Tuesday 29/11/2011/2011 Issue 14306

 14306 الثلاثاء 04 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لعقود شوّه هؤلاء كل شيء حتى ذاكرتنا ووعينا، ونسينا كيف كانت هذه الأوطان من قبل؟ وكيف كان شكلها؟.

كيف كان التاريخ والجغرافيا والأرض قبل أن يحكموا الأرض - والدول.

كيف كانت تلك الدول قبل أن يصلوا للحكم، ويختطفوا أرضها وناسها وثرواتها.

بل كدنا ننسى وجود الإنسان العربي، حقوقه وحريته وقيمته البشرية وكرامته، والحديث عنها جرم يعاقب عليه قانون الزعيم.

للتاريخ بداية، ولدت مع صعودهم للحكم، وبعدهم سيتوقف، هم البدايات والنهايات، بل لم تكن النهاية فكرة يسمح بتخيلها وتحريكها في الذاكرة والأحاديث الشعبية لجموع مقهورة.

بصيغ متشابهة يهدد كل حاكم دكتاتور مستبد ببجاحة متناهية، (نحن أو بعدنا الفوضى والخراب والحرب والقتل والنهايات المؤلمة والموجعة)، ثم يبدأ حرباً ضد شعبه!.

وهناك من يصدق ويخاف ويدافع عن نظام يسلب منه أقل حقوقه وقيمه الإنسانية وأسباب عيشه، إنه خوف من مستقبل لم يجربوه، أو ذهاب واقع لم يعيشوا غيره.

هي نفس لغة الإشارة لإصبع سيف الإسلام القذافي الذي هدد ليبيا بالفوضى والجوع والحرب إن سقط نظام عائلة القذافي - عائلته، قبل أن يقطع إصبعه في الأسر بانتظار المحاكمة، فيما ليبيا ترص صفوفها، بعد أن شكلت حكومة خبراء راقية.

صدام حسين قال ذات القول، وهدد بحرق العراق والجوار، قبل أن يتم اصطياده في حفرة، ثم إلى قفص الاتهام، ثم أضحية.

بشار الأسد ونظامه يقول: إن سقوطه سيؤدي إلى حرب، وسيشعل المنطقة، سيغلق الأجواء والمنافذ ومسامات الهواء، وبهذه الخدعة يجمع أقلية وأقليات أخرى تحت قبة خوف وهمي عاجز، لكن سوريا بتاريخها، والسوريون يعرفون أنهم قادرون على تحديد سبيلهم بوعي ومدنية وحضارية في سياق دولي داعم لمستقبلهم.

نظام صالح في اليمن الذي لوح بالقاعدة مبكراً جداً، ويحشد العسكر، يقول: إنه غير راغب في الحكم، لكن الظرف يتطلب السير بسفينة الخوف من حرب ونزاعات، لكنه أخيراً استجاب للمبادرة الخليجية، ومتأخراً جداً لا زال يمارس دور الرئيس أيضا.

كيف مسحت ذاكرتنا الجماعية هكذا؟، كيف كانت هذه الأرض - الدول قبل سطوهم عليها، الأكيد أنها لم تكن أسوأ حالاً أبداً، حتى في ظل الاستعمار.

من مصر ومخاضها الكبير وفعالياتها السياسة الساخنة الآن، إلى تونس الحرة وانتخاباتها الأخيرة الناجحة.

هكذا يسود الربيع العربي الذي يكشف حجم الكذب والتهميش، كذبوا كثيراً حتى نسينا الجغرافيا والتاريخ وتوقفنا عند صور وصولات العقيد والمشير والقائد والمهيب والفريق والأسد.

لكنها الأوطان تبقى، وسارقوها سيرحلون قبل أن تفتح تفاصيل السيرة، وتروى كل الحكايات، وتفوح الرائحة الكاملة!.

 

إصبع القذافي ونظام الأسد...؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة