Sunday 04/12/2011/2011 Issue 14311

 14311 الأحد 09 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

لم أكن أتصور -أبداً- أن يبلغ مستوى رداءة استيعاب لغتنا العربية الأم لدى غالبية زملاء الحرف.. هذا الحد من السوء المخجل حقيقة.. على الأقل (إملائياً).. إلى أن دخلت عالم (تويتر).. ويا لسوء ما رأيت، إلى حد أنني ندمت (والله) على دخولي ذاك، وتمنيت لو أنني بقيت على جهلي بـ(تويتر).. فضلاً عن جهلي بهذا المستوى المتدني من إجادة أدوات لغتنا..؟!!

لديهم مشكلات عويصة ومعيبة مع (الهمزة)، ولديهم أخرى مع (التاء المربوطة).. فضلاً عن معضلتهم مع (واو) الجماعة.. كذلك (الياء الليّنة) أو كما يطلق عليه البعض (الألف المقصورة).. ومثلها (الضاد) و(الظاء).. ناهيك عن الأخطاء اللغوية الكوارثية.. إلخ، إلخ.. من البلاوي..؟!

قد تتقبل مثل هذه العيوب من المتصفح العادي، محدود التحصيل العلمي والثقافي.. وإن كانت (منقصة) بحق الجميع دون استثناء على اعتبار أن لغتنا هي لغة (القرآن)، ونحن أبناء المجتمع القرآني، وأحفاد أباطرة لغة الضاد..؟!

غير أنك لن تتقبلها من كاتب مرموق له اعتباريته.. أو من شخص يتبوأ منصب الآمر الناهي والمسيّر لهذه الصحيفة أو تلك.. حتى وإن كانت إلكترونية من تلك التي أخذت تغزونا من كل صوب بما تضخه من (أميّة) فكرية ولغوية وكأننا (ناقصون بلاوي)..!!

اللافت للانتباه. بل المخجل.. أن المتصفحين من العامة، كثيراً ما يبادرون إلى تصحيح أخطاء أولئك الزملاء لغوياً وإملائياً من خلال تداخلاتهم وتغريداتهم.. ومع ذلك لا يكترثون ولا يخجلون، ولا يتعلمون من تلك التصحيحات، بل يستمرون في ممارسة الأخطاء وكأن الأمر لا يعنيهم..!!

على أن الطامّة الكبرى إنما تتمثل في أن ذلك (الأمّي) الراسب لغوياً وإملائياً.. ما انفك يصابحنا ويماسينا بسحنته عبر الشاشات (نافشاً ريشه) كما الديك الرومي.. وهات يا تنظير وانتقاد وتوجيه وتقييم للآخرين.. لا، ومن زود الثقة حد الغباء.. لا بد أن يبشر وينوه مفيداً (الشلة) بأنه سيكون ضيفاً على الشاشة في تمام الساعة الفلانية..؟!!

أما الأنكى والأمر فهو ما يتمثل في نعتهم بالأساتذة هكذا بكل بساطة.. هزلت.

بالمناسبة: كنت أنوي توجيه رسالة إلى الدكتور الفاضل (صالح العثيمين) أطالبه بالمزيد من الطرح التنويري لغوياً ليستفيد الجميع من علمه.. وذلك على إثر تفنيده وشرحه لمصطلحي (الإحباط والتواجد) في ثنايا أحد مقالاته القيّمة هنا في (الجزيرة).. ولكنني عدلت عن الفكرة بعد أن اكتشفت مأساتنا مع إحدى ركائز لغتنا وهي مادة (الإملاء).. ما يعني ضرورة إتقان الحروف الهجائية باعتبارها أدوات اللغة.. قبل التفكير في رفع مستوى الإتقان اللغوي السليم.. (يا أمّة ....).

لماذا يقلبون المعادلة.. وما السر؟!

الذي نعرفه، والذي يدعمه المنطق، ويستوعبه العقل وتؤيده الفطرة السليمة.. أن فريق كرة القدم إذا تعرض لخسارة مباراة ما من فريق آخر.. فلا بد من النظر إلى الفريق الكاسب.. فإن كان يمتلك من مقومات وأدوات الكسب والتفوق ما يجعله أهلاً لذلك.. فإن الأمور في حال كهذه تصبح طبيعية ولا ضير في ذلك.. أما إذا كان الكاسب أقل إمكانيات وقدرات.. فهنا ما يستدعي الغضب وبالتالي البحث عن الأسباب.. ولاسيما إذا كان الفريق الخاسر من تلك (اللي شايفه نفسها).. على سبيل المثال:

كلنا يعلم ما يمر به الفريق النصراوي من مشكلات وتعقيدات تراكمية لا شأن لي بها ولا بالحديث عنها عدا مسألة واحدة.. أراها مدعاة لوابل من التعجب.. لاحظوا أنني قلت (التعجب) ولم أقل (السخرية).

ذلك أن الفريق يترنح من بداية الموسم كما هو خلال الموسم الماضي.. إذ تلقى العديد من الهزائم من فرق لا يمكن مقارنة ما تمتلكه من مقومات ومن إمكانات بما يمتلكه.. لعل أبرزها العنصر الإعلامي الرهيب الذي يدعمه بشكل فارق وغير مسبوق!!

ومع ذلك كانت الأمور النصراوية تسير بشكل أقرب إلى الطبيعي.. فلم تثر ثائرتهم مثلاً في أعقاب الهزيمة من (الفتح) المجتهد، رغم الفوارق الكبيرة بين الطرفين.. إلا أن الحال تبدلت، وانقلبت الأمور رأساً على عقب بمجرد أن فاز الهلال كالعادة..؟!!

إذ قامت الدنيا ولم تقعد حتى اللحظة.. رغم أن الفوارق كلها -باستثناء الإعلامية- كانت تذهب باتجاه الجانب الهلالي وبكل المقاييس.. وبذلك، وبناء على مجمل المعطيات يفترض أن تكون معادلة الكسب الهلالي صحيحة وبالتالي فلا داعي للغضب الهستيري الذي حدث..!!

غير أنهم قلبوا المعادلة عندما تقبلوا الهزائم ممن هم أقل إمكانات بصدر رحب وبكل أريحية.. في حين هاجوا وماجوا عندما كسبهم الأكثر والأعلى تأهيلاً وقدرات.. وكأني بهم كانوا يخططون ويبنون آمالاً عريضة على كسب الهلال ليكونوا بذلك قد (دفنوا) كل المشاكل والإخفاقات بضربة واحدة..؟!

من هذا يتضح بأن المفاهيم بأمسّ الحاجة إلى الكثير والكثير من التصحيحات والإصلاحات الضرورية قبل التفكير في مسألة إصلاح شأن الفريق، يعني على (بلاطة) وبكل أمانة: العلِّة علِّة مفاهيم وحقوق (مظاليم) فالظلم ظلمات.

على أن لي وقفة قادمة (إن شاء الله) حول مسألة الإعلام والنصر.

من أقوال الحكماء:

(لن يستقيم الظل والعود أعوج).

 

في الوقت الأصلي
فضحهم (تويتر)؟!
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة