Wednesday 30/11/2011/2011 Issue 14307

 14307 الاربعاء 05 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

ولد الشاعر إبراهيم بن عبدالرحمن المفدى في بلدة أشيقر عام 1359هـ، وتلقى تعليمه الابتدائي في بلدته، وبعد ذلك انتقل إلى الرياض عام 1372هـ، ثم أكمل دراسته حتى نال شهادتين جامعتين الأولى من كلية اللغة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأخرى من كلية الآداب بجامعة الملك سعود عام، وعمل في حقل التدريس مدة طويلة من الزمن تعلم منه طلابه الأدب والأخلاق الحسنة وكان قدوة حسنة لهم، ومارس الأعمال الإدارية في المدارس الحكومية فترة من الزمن .

يقول الأستاذ ناصر الحميضي عنه:

(ولايزال الأستاذ ابراهيم المفدى يتجدد عطاؤه الثقافي والتربوي من خلال إمداد الساحة الثقافية بالإنتاج الأدبي من قصائد عربية فصحى، وشعر نبطي، ورؤى تربوية وثقافية وعلمية متواصلة).

شعره:

يتميز شعر المفدى بالجزالة وقوة السبك ووضوح المعاني والعمق اللغوي للنظم وكذلك بالأصالة والمحافظة على طريقة القصيدة الموزونة، ولم يعرف عنه أنّه حاول محاكاة أهل التجديد في العصر الحديث من أصحاب الشعر الحر، أو أنّه شجع أو بارك انتشار هذا النوع من الشعر.

إنّ إبراهيم المفدى شاعر يتميز بالذكاء وحسن قراءة الأحداث، ويستطيع أن يوظف شعره بما يحقق أهدافه السامية ومقاصده النبيلة. ويمتلك الشاعر المفدى سرعة البديهة وحسن العبارة ولديها فهم وإدراك لأحوال المجتمع، لذا فإنّ الملاحظ عليه دائماً أنّه يُحسن اختيار عنوان القصيدة وهذا فنٌ من الفنون.

إنّ المفدى شاعر يتفاعل مع المناسبات سواء كانت دينية أو وطنية أو اجتماعية، فلا تكاد تمر مناسبة إلا ولشاعرنا فيها لمسة وفاء منه، فقد شارك في مناسبات الوطن ونوّه بأعمال ولاة الأمر - حفظهم الله -، ودعا في مناسبات عديدة إلى حفظ الأمن والمحافظة على ثوابت الدين والتمسك بالأخلاق الإسلامية، كما أنّ له قصائد رائعة في الجانب الغزلي.

إنّ شعر إبراهيم المفدى له إيقاع خاص، من مطلع القصيدة تعرف أنّها من نظمه، شاعر يمتاز بحسن الإلقاء، وجمال الصوت، إذا كانت القصيدة غزلية ترى كلماتها كلمات عاطفية وعباراتها غزيرة بالحب والوصف الدقيق، وهذا الوصف لا يصل إلى درجة الفحش والتبذل ولكنّه يجعل القارئ والمستمع يعيش جواً من أجواء الغزل العفيف.

نماذج من شعر المفدى:

ومن قصائده الجميلة قصيدة (أبا الزهراء تفديك القلوب) والتي يقول في بعض أبياتها:

أبا الزهراء - تفديك القلوبُ

وتسعد من محبتك الشعوبُ

أبا الزهراء - والإسلام شمسٌ

يُضيء الكونَ ليس له غروبُ

فما من بقعةٍ في الأرض تخلو

من الإسلام هل هذا عجيبُ

لنا الدين الحنفيُّ المصفى

نقيٌّ ليس فيه ما يشوبُ

فهدي محمدٍ أبداً شبابُ

إلى يوم القيامةِ لا يشيبُ

ومن قصائده البديعة قصيدة (أبا الزعماء قد زال الضبابُ) والتي يعرض فيها بعض محامد ومناقب الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فيقول مستفتحاً القصيدة بالغزل:

يزينُ بكفّ فاتنتي الخضابُ

ويحلو فوق عينيها النقابُ

وآنس بالحديث إذ التقينا

وإن بعدت فقد حضر العتابُ

إلى ذلك قال في الملك عبدالله:

ويجمعُ حبُ هذا الشعب رمزٌ

وتفديه مع الحدق الرقاب

فعبدالله والدنا جميعاً

فكل قلوبنا وطنٌ رحابُ

أمدك من حباك بحكمِ شعبٍ

بحبٍ لا يداخله سرابُ

تواضعك الذي لا شك فيه

يراه الناس ليس به ارتياب

تواضع ذي المهابة فيه دفءٌ

وتطمينٌ وحُسنٌ يستطابُ

وسعيك للسلام به افتخارٌ

ونسعدُ إن أطاعوا أو أصابوا

جُبلت على صلاحٍ واقتدارٍ

فساد الحقُ والرأيُ الصوابُ

وجيّشتْ الجيوش لقهر فقرٍ

وأنت الجيش والعقل المهـابُ

أبا الزعماء قد زال الضبابُ

وما عن شمسِ صائفةٍ حجابُ

ومن قصائد الشاعر الغزلية قصيدته (أعيش بنجد) والتي يقول في بعض أبياتها:

لمَ القلبُ حتى الآن تلهو نواظره

رهين الهوى والشوق للحسن آسره

بقايا اخضرارٍ فيه لو قل نبضهُ

فلا الشيبُ ناهيه ولا العقلُ زاجره

أراه مقيماً لا يريد تحولاً

ولو كثرتْ أعباؤه وزواجره

ويبذل جهداً فوق ما يستطيعه

لكي يستمر الوصل تندى أواصره

تعيش الحسان الفاتنات بقلبه

أمانيُّ محلِ الأرض ينزلُ ماطره

أعيشُ بنجدٍ بين وادٍ وهضبة

وكثبانِ رملٍ بينهنّ مقابره

ومن قصائده الرائعة قصيدة (جار الزمان) والتي يندد بالظلم والتعدي على حقوق الآخرين وقهرهم فيقول:

لمنْ السجود لم تُرانا نركعُ

لمن الأكفُّ إذا اضطررنا تُرفعُ ؟

لمن الحياة نعيمها وجحيمها

لمن الرجاء إذا استبان المضجعُ؟

لمن اللجوءُ إذا تسلط قادرٌ

ولمن يُصارُ إليه أو يستشفع؟

لله مالك كلّ شيء وحده

وإليه في كلّ الأمور المرجع

وقال في هذه القصيدة:

والظلم من شيم اللئام وطبعهم

والعدل طبعٌ للكرام ومرتعُ

شُمّ الأنوف إذا تُهانُ أنوفهم

ناموا على مضض إذا لم يجزعوا

يا مالك الأملاك عبدك يشتكي

ضراً وأنت ملاذه والمفزعُ

وتوجد لدى الشاعر مئات القصائد الفصحى ستظهر بإذن الله في ديوانه قريباً.

saad_moyn@hotmail.com
 

شاعر الوطن والحب والغزل إبراهيم المفدى (أبو عبدالسلام)
سعد بن محمد الموينع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة