Saturday 03/12/2011/2011 Issue 14310

 14310 السبت 08 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

- على نقيض الأثر الذائع « الضعيف أمير الركب « تجيء الممارسةُ المجتمعيةُ لتجعله في مرمى السهام؛ فعليه الوزرُ حين يجترح السيئةَ من هم أكبرُ منه، ولعل القضية مرتبطةً بالبيئةِ العامة التي لا يتوارى بعضُ أربابها عن تحميل أخطائهم طفلا أو خادمةً أو سائقًا أو عاملا عابرًا، ويبقى المتورطُ « الأهمُّ « نائيًا عن الاعتراف الذاتي والمحاسبة الخارجية.

- ونكاد نجزم أن فينا من لم يعرف اعتذارًا عن شأن عام أو خاصٍ كبا به اجتهاده أو قصوره عن إتقانه، وفي الوسط الثقافي من يجادل بغير علمٍ؛ فيناور في قضية معرفية تلافيًا للاعتراف بحيدته عن الصواب.

- ويذكر أستاذًا له في المرحلة الجامعية، وكان يدرسنا مادة « جغرافيا المدن « ويملي علينا من كراسة خاصةٍ به؛ فأملى مفردةً خاطئةً، ولم نصمت، لكنه واصل إملاءَه مدعيًا أننا لا نفهم المدلول الجديد للكلمة التي اخترعها في مقامٍ غير ذي صلة، وابتسمنا؛ فلم يكن بِدعًا في التركيبة السائدة التي تعطي المعلمَ حق الخطأ ولا تعلمه فضيلة التراجع، وكان لنا زميل في المرحلة الثانوية تجادل مع الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري على صفحات مجلة المنهل وقتَ ازدهارها حول اسم علم تراثي، واتكأ صديقنا على « جواهر الأدب « لا أكثر، واحتدّ على» أبي نبيه» فبعث مقاله التعقيبي الأخير تحت عنوان « أساء سمعًا فأساء إجابة « وغيّر الأستاذ عنوانه ووضع في الهامش العنوان الأصلي موضحًا عدم لياقته بحوارٍ علمي، وبُهرنا بزميلنا الذي يطاول الكبار، ثم عاتبناه لخطئية « المنهجي والسلوكي»، ووعينا درس الأستاذ الكبير مع تلميذٍ صغير فازداد تقديرنا له رحمه الله.

- نموذجان متناقضان؛ في أحدهما تجهيل وفي الثاني تعليم؛ وبهما نفهم أن غياب ثقافة الاعتذار ومواصلة احتمال الصغار زللَ الكبار يراكمُ خطايانا الإدارية والثقافية والمجتمعية؛ فيبقى الحال على ما هو عليه دون أن يضارّ المسؤول الأول ولو بمساءلةٍ صوريةٍ، ومن غير أن يتطوع بنفسه لتبعات المسؤولية، وتسجل القضيةُ - في النهاية - ضد صغير أو قاصر سيكبران فلا يعتذران.

- كذا تنشأ السلطاتُ الأبوية التي لا ترى في ذاتها عيبًا، وبه تتماوج أرتالُ المنتفعين الذين لا يُهمهم الشخصُ ولا النص بل العوائد والفوائد، وهم - وحدهم - من يجمعون مشاعر الفرح والحزن، ويرسمون البسمة والدمعة، ويجيدون الرثاء والمديح ولا تثريبَ عليهم؛ فإنما دعتهم وصوليتهم.

- أثبت الربيع العربيُّ - في إيجابيته المهمة - ألا أحد فوق المساءلة، وأن أول المنفضِّين عن حفلة السمر هم مطربوها.

- المسؤوليةُ غرمٌ لا غُنم.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

الحلقة الأضعف
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة