Sunday 27/11/2011/2011 Issue 14304

 14304 الأحد 02 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

إتحاف الورى بمعالم قرقرى
إعداد: عبدالله بن عبدالرحمن الضراب

رجوع

 

إتحاف الورى بمعالم قرقرى

بين البرتين (العليا) و (السفلى) معالم وآثار

يحيى بن طالب شاعر من أهل اليمامة ثم من بني حنيفة , يقول ياقوت جـ4 - صفحة 326 - 327: (من بطن ذهل ابن الدول). وهو من شعراء الدولة العباسية مقل وكان فصيحاً شاعراً ركبه دين في بلده فهرب إلى الري وخرج مع بعث إليها فمات بها، حيث يقول محمد بن يزيد: حدثنا حماد بن اسحق عن أبيه قال: غنى أبي الرشيد في شعر يحيى بن طالب:

- ألا هل إلى شم الخزامى ونطزة

إلى قرقرى قبل الممات سبيل

فأطربه فسأله عن قائل الشعر فذكر له وأعلمه أنه حي وأنه هرب من دين عليه وأنشده قوله:

- أريد رجوعاً نحوكم فيصدني

إذا رمته دين علي ثقيل

فأمر الرشيد أن يكتب إلى عامل الري بقضاء دينه وإعطائه نفقة وإنفاذه إليه على البريد فوصل الكتاب يوم مات يحيى بن طالب. وقد قال ياقوت الحموي جـ4 - صفحة 326 عن يحيى بن طالب الحنفي: (أنه كان شيخاً ديناً يقرئ أهل اليمامة، وكانت له ضيعةٌ يقال لها: البرة العليا وكان يشتري غلات السلطان بقرقرى، ويتاجر فيها، وكان مع ثرائه سخياً جواداً، فأصاب الناس جدب فجلا أهل البادية فنزلوا قرقرى، ففرق يحيى ابن طالب فيهم الغلات، فباع عامل السلطان أملاكه، وعزه الدين فهرب إلى العراق، وقد كان كتب ضيعة من ضياعه لقوم إقراراً لهم بها لئلا يبيعها السلطان فيما يبيع، فكابره القوم، فخرج من اليمامة هارباً من الدين يريد خراسان، فلما وصل إلى بغداد بعث رسولاً إلى اليمامة فلما رآه في الزورق اغرورقت عيناه بالدموع)

بين البرتين (العليا) و(السفلى) معالم وآثار:

- استند الأستاذ عبدالله بن محمد الشايع في اختياره الثرماني أنه البرة (العليا) على ما أورده في كتابه عن حجر اليمامة صفحة 157: (ومن الأمور التي سألت عنها رئيس مركز العويند الأخ محمد أبو ونيان أثناء لقائي به هذا السؤال: هل يوجد في أعالي الأودية التي يدفع سيلها باتجاه البرة آثار مساكن قديمة أو آبار؟) وكلام الأستاذ عبدالله السابق قد يحدث لبسٌ في أن وادي البرة هو وادي الثرماني ولكن الواقع أن مجرى وادي البرة منفصل ومختلف تماما عن وادي الثرماني، هذا للتوضيح ولمنع اللبس وإلا فإن ذلك لا يغير من الأمر شيئا، من ناحية أن الثرماني و ما جاوره أعلى طبوغرافيا (طبيعيا) من البرة، ويمكن قياس ذلك بالأودية التي تسير في مجراها من العلو إلى السفل.

- ذكر الأستاذ عبدالله أن الثرماني هو ما يسمى قديما (كحيل) وواديه (وادي كحيل)، ولعل صحة الاسم القديم (طحيل) بالطاء تصغير طحل وهو اللون الأبيض المشوب بغبرة و اسوداد وهذا يوافق طبيعة أرض الثرماني ومما يؤكده ما أورده صاحب كتاب (صفة جزيرة العرب) الهمداني بمكان قريب من العتك الأعلى وسماه (نقيل طحبل)، وبالرجوع إلى المخطوطة وجد الاسم مهملاً بلا نقاط مما يجعل الأقرب أن الاسم طحيل وليس طحبل وهو كذلك في مخطوطة لكتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني وغير ذلك. ولقد بحثت في كتب البلدان المتوفرة فلم أجد من ذكر اسم كحيل في أعلام هذه المنطقة إذن فالأقرب للصحة أن اسم القرية وواديها ونقيلها طحيل بدلا من كحيل والله أعلم.

- اختار الأستاذ عبد الله أن الثرماني هو البرة العليا ولعل الأصح أن الثرماني وما جاوره - إلى الجنوب والشرق - من معالم ومواطن استيطان هي البرة العليا حيث يقع إلى الجنوب والشرق منه مواطن استيطان قديمة وهي لا تدخل في المسمى الحالي للثرماني المحصور مثل: غريرة وما عن يمين ويسار شعيب الشريقي وما قبل المريميل ويشمل ذلك المقبرة القديمة والمقبرة الحديثة.

- ذكر الأستاذ عبد الله أنه لاحظ بجوار ما أسماه قصر يحيى بن طالب والمسمى لدى الأهالي حالياً (قصر مشرف) أو (القصر الأعلى) حفر في الصخر وأنه يجهل ماهيتها وأجيب الأستاذ عبد الله بن شايع بأن هذه الحفر كانت تستخدم لدق حبوب القمح والذرة والبهارات وغيرها للحصول على طحينها وهي ما يسمى لدى من سبق (منحاز).

الهدامة وليس مشرف (القصر الأعلى) هو قصر يحيى بن طالب الحنفي:

اختار الأستاذ عبد الله في كتابه عن حجر اليمامة أن قصر يحيى بن ابي طالب هو ما يسمى حاليا لدى الأهالي قصر مشرف (الأعلى) استنادا إلى بيت شعر ليحيى بن طالب الحنفي يقول فيه:

حللت على رأس اليفاع ولم أكن

كمن لاذ من خوف القرى بالحواجب

ولعل الأستاذ عبدالله لم ينتبه إلى وجود قصر هو الآخر على رأس اليفاع إلى الجنوب من قصر مشرف (الأعلى) ويسمى عند الأهالي (الهدامة) وهو عند الاحداثي:

N24 59 059E045 52 513

وتتوافر في هذا القصر المتهدم من الدلائل التي تجعلني أميل إلى أنه هو قصر يحيى بن طالب الحنفي ومنها قدمه مقارنة بقصر مشرف (الأعلى) ولوجود جادة قديمة توصل إليه من الأسفل خلافاً لقصر مشرف إضافة إلى وجود بئر أسفل منه مباشرة إلى الغرب ولكنها الآن مندفنة وأتوقع أنها حلوة الماء لو جددت.

كما وجدت بين القصر (الهدامة) وهذه البئر زجاج وفخار مزجج ترجح أن الموقع يعود على الأقل إلى العصر العباسي (عصر يحيى بن طالب) إن لم يكن أقدم.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة