Sunday 04/12/2011/2011 Issue 14311

 14311 الأحد 09 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الاعتداء على هيبة الدولة!
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

(نظام ساهر، وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومكافحة المخدرات)، قطاعات تعمل تحت غطاء الدولة، الأول نظام تديره شركة خاصة تحت إشراف إدارة المرور، مما يضفي عليه صفة الحكومي، لم تتقبله شريحة واسعة من المجتمع، كونه - فقط - لم يسبق بتوعية وإرشاد عبر وسائل الإعلام المختلفة، مما جعله محل نقد واسع نال آلية تنفيذه، مع الإقرار بأهميته، لوقف نزيف الكوارث المرورية المروعة بطرقنا وشوارعنا. وجهاز الهيئة حكومي الأصل والمنشأ! ولد من رحم هذه الدولة الفتية، كونه شعيرة دينية نص عليها الكتاب والسنة، يضطلع بأدوار مهمة لضبط مسار سفينة المجتمع. وجهاز مكافحة المخدرات، كذلك هو حكومي صرف، له أهداف نبيلة، غرضها تطهير المجتمع من آفة المخدرات الخبيثة، إذن مهمة هذا الثلاثي، مهمة شريفة ومطلوبة، لا يخلو الحديث عنها، إما نقداً أو ثناءً وجميعها خلق نوعاً من الحراك في المجتمع مع الفارق! جهاز الهيئة نال حقه من الثناء، كما نال نصيبه من النقد، بعد حادثة إحراق سيارة ساهر (القويعية) بمن بداخلها، قابل المجتمع بأكمله هذه الحادثة بالرفض والاستنكار والمطالبة بالقبض على الجاني وإنزال أشد العقوبة به، ليكون عبرة لغيره، لأن فعلته شنيعة غير مبررة، مهما علت الأسباب والدوافع، وقد كتبت في هذا الشأن بهذه الجريدة العزيزة مقالاً بعنوان (ساهر... القضية) استنكرت فيه هذه الحادثة وتساءلت عن المسؤول! في الوقت الذي كتبت فيه وفي نفس هذه الجريدة في وقت سابق، مقالين عن نظام ساهر على سبيل النقد، هذه واحده، أما الأخرى، سبق أن كتبت مقالة عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعنوان (جهاز الهيئة بين السندان والمطرقة) مضمونه، ثمة قضية جديدة تنذر بخطر جسيم، تزامنت مع نظيرتها قضية إحراق خالد الميمون - رحمه الله - بسيارة ساهر القويعية، إنها يا سادة قضية إحراق رجل الهيئة مرشد الموسى - شفاه الله - بقنبلة مولوتوف حارقة، في الرياض، وقبله حادثة الشيخ علي الأحمري ورجل الأمن العسيري، تلك حوادث متشابهة بالفعل والترصد، مرفوضة من المجتمع جملة وتفصيلا، غير ما يطول رجال مكافحة المخدرات البواسل من أخطار مشابهة لرجال ساهر والهيئة، والأمر يحتم استنكارها جميعاً بنفس الوتيرة من ردود الفعل، باعتبارها، اعتداء صارخا على من يمثل الدولة، هذه مثل تلك، كلاهما تجاوز واعتداء وعدوان على رجال وممتلكات الدولة وهيبتها، لا ينبغي السكوت عنه بأي حال منالأحوال، وثالثة الأثافي، إن صدقت الأخبار، أن من وراء هذا الاعتداء على رجل الهيئة في الرياض وهو خارج من المسجد بعد صلاة المغرب، هم أصحاب مخدرات عتاة مجرمون، هل من الحكمة أن يتولى أعضاء الهيئة متابعتهم والتحرش بهم ومطاردتهم واقتحام أوكارهم بصحبة جندي ضعيف البنية!، وهم متمرسون مسلحون مفتولو العضلات مدمنو مخدرات مثل (الشبيحة في سورية، والبلطجية في مصر واليمن، والمرتزقة في ليبيا، وميليشيا النظام في تونس، والشماكرية في المغرب، والعربجية..) ورجال الهيئة عزل، غير مدربين إطلاقاً على مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة، وكأننا بهذه الآلية نقدمهم لهؤلاء وجبات سريعة. المحصلة النهائية أن القاسم المشترك بين هذه الجرائم (الاعتداء الصارخ على هيبة الدولة) والمواطن الصالح لا يرضى بمثل ذلك البتة... ودمتم سالمين.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة