Sunday 04/12/2011/2011 Issue 14311

 14311 الأحد 09 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

العقوق أسبابه ونتائجه
مخلد بن سحلي الشعيلي

رجوع

 

للوالدين مكانة عظيمة وفضل علينا كبير، فهم بعد الله السبب في وجودنا في هذه الحياة الدنيا، ومن قاموا بتربيتنا وتحملوا أعباء الحياة حتى أصبحنا نعتمد على أنفسنا في إدارة شؤوننا قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} صدق الله العظيم كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، فلعل من تتدبر هذه الآيات يدرك عظم شأن الأب والأم، وأن ديننا الإسلامي حثنا على طاعتهما في غير معصية الله والإحسان إليهما سواء كانوا على قيد الحياة أو بذل الصدقات عنهما والدعاء لهما إذا كانوا ليسوا على قيد الحياة، ومن المؤسف أن نرى أو نسمع في زمننا هذا بعض القصص عن عقوق الولد لوالديه، في يوم من الأيام التقيت بالصدفة في أحد أصحاب محلات بيع الذهب وتبادلنا الحديث، وكان من أحد البلدان العربية وقص لي قصة أحد زبائنه حيث قال (جاءني شاب وبصحبته أمه وزوجته وكانت أمه تحتضن ابنه البالغ من العمر ثلاثة شهور حيث اشترى من الذهب لزوجته بمبلغ وقدره ثمانون ألف ريال، وعند دفعه للمبلغ نظرت أمه إلى خاتم قيمته لا تتجاوز الخمسمائة ريال تقريباً وقد أعجبت به وقالت لولدها (يا بني أريدك أن تشتري لي هذا الخاتم) فما كان منه إلا أن غضب من والدته ونهرها وقال لها: (لا يوجد معي شيء من النقود) فدمعت عين الأم ونزلت دمعتها على طاولة المحل فقالت زوجة الابن (اشتر لها الخاتم لكي تعتني بولدنا) فما كان مني (صاحب المحل) الا ان قمت بإعطائها الخاتم بدون مقابل بعدما تأثرت بما شاهدته أمامي فلو تدبر هذا الابن قوله تعالى: {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}، صدق الله العظيم لم يكن هذا تصرفه مع والدته، وقد التقيت بأحد كبار السن وروى لي قصة رجل عجوز في سنوات قد خلت، وكان ولده يشبعه ضرباً مبرحاً أمام جمع غفير من الناس في أحد الأسواق وعند، غضب هذا الرجل مما رآه هم ان يذهب إلى هذا الولد ويوسعه ضرباً كما فعل بوالده، فاقترب منه أحد الحاضرين ومسك بيده وقال له دعه يضربه كما يشاء لقد فعل هذا الكهل بوالده عندما كان شاباً مثل ما يفعل به ولده الآن.

فسبحان الله فمثل ما تقدم من إحسان يجازيك به والعكس تماماً.

قصص كثيرة نسمع بها عن العقوق وهذا شيء قليل منها ولو بحثنا عن بعض أسبابها لوجدنا البعد عن الله واستعمال المخدرات والمسكرات وعدم غرس المبادئ الإسلامية التي تحث على بر الوالدين من الصغر تعتبر من أهم الدوافع لارتكاب هذه المعصية والعياذ بالله، وأما من أهم نتائج العقوق وآثاره السلبية هي كما يلي:

1- غضب الله عزوجل.

2- العقوبة في الدنيا والآخرة.

3- عدم الرضا عن النفس وتأنيب الضمير.

4- عدم الاستقرار النفسي.

5- تركه من قبل أصدقائه والمجتمع.

وأخيراً أختم قولي هذا بدعاء لكل ابن عاق لوالده أو والدته (اللهم اهد ضال المسلمين ورده اليك رداً جميلاً يارب العالمين).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة