Thursday 01/12/2011/2011 Issue 14308

 14308 الخميس 06 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

مع بداية عام جديد
حذارِ من هفوات (اللسان) وبذاءة الكلام

رجوع

 

بينما كنت أتصفح (الجزيرة) قرأت بعددها 14155 (لسانك سفينة سلامتك في الدنيا والآخرة)، بقلم الأخ سلمان بن محمد العمري تحدث الكاتب وقال: (لو سألت القضاة والمحامين، بل كل الناس عمّا كان سبباً في هدم البيوت وقيام الدعاوى والمطالبات ونشوء الخصام والمنازعات بين الأقرباء وبين الشركاء وبين الأصحاب وبين البعيدين لقالوا بصوت واحد إنه اللسان). بادئ ذي بدء أشكر الكاتب على ما خطّت يده، حيث إنه دائماً يتحف كل قارئ بزاويته (رياض الفكر)، وعند قراءتي لمقالته راودني الفكر أيضاً أن أدلو بما يجول في خاطري، حيث إن اللسان نعمة عظيمة أنعم الله على الخلق بذلك النطق العجيب ويا حظ من استخدمه في حصانة نفسه من الزلات وعطره بالتسبيح والتهليل والدعاء والنصح والإرشاد والكلام الطيِّب، حيث بذلك يسير في ركاب الخير بإذن الله متزوِّداً بذكر الخير، وكل يوم يزداد حسناً وتعلو الدرجات ويمحو الله السيئات بكل حسنة تغرسها كل يوم في صفحاتك، ويا لها من بشرى عظيمة يوم تلقاه يوم العرض الأكبر وصفحاتك مليئة بالنور، ويا سوء من لفظ بلسانه بالقول السيئ والكلام غير السوي ولم يحمد الله على سلامة لسانه ونطقه من جميع العيوب، وضع ذلك اللسان وعمل به في السب والشتم واللعن وطعن إخوته في ظهورهم، تصوّر أخي القارئ ما وصل به البعض من الإخوة يفتح أبواب استراحته مشرعة ويدعو الناس ويقيم الولائم والتمائم ويضع من الأكل مما لذَّ وطاب، ويقول عنه الناس من ذاك الرجل هل هو حاتم الطائي؟ ثم رويداً رويداً يتبدّد ذلك الكرم الحاتمي وتلك الجموع من الخلائق وكل ذلك من أجل جلب الناس إليه ليسمعهم الأخبار السيئة ويقول انظروا إلى فلان ما الذي أصابه، انظروا إلى ذلك الرجل وقع في شباك المخدرات، هل سمعتم أن فلاناً طلّق زوجته، ما الذي أصاب ذلك الرجل بعد أن كان بصحة وعافية أصبح تأسره الشوارع، هل وهل وهل سمعتم سبحان الله، هل أطلق عليه صاحب اللسان السليط والجلاَّد لأعراض الناس؟! اجتهدت بتلك العزومة وأسعدت الناس بتلك الجموع المباركة وفي النهاية تبددت تلك الجماعات بذلك الكلام المجرِّح والمدوِّي، والأمرّ من ذلك كله بعد خروج البعض ممن دعاهم يطعن في ظهره ويأتي بسجله القديم، استر على أخيك يستر الله عليك يوم القيامة، تبتسم في وجه أخيك، ثم ما إن يودعك ويقول أكرمك الله تكشِّر عن أنيابك وتتلفظ عليه، ما الذي يدور في أروقة بعض المجالس؟ لماذا تلاشت منهم طيب المجلس بالكلاملحسن؟ أليس من الأجدى بك أن تأتي بأناس أخيار يعطِّرون المجلس ببعض القصص القديمة ويأنسون بسوالف الأجداد وقصص الأنبياء والماضي العريق مما يفيدك ويفيد الآخرين ولك أجر بذلك، حتى إخوانك الأجانب لم يسلموا من لسانك هداك الله ألا تخشى عقاب الله عليك؟ ألا تخشى أن ينزل الله عليك مرضاً يصيبك ويصيب أبناءك؟ بل وصل الحال بالبعض منهم حتى في مجالس العزاء لم يسلم الناس من شر لسانه، بدلاً من أن يلطّف أجواء الحزن على فراق حبيب لهم يأكل في لحوم الناس ويغتابهم، اتق الله في نفسك، اعمل صفحة بيضاء لنفسك، ابتعد عن الأحاديث التي تجرك إلى المهالك، راجع نفسك وعوّدها على الابتعاد عن كل ما هو معكر لك، نظف قلبك من الحقد والضغينة والحسد والكراهية، انشغل بنفسك، اقرأ ورداً من القرآن الكريم لعل قارحتك تهدأ، صلِ ركعتين، ادع ربك سائلاً الله لك السلامة من هفوات اللسان المقيتة، راجع نفسك فأنت في مقتبل عام جديد دعه عام خير لك ولأسرتك واحفظ لسانك.

خالد بن ناصر بن عبدالعزيز الحميدي - تمير

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة