن فهد رائدة في مجال تعليم القرآن الكريم لا أقول على مستوى مدينة الرياض ولا على مستوى بلادنا الحبيبة فحسب، بل على مستوى العالم، وليس هذا ببعيد على همة سموه وطيب معدنه، فلوالده شرف طباعة المصحف الشريف ونشره في العالم، وعسى أن يكون للنجل شرف مواصلة دعم القرآن وأهله، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

- ومما ينبغي الحرص عليه: إنشاء مدرسة نسائية لتحفيظ القرآن، ولا يخفى ما للمدارس القرآنية النسائية من الأثر الكبير في صلاح النساء وأسرهن ومن ثم أمتهن.

- ومما أقترحه على سموه تفعيل دور المسجد من حيث تعليم العلم الشرعي ونشر الدعوة إلى الله خلال استقطاب كبار العلماء كما فعل مشرفو مسجد الأمير فيصل بن فهد بالرياض، واستقطاب كبار الدعاة كما فعل مشرفو مسجد الأمير عبدالعزيز بن فهد بجدة، وقد استفاد من ذلك خلق من المسلمين لا يستطاع حصرهم.

- ومن المقترحات أيضا إنشاء متحف إسلامي على نمط حديث عال يُعرض فيه مجسمات للحرمين وصور لمعالم الحضارة الإسلامية ونماذج من المصاحف والمخطوطات العربية القديمة، وسيكون ذلك إن شاء الله مزاراً لأبنائنا وبناتنا لاسيما في أوقات الدوام الرسمي، وسيكون كذلك مزاراً لضيوف البلاد من المسلمين وغير المسلمين، وأرجو أن يكون سببا لإسلام كثير منهم فإنه قد ثبت بالتجربة أثر هذه المتاحف في الدعوة إلى الله حينما يراد بها وجهه الله ويتبع فيها شرعه وحينما تسند إدارتها إلى من يحسن توظيفها في نشر الإسلام، وليس من رأى كمن سمع.

- ومن المهم جداً أن يكون إلى جانب المتحف مكتب لدعوة الجاليات ينعم بدعم الأمير وإشرافه المباشر، فكم في ذلك من النفع وكم يرجى منه من الفائدة والأجر.

- ومن المشاريع المساندة لدور المسجد إنشاء مؤسسة اجتماعية لأهالي الحي تعنى بتقديم الدورات وحل المشكلات وتقديم الاستشارات على أيد أمينة ذات اختصاص وإخلاص، فمجتمعنا بحاجة ماسة إلى مثل المؤسسات، أقولها عن خبرة ودراية تامة بحكم التخصص، ولعل هذه المؤسسة تكون نواة لمؤسسات أخرى مشابهة يقوم عليهما أهل الخير من المحسنين، ومن أهل الحل والعقد من الأمراء والعلماء.

وأقترح على سمو الأمير سلطان بن فهد وعلى رجال الخير في بلادنا وما أكثرهم أن يهتموا بإنشاء المساجد بين الطرق السريعة التي تربط المدن والمناطق باعتبار أن المسافرين على هذه الخطوط لا يجدون إلا المساجد ضمن محطات الوقود وهي تفتقد إلى دورات المياه النظيفة، وأود في هذا الجانب أن أنوه بضرورة أن تتعاون وزارة النقل ووزارة الشؤون الإسلامية لتحديد الأراضي والاتصال برجال الخير ولاشك أن مثل هذه المشاريع هي مهمة باعتبار أن بلادنا تتمتع بمسافات طويلة تستوجب وجود مثل هذه المساجد بهذا أختم قائمة المقترحات على أن في الجعبة الكثير، لكن البداية بمثل هذه المشاريع مؤذن بخير كثير مستمر إن شاء الله.

ورغم أني على علم بأن مشاريع كهذه تحتاج إلى دعم مالي إلا أن الأمل كبير جدا بأن يد الأمير سلطان بن فهد وهمه وهمته لا تعجز عن ذلك ولا تتوانى، فإني وإن لم أشرف بلقائه ولا برؤيته إلا أني سمعت عن كرم نفسه وسخاء يده وانطلاقها في مشاريع الخير شيئا كثيراً تقربه النفس وتأنس به الروح، كما أنني أود أن أقدم أسمى آيات الشكر والعرفان لسموه في دعم أبحاث علاج الإدمان الذي سيكون له الأثر البالغ في معالجة مشكلة الإدمان من المخدرات خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين، وقد تابع سموه هذا العمل وأشرف عليه بشكل كبير لإيمانه التام بأن هذه الآفة الخطيرة هتكت بالشباب وأصبحت تشكل تهديداً حقيقيا على مجتمعنا والمجتمعات الأخرى ولاشك أن دعم سموه لعلاج الإدمان يعطي انطباعا عن فكر الأمير سلطان بن فهد في التصدي لهذه الآفة التي لا زالت تشكل عبئا جسميا على جميع دول العالم.

أسأل الله أن يجعل هذا المسجد وجميع أعماله الخيرية في ميزان حسناته وأن يعينه على فعل الخيرات وأنواع القربات وأن يرزقه صحبة صالحة وبطانة ناصحة تدله على الخير وتعينه عليه.. اللهم آمين، وصلى الله وسلم على نبيننا محمد.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة