Wednesday 30/11/2011/2011 Issue 14307

 14307 الاربعاء 05 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هل الذكاء والتفكير بشكل ذكي مختلفان؟.. نعم هذا ما يؤكده علماء النفس المعاصرون.. فالذكاء فطري أما التفكير بذكاء فهو مكتسب.. لذلك فهي مهارة لا بد من تنميتها وتطويرها وصقلها.. ويضيفون أن كل عناصر الذكاء موجودة في صندوق أدوات العقل الذي هو مثل (صندوق العدة) بمفكاته وكماشاته ومساميره وبراغيه.. أي أن معرفة الفرد لطرق الاستفادة من أدوات الذكاء لديه والمتوفرة في صندوق العقل تعني أنه يفكر بشكل ذكي.. وإلا لأصبحت مجرد «عدة أدوات» متوفرة في صندوق عقله لكن لا يعرف كيف يستخدمها.

لذلك لم يعد التفكير دعوة تُلقى من على منابر الإعلام.. بل صار ممارسة يتم تعلمها والتدرب عليها والإبداع فيها للوصول بمهارات الفرد وحياته إلى مستويات أرفع ومواقع أرقى.. فتعليم التفكير والتدريب عليه أصبح اليوم حاجة أساسية في بناء الفرد وبناء المجموع.. من هنا تبرز أهمية تعليم التفكير منذ الصغر.. والرفع من قيمته.

يظن الكثيرون أن الإنسان يولد ويتعلم التفكير ويمارسه كما يتعلم لغته الأم وينطقها.. والحقيقة أن ذلك صحيح.. فالتشابه بين تعلم اللغة وتعلم التفكير كبير.. ولكن هل كل من تكلم بلغته يستطيع أن يكتبها أو يعبر بها التعبير الأمثل؟.. فمعرفة اللغة والتعبير بها التعبير البسيط المباشر شيء ومعرفتها والتعبير بها بعلم ودراية وجمال وإحاطة شيء آخر يحتاج إلى تدريب وتأهيل.. وكذلك الحال بالنسبة للتفكير.. فكل مخلوقات الله تفكر تفكيراً غرائزياً بسيطاً مباشراً.. وهو تفكير يصب في اتجاهات حماية النفس أو الاحتيال لطلب الغذاء والماء.. إلا البشر فقد ميزهم الله عن سائر المخلوقات بملكات التخطيط والتحليل والاستقراء والاستنباط وغيرها.. وهي ممارسات وإن بدأت بالفطرة إلا أنه يمكن تطويرها وتحسين مخرجاتها بتعلمها والتدرب عليها.. فالتفكير مهارة مستقلة بذاتها ولا يكفي أن تكون إنساناً لتجيدها بالشكل الصحيح.

من هنا نتساءل: ما هي الجهة المتوقع منها أن تقود مشروعاً وطنياً يحفز على تعلم التفكير الممنهج المخطط.. في بيئة محاطة بمؤثرات الثقافة والعادات والتقاليد المحلية والمؤثرات الوافدة؟.. وهي كلها مؤثرات يمكن أن تقود الفرد إلى أن يكون فرداً منتجاً أو عاطلاً .. مفيداً أو ضاراً.. دافعاً أو معيقاً.. بمعنى آخر يمكن لظروف البيئة أن توجه هذا الإنسان إلى أن يكون جزءاً من المشكلة أو أن يكون جزءاً من الحل.. وفي وسط كل هذا فليس أمام المجتمع سوى وزارة التربية والتعليم القادرة على إدارة دفة هذا المشروع الوطني العظيم.

 

أنت
هل التفكير بذكاء فطري أم مكتسب؟
م .عبد المحسن بن عبد الله الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة