Wednesday 30/11/2011/2011 Issue 14307

 14307 الاربعاء 05 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

هل سيفلت طاغية دمشق بشار الأسد من المحاكمة الدولية على مجازره التي ارتكبها بحق الشعب السوري الأعزل وما فعله من قمع وحشي ضد المتظاهرين من أبناء بلاده؟.. سؤال تبادر إلى ذهني خلال مشاهدتي لمقاطع تقشعر لها الأبدان. مقاطع تظهر مدى تعطش هذا النظام وزبانيته للقتل والتدمير. فبشار يسير على نهج والده الذي استولى على السلطة عام 1970م بعد انقلاب قام به هو وأعوانه، ليحول حياة الشعب السوري إلى جحيم استمر خلال ثلاثين عاماً قبل أن يستلم الابن المهمة ويكمل مشوار التعذيب والقتل. لقد كانت فترة آل الأسد كابوساً مرعباً، وسلسلة لا تنتهي من الاعتقالات بحق معارضيهم الذين كان يزج بهم في السجون والمعتقلات، ويقومون بإعدامهم في النهاية. ولن ينسى العالم المجزرة التي قام بها حافظ الأسد ضد السنّة في حمص وحماه، والزج بالآلاف في السجون لتعذيبهم والتنكيل بهم. ولن ينسى العالم جرائم ابنه بشار وقتله للأطفال والنساء والعزل بدم بارد في درعا وحمص وبقية المناطق السورية.. وأخيراً نرى الأم الثكلى وهي تنكب على ابنها الذي لم يكمل عامه العاشر والذي اخترقت الرصاصة ظهره وأردته قتيلاً، نرى الأم وهي تقلبه يميناً وشمالاً وهي تكاد تموت لوعة.. كما نرى آثار التعذيب على الصغار تدمي القلب والروح معاً.

وتستمر جرائم النظام الوحشي ضد المواطنين البسطاء والعزل تحت سمع وبصر الحكام العرب والمنظمات الدولية، وهو يعطى الفرصة إثر الأخرى. ورغم آلاف الصور والمشاهد التي تبث عبر القنوات الإعلامية سواء عربية أو غربية يكتفي العالم بالشجب والاستنكار، والتهديد بفرض العقوبات ثم التراجع كلما قدم بشار وعوداً زائفة بالتغيير ودعوة المعارضة في داخل والخارج للمشاركة في عملية الإصلاح المزعومة!.

هذا النظام لا يزال يعيش في الماضي، ويقاوم رياح التغير بسياسة القمع وتكميم الأفواه، ويقاوم إرادة الشعب السوري الطامح للحرية والتحرر من الفاسدين. وهو يقوم بالاعتماد على آلة القتل المتمثلة فيما يسمى بالشبيحة وجنود الجيش الذين تمادوا في غيهم وجرائمهم.. وأخيراً نالت أيديهم القذرة من أحد أبناء وطني «حسين العنزي» الذي أظهر مقتله للعالم أجمع مدى دموية هذا النظام، واستهتاره بالقوانين الدولية التي تمنع التعرض للمدنيين العزل وقتل الأبرياء من مواطني الدول الثانية.. أنت يا بشار ذو عقل صغير ويبدو أن والدك لم يدفعك لقراءة التاريخ، هل رأيت ثورة قام بها شعب على حاكمه ولم يسقط الحاكم؟ هذه ليست يا بشار ثورة عسكر عددهم مائة أو مائتان تقتلهم في يوم واحد دون أن يدري أحد، مثل ما فعلت أنت ووالدك في السابق.. هذه ثورة شعب تقتل منهم مليوناً ويبقى منهم الملايين الذين سيطاردونك وأعوانك في كل ركن من الأرض.

ويحاول الطاغية بشار الأسد هذه الأيام أن يخرج من المأزق، ويحافظ على كرسيه الذي ورثه عن والده من خلال الحديث عن خطر الإسلاميين وتنظيم القاعدة والتهديد بزلزلة المنطقة في حال حصل تدخل في شئون سوريا. ويردد هذه التفاهات التي لم يعد أحد يصدقها معتمداً على دعم إيران حليفته الرئيسة، مما يؤكد للجميع أنه في حالة إنكار للواقع كما فعل معمر القذافي من قبله، وأنه يعيش في وهم وحالة غياب كامل للعقل.

ورغم إقراره بأن قواته الأمنية قد ارتكبت «أخطاء كثيرة» في بداية الثورة، إلا أنه لا يزال غارقاً في أوهامه ومتمسكاً بموقف رافض للتنحي عن السلطة. وما يزال يراهن على ولاء أنصاره من الجيش رغم زيادة عدد المنشقين منهم.

أما استمرار تجاهل الأمم المتحدة والدول الغربية لما يحدث في سوريا من قتل للأبرياء وتشريد للسكان وتدمير للمناطق فإنه يثير علامات استفهام وتعجب كثيرة حول مدى مصداقية ما يرددون في الإعلام من تصريحات نارية. هذه التصريحات التي تطلقها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي مناصرة الشعوب المغلوبة على أمرها، هي في واقع الأمر تمنح الطاغية المزيد من الوقت لاستمرار مجازره. فمتى توقف جرائم هذا الطفل المدلل بحق الشعب السوري المنكوب، ومن سيوقفها؟.. لكن أقول إن شجعان سوريا هم الأمل الوحيد، وكما يرددون الموت ولا المذلة، وهم من سيقتلع بشار من جذوره رغماً عنه.



D.noof@gmail.com
 

ارحل يا بشار
د. نوف علي المطيري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة