Sunday 04/12/2011/2011 Issue 14311

 14311 الأحد 09 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ظهر القذافي الابن سيف الإسلام - وهو (سيف الإيلام) - مقبوضاً عليه بعد هلاك والده الطاغية. القذافي الابن ظهر على التلفزات وهو مقطوع الأصابع الثلاثة، تلك التي كان يشير بها إلى لاءاته الشهيرة بداية انطلاق الثورة عليه وعلى والده: (لا نهر عظيم. لا بترول. لا غذاء. انسوا)

وكان يهدد بذلك الشعب الليبي الثائر، وهذه هي نهاية الطغاة، وخاتمة الجبابرة. معظم طغاة وجبابرة العالم عبر التاريخ، لقوا جزاءهم معجلاً غير مؤجل، فمنهم من مات مسموماً، ومنهم من انتحر قهراً، ومنهم من قتل وسحل، ومنهم من حكم عليه بالموت.

- معمّر القذافي.. الذي أرهب وجوّع الليبيين أكثر من أربعة عقود، جاءت نهايته في حفرة للصرف، وقتل وسحل على أيدي أبناء شعبه الثائرين. لم تنفع القذافي تقليعاته الغريبة، ولا ملابسه العجيبة، ولا حركاته المضحكة، ولا هذره ومذره وهزله، ولا حتى كبرياؤه واستخفافه وسخريته بالخلق.

- وقبل القذافي كان صدام حسين يبطش بالعراقيين، ويدخل الحروب العدمية، حتى تسبب في قتل مئات آلاف الناس بدون ذنب، ثم انتهى في حفرة حقيرة، ما أخرج منها حتى قتل.

- ما أكثر الطغاة والجبابرة في هذا الكون قديمه وجديده. فنيرون آخر أباطرة الرومان، أحرق روما سنة 64م، وكان يقتل المسيحيين معتبراً ذلك رياضة مفضلة.

- والحاكم بأمر الله الفاطمي في مصر، قتل العلماء، وهدم المدارس، وكان يسب الصحابة، وأبطل صلاة الجمعة والعيدين، وكان يدور في أسواق القاهرة وهو يركب حماره الذي سماه: (قمر)..!

- هذا الحاكم.. ادعى الألوهية، وألزم الناس بالسجود له، حتى قال فيه شاعر متزلف شقي:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

فاحكم فأنت الواحد القهار

وكأنما أنت النبي محمد

وكأنما أنصارك الأنصار

هذا الذي ترجى النجاة بحبه

وبه يحط الإصر والأوزار

نعوذ بالله من الكفر وأهله.

- حرّم الحاكم بأمر الله صناعة الأحذية النسائية، حتى لا تخرج النساء من البيوت، ومنع أكل الترمس والزبيب والملوخية، لأن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - كان يحبها..!

- أودلف هتلر.. بطش بكل شيء، وحوّل أوروبا إلى كتلة من جحيم، لكي يرضي رغباته ونزعاته العدوانية، وأشعل الحروب، وقتل مئات آلاف البشر، ثم مات منتحراً بالسم.

- عيدي أمين في أوغندا.. كان نكبة للعالم، وصل به جنون العظمة إلى أن قال: (أنا الرئيس الوحيد الذي اتصل مع الله مباشرة)..!

ومن أطرف وأشهر مواقفه الجنونية، أنه قام بتطليق زوجاته مباشرة عبر برامج متلفزة..! وأرسل ذات مرة برقية لملكة إنجلترا، يعلمها بقدومه، ويطلب منها تجهيز الطعام له، وتجهيز ميزانية خاصة لطعامه..!

فقد كان من عشاق أكل اللحم البشري، واستخدم الجن والسحر في حكم بلاده، وقتل من شعبه 300 ألف، وكان يضع الجماجم في ثلاجات قَصره..! انتهى عهده منفيا، ومات وحوله نصف أبنائه الخمسين، دون أن يعاقب على جرائمه.

- نيكولاي تشاوسيسكو.. من أشهر طغاة العصر!! حكم رومانيا بالنار والحديد، ومن كَثرة إعجابه بِشخصه؛ أطلق عَلى نَفسه عدة مًسميات منها: الملهم - دانوب الفكر. ومن أكثر الرياضات التي كان يمارسها هي: (صيد الذباب)..! لأنه كان يعتقد أن شعبه ذباب..! كانت نهايته تليق بمقدار ظلمه لشعبه، فقد ثار الشعب عليه، ويقال إنه أثناء المظاهرات، كان يصرخ كالطفل بسبب صوت المتظاهرين..! لقي هو وزوجته نفس المصير، حيث حكم عليهما بالإعدام رميا بالرصاص.

- بول بوت في كمبوديا.. هذا الطاغية كان ممن يتلذذ بتعذيب الآخرين..! أشهر ما قام به هذا الوحش البشري، هو أنه كان يقتل كل من يرتدي البنطال أو النظارة أو يحمل بيده صحيفة. في عهده قتل أكثر من ثلث شعبه.! فقد بنى شعبه أهراماً من جماجم قتلاه..!

كان يهوى قتل شعبه خنقا باستخدام أكياس من البلاستك. ومن أشهر ما كان يفعله؛ أنه كان يقتل أي صحافي يسأله عن ماضيه أو طفولته..! فقد مات وهو هارب من يد الفيتناميين في الغابات..!

- إسلام كاريموف في أوزباكستان.. ففي فترة حكمه، حول الدولة إلى فيلم بوليسي طويل، باتت فيها السجون أكثر من المساجد، فنكل بالعباد، وضرب بيد من حديد كل من قال له: (لا). وكان يطلق العنان لحاشيته، بإلقاء القبض وقتل كل من يطلق لحيته ويصلي في المساجد..! فأحل الدم الأوزبكي، واعتقل وقتل مئات الآلاف، إلى أن وصل إلى النهاية بعد ثوره المساجين في عام 2002م، ومن أبشع الجرائم التي ارتكبها، أنه كان يأمر جنوده ببقر بطون الحوامل وقتلهن..!

- جان بيدل بوسكا.. إمبراطور إفريقيا الوسطى، آكل لُحوم البَشر !! كان مولعاً بالهدايا والملابس والألماس، سلب الأموال من أغنياء شعبه عنوة، وطلب من أي رئيس يأتي لزيارته، أن يكون محملا بالنفائس من الهدايا والنساء..! اعتنق الإسلام فترة من حكمه، لكن نظراً لمنع الإسلام للعلاقات خارج نطاق الزوجية، ارتد..! ومن أشهر الجرائم التي ارتكبها، أنه أمر جيشه بقتل 100 تلميذ من الأطفال قاموا بمظاهرة ضد غلاء الزي المدرسي..! ضرب بيد من حديد، فكان يجلد الوزراء أمام الجميع.

وكان من أكلة لحوم البشر، وليس أي بشر.. فقط الأطفال..! فقد وجد في ثلاجات قصره بعد سقوط حكمه، قطعا من أجساد الأطفال بكميات كبيرة..! تزوج 17 زوجة، وله أكثر من 50 ابناً. حكم عليه بالسجن مدى الحياة في سنة 1987م. كان يعاني من داء العظمة وحب الذات؛ إلى أن وصل به الحال أنه نصب نفسه رئيسا ووزيراً لكل وزارات الدولة..!

- موسوليني.. كان إنساناً بلا قلب. لا عواطف. لا تفكير. فقط بطش وحقد..! يفعل أي شيء ومهما كان، من أجل الوصول إلى غاياته وأهدافه ورغباته، فهو ومن بعده الطوفان..! فبسبب عقده النفسية، ومن أشهرها السيكوباتية، دفع العالم بأسره ثمنها، ومات ملايين البشر بسبب نزواته وعقده، وسخر كل من حوله لتحقيق نزواته الشريرة، ورغباته المجنونة، ويعد من أشهر شخصيات البارونية الملوثة بسمات سيكوباتية ونرجسية، إضافة إلى ميوله السادية، وكانت نهايته مشنوقا مع عشيقته كلارا، بعد أن غير مسار العالم ببطشه وسطوته.

- أكثر الحكام الجبابرة والطغاة، ولدوا في بيئات مريضة، وعاشوا طفولة منحرفة، ومروا بتجارب سيئة، أفرزت شخصيات مريضة نفسياً، وقدمت نماذج غير سوية، أقل ما يقال عنها إنها تجسد الجنون بعينه.

- تخلصت البشرية من نيرون، وممن جاء من بعده على شاكلته من المجانين، حتى القذافي وابنه (سيف الإيلام)، فهل يأتي على العالم عهد جديد، يخلو من حكام طغاة وجبابرة ومجانين..؟

assahm@maktoob.com
 

من نيرون.. إلى (سيف الإيلام)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة