Sunday 27/11/2011/2011 Issue 14304

 14304 الأحد 02 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

تحفة الإخوان بتراجم بعض الأعيان
عبدالعزيز بن صالح العسكر

رجوع

 

كتاب جميل وسفر نفيس حوى معلومات نادرة، وأخباراً كثيرة، وأرَّخ لأحداث مهمة.. مما جعل الكتاب درةً من درر العلم وجوهرة من جواهر التاريخ. ومؤلّف الكتاب إمام من أئمة العلم والفقه واللغة والتاريخ، عرفه الناس قاضياً ومعلماً ومفتياً وخطيباً ومصلحاً، كان - رحمه الله- يرصد في أعماله كلها وأسفاره جميعها ما يمر به من أحداث، ومن عرفه من أئمة وحكام وعلماء، وبخاصة من مات منهم في حياة الشيخ؛ فقد أملى الشيخ مئات الصفحات في التراجم وتوثيق أهم الأحداث.. ولكن ما أملاه لم يطبع في حياته.. ثم سخر الله لتلك الأوراق والصفحات من يجمعها ويرتبها ويخرجها للناس في هذا الكتاب القيم.

وحسب هذا الكتاب شرفاً ومكانة أن يكون من مؤلفات الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله وغفر له-. وقد سجل عليه رقم 42 من سلسلة مؤلفات ورسائل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.

أما جامع الكتاب ومحققه فهو الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم وأخرجت طبعته الثانية دار الحاضر في الرياض عام 1431هـ - 2010م في 115 صفحة.

وكتابنا هذا على صغر حجمه حوى - كما أسلفنا - درراً ثمينة من التراجم وتوثيق الأحداث نشير في السطور التالية إلى بعض منها:

1- رجوع أبي الحسن الأشعري إلى السنة.

2- مولد الحافظ الدارقطني.

3- وفاة ابن جرير.

4- وفاة الشيخ عبد العزيز الحصين.

5- مولد الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

6- مولد الشيخ عبد العزيز أبي حبيب الشثري.

7- مولد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ومحمد تقي الدين الهلالي.

8- دخول الملك عبد العزيز الرياض، ومقتل عجلان بن محمد.

9- وفاة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.

10- وفاة الشيخ حمد بن فارس.

11- تعيين الشيخ عبد العزيز بن بشر في قضاء الرياض، والشيخ عبد الله بن دهيش في قضاء الأحساء.

12- نقل الشيخين ابن زاحم وعبد العزيز بن صالح إلى قضاء المدينة.

13- قدوم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من إفريقيا حاجاً، واستقراره في المدينة.

14- تعيين الشيخ ابن صالح مساعداً لإمام المسجد النبوي.

15- افتتاح المعهد العلمي في الرياض وتعيين الشيخين محمد الأمين الشنقيطي وإبراهيم الشنقيطي فيه.

16- وفاة الشيخ صالح الزغيبي واستقلال الشيخ ابن صالح بإمامة المسجد النبوي.

17- افتتاح كلية الشريعة بالرياض وانتقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي إليها.

18- وفاة عبد الوهاب عزام.

19- افتتاح الجامعة الإسلامية في المدينة وانتقال الشيخ ابن باز لها نائباً لمديرها وانتقال الشيخين محمد الأمين الشنقيطي وإبراهيم الحصين إليها.

20- وفاة ملك اليمن أحمد حميد الدين، وولاية ابنه البدر، وثورة عبد الله السلال عليه والحرب في اليمن.

21- بعثة مشايخ الجامعة الإسلامية لنيجيريا، والانقلاب فيها، ومقتل الزعيمين أحمدو بللو وأبوبكر تفاوا.

22- إعدام سيد قطب، ووفاة الشيخ عبد الرحمن الحصين.

23- وفاة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

24- تولي الشيخ ابن باز رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض، وانتقال الشيخ إبراهيم الحصين معه، وتولى الشيخ عبد الله بن حميد رئاسة مجلس القضاء الأعلى.

25- تولى الشيخ الحركان الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي.

26- وفاة الملك خالد، ومبايعة الملك فهد، ووفاة الشيخ عبد الله بن حميد.

27- وفاة الشيخ محمد الحركان.

28- وفاة الشيخ صالح بن علي الناصر.

29- وفاة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي.

30- وفاة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ صالح الخريصي.

ولمعرفة أسلوب الشيخ وطريقته في الترجمة تختار أنموذجاً (مثالاً) من تلك التراجم.. فتحت الرقم (63) قال الشيخ: «فائدة تاريخية: توفي الشيخ العلاَّمة الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسني في الدار البيضاء في المغرب في يوم الثلاثاء الموافق 27 شوال ألف وأربعمائة وسبعة، فرحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته في المهديين, وضاعف له الحسنات وكفَّر عنا وعنه السيئات.

وكان مولده - رحمه الله - في محرم من عام ألف وثلاثمائة وأحد عشر، أخبرني بذلك - رحمه الله - مشافهة، وبذلك يكون قد عاش سبعاً وتسعين سنة إلا شهرين وأياماً، وكان عالماً فاضلاً، باذلاً وسعه في الدعوة إلى الله سبحانه أينما كان، وقد طوف في كثير من البلاد وقام بالدعوة إلى الله سبحانه في أوروبا مدة من الزمن، وفي الهند، وفي الجزيرة العربية، ودرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وله مؤلفات منها: الهدية الهادية للفرقة الناجية)، وكان أول حياته تجانياً، ثم خلصه الله منها، ورد على أهلها، وكشف عوارها، ومن مؤلفاته الأخيرة (سبيل الرشاد) وقد خلّف ابنين وبنتين أو ثلاثاً، وفّقهم الله، وأصلح حالهم، وجبر مصيبتهم، وقد صلى عليه جمٌّ غفير، ودفن في مقبرة الدار البيضاء، جمعنا الله به في دار الكرامة، وخلفه على المسلمين بأحسن الخلف إنه جواد كريم، حرر في 22-11-1407هـ ص 69 -7-71 .

هذا مثال من تراجم الكتاب وبه تتضح خصائص أسلوب الشيخ في كتابه، ونستطيع أن نستخلص من هذا المقال: الخصائص التالية لأسلوب الشيخ:

1- جاء الكتاب وفاء من الشيخ لمن ترجم لهم، فمنهم الحكام والملوك الذين تولوا حكم البلاد ونفع الله بهم البلاد والعباد، ومنهم العلماء الأجلاء سواء منهم الأئمة في العصور الإسلامية السابقة.. وهم غالباً ممن يرد ذكرهم في دروس الشيخ ومناقشة طلابه.. ومن العلماء الذين ترجم لهم - كما أشرت إلى ذلك في سرد الأسماء - العلماء المعاصرون للشيخ وقد عرفهم عن قرب وأحبَّهم وأحبوه.

2- كان الشيخ يملي الترجمة من ذهنه على أحد كتَّابه، ثم لا يعيد فيها النظر أو يزيد عليها، فجاءت التراجم عفوية، بعاطفة صادقة وأسلوب سهل واضح.

3- السمة الواضحة للترجمة: الإيجاز فبعضها لا تزيد على بضعة سطور ويندر أن تزيد على صفحتين.

4- كان الشيخ منصفاً لمن ترجم لهم، فلا يعني ترجمته للعلم التزكية الكاملة له وإنما يشير الشيخ - رحمه الله - إلى فضائل العلم وجهوده ومكانته وبذله وجهاده مع التلميح إلى الملحوظات عليه أو المآخذ إن وجدت - وقد يصرف النظر عنها إن كانت يسيرة وقد تغيّرت في آخر حياة العلم.

5- كان الشيخ جريئاً صريحاً في ذكر بعض الأحداث للتوثيق التاريخي، وقد أثبت المحقّق بعض الأخبار والأسماء وحذف بعض الاستطرادات في مواطن محددة مما له علاقة بأمور انتهت ولا مصلحة في نشرها وذكر ذلك في مقدمة التحقيق ص 9م.

6- ما أحوجنا إلى مثل هذا الكتاب من قبل ذلك الشيخ، فأقواله شهادة لمن كتب عنهم، وتوثيق لأحداث وخصال ربما لا يعلمها الناس عن الأئمة والعلماء.. فعسى الله أن يمد علماءنا بعونه وتوفيقه وتسديده ليكتبوا لنا مثل هذا الكتاب النفيس، وينقلوا لنا مآثر العلماء والدعاة وأخبارهم وإنتاجهم.

7- غفر الله لشيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز ورحمه وجمعنا به في دار كرامته، وجزى الله من أخرج هذا الكتاب وأشرف عليه وشرحه وخرَّج نصوصه خير الجزاء وأعظم لهم الأجر والثواب، وقد قدّموا بعضاً من الوفاء لشيخنا الكريم ونفع الله بهذا الكتاب إنه جواد كريم.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة