Wednesday 30/11/2011/2011 Issue 14307

 14307 الاربعاء 05 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ربما يستغرب بعضهم الزج بوزارة البلديات في موضوع حريق المدارس وصالات الأفراح وغيرها من المنشآت، حيث التركيز دائماً على الدفاع المدني والجهات الحكومية التي تتبع لها تلك المنشآت، على اعتبار أن الدفاع المدني هوالجهة المسؤلة عن اشتراطات السلامة والجهات الحكومية كل مسئول عن الترخيص والمراقبة، فما هودور وزارة البلديات الذي يجعلني أحملها بعض المسؤولية في الجانب الوقائي؟

قبل عدة سنوات كان هناك حديث يدور حول مشروع كود البناء السعودي وقد عملت عليه عدة جهات علمية حتى انتقل إلى وزارة البلديات بصفتها المسئولة عن الإنشاءات العامة بعد ضم وزارة الأشغال والإسكان إليها، أوهكذا يفترض. لكن المشروع ترنح وتعطل إعلانه وإقراره والإلزام بتنفيذه.

كود البناء يفترض أن يحوي شقين رئيسيين الأول معني بأساسيات البناء والثاني باشتراطات التشغيل المتوافقة مع ذلك البناء مثل تحديد استخدامات وطاقة الاستيعاب لكل مبنى وفق تصميمه وطبيعة مهامه. هذا الكود ليس مجرد وثيقة نظرية تزين بها رفوف وزارة البلديات بل يجب أن يكون وثيقة عملية يدرب عليها المعنيين بالبناء ويفرض تطبيقها على كافة الجهات، بدلاً من الاجتهادات التي تقوم بها كل جهة في هذا الشأن. وحسب ما نعلمه في أي كود بناء متميز فإنه يحوي تفاصيل تعتبر هي أساسيات السلامة وتمثل المعايير التي على ضوئها توضع مختلف اشتراطات البناء والترخيص والتشغيل والمراقبة والمتابعة.

في غياب ذلك الكود نجد حضور الدفاع المدني المتأخر للتصريح باستخدام المبنى يصطدم بعقبات إنشائية يتم التحايل عليها بحلول إضافية أحياناً تكون شكلية ومعيقة. مع التأكيد بأن الدفاع المدني ليس لديه قدرة لفحص الإنشاءات وإنما يركز على الأمور الظاهرية. فعلى سبيل المثال عندما يأتي الدفاع المدني فلا يجد مخارج طوارئ بالمبنى يتم التغلب على ذلك بإنشاء سلالم حديدية خارجية بعضها من الضيق وسوء التصميم لا يمكن استخدامها من قبل الحشود المتدافعة في حالة وجود أي حريق كبير. مثال ثان عندما لا توجد تمديدات المياه وأماكن التهوية المناسبة يلجأ القائمون على المبنى إلى وضع نقاط مياه بخراطيم طويلة وثقيلة لا نعلم مدى تحمل التمديدات الأساسية لها. بل قد يصعب تحريكها أوالاستفادة منها في حال وجود حريق بمكان الموجودين فيه غير مدربين أوقادرين على حمل ونقل تلك الخراطيم، مثل ما قد يحدث في صالات الأفراح والمدارس وغيرها. مثال ثالث تصوروا حدوث حالة تتطلب الإنعاش في أحد أسواقنا أوكلياتنا أومستشفياتنا، هل يوجد بتلك الأسواق وسائل الإنعاش الرئوي متوفرة بالكم والشكل المناسب في المبنى؟ كل تلك أمور خارجية نطالب الجهات المعنية بما فيها الدفاع المدني بمراقبتها، لكن ما هي مرجعيتها الفنية في مجال الإنشاءات؟

أنا لست متخصصا في موضوع البناء، وربما يطرح المتخصصون رؤية أعمق في هذا الجانب، لكنني أعتقد أن كود البناء يمثل أحد المرجعيات التي يجب الإسراع في تبنيها وتطبيقها وفق آليات صارمة وواضحة، لأن ما يطبق في مبانينا حالياً إما أنه اجتهادات أوكشكول من معايير تؤخذ من دول مختلفة، دون ضوابط إلزامية واضحة. قد تكون إحدى الآليات إنشاء هيئة مستقلة معنية بالتطبيق أوتقوية دور الدفاع المدني في هذا الجانب بعد فصل المهام الاطفائية والإنقاذية عنه، وتحويله إلى هيئة عليا للسلامة والإنقاذ. كما اقترحت في سياق موضوع سابق عن الهلال الأحمر وسأوضحه بشكل اكبر في المقال القادم.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
وزارة البلديات وحريق مدرسة براعم الوطن
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة