Monday 05/12/2011/2011 Issue 14312

 14312 الأثنين 10 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

ترتبط قصة النقل في المملكة ونجاحها، بالتوفيق الذي أحاط بخطط التنمية على ربوع هذا الوطن، منذ أخذت بلادنا بنظام الخطط التنموية الشاملة في جميع المجالات، والتي تستهدف تنمية الوطن، والمواطن، والأخذ بأحدث الأساليب والبرامج التي توفر للمواطنين حياة رغدة سعيدة.

ولقد أحاطت التنمية الشاملة في المملكة توجيهات سديدة من قيادتها الحريصة على أن تتبوأ بلادنا مكانة تليق بها بين بلدان العالم، والمتابع المنصف لما تم إنجازه في مختلف ميادين التنمية العمرانية والعلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها، يدرك البون الشاسع بين ما أصبحنا فيه من واقع مشرف، وبين ما كانت عليه بلادنا في الماضي، ويصبح من الإنصاف القول بأن ما تحقق يعد إعجازاً فوق رمال هذه الصحراء لم يكن أحدٌ يتصور ولو في فضاءات الخيال.

وقد كان النقل من القطاعات المهمة الفاعلة في الميدان التنموي، فالنقل والمواصلات أساس مهم، وركن ركين في عمليات وخطط التنمية، إذا لا يمكن تصور تنفيذ برنامج من برامج التنمية، من غير نقل أدوات ذلك البرنامج ووسائله إلى الموقع المستهدف تنميته، كما يصعب توصيل ثمار التنمية من غير أدوات نقل فاعلة قادرة على سرعة التواصل والتوصيل.

ولقد تمكنت المملكة من الأخذ بأساليب التنمية الناجحة في ظل توفيرها لمنظومة ناجحة في النقل وفي المواصلات وفي الاتصالات، تلك الأساليب التي تستمر الأجهزة المختصة في تطويرها وتحديثها لتحقيق المزيد من الخدمات المتطورة التي ينعم بها المواطن، ويستفيد منها الوطن، لتوفير مناخ النجاح وهو يسعى لتجسيد ثمار النهضة والتنمية، ورفع قيمة عطاءاتها على أرض الواقع.

لقد راودتني هذه الأفكار المتمثلة في أهمية النقل كقطاع فاعل على أرض الوطن، حينما قرأت وتابعت تلك الجهود الموفقة لمعالي وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبار بن عيد الصريصري عند تفقده أحد القطارات الجديدة بمحطة الركاب في الدمام والتي وصلت مؤخراً إلى المملكة في إطار اتفاقية مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لتوريد ثمانية أطقم لقطارات جديدة متطورة، وما شد انتباهي في هذا الخبر المفرح هو تصريح معاليه بأن تأمين المؤسسة لهذه القاطرات الحديثة يعد قراراً إستراتيجياً يخدم أهداف التشغيل على المدى البعيد، وتأكيده أن ذلك سيدفع إلى تطوير هذا النشاط ومواجهة حجم الطلب المتزايد على خدمة نقل الركاب بين المنطقتين الوسطى والشرقية.

وهكذا فإنه بمثل هذا التفكير الإستراتيجي في الإدارة - الذي يتسم به معالي وزير النقل - يجب أن تكون مشروعاتنا التنموية، التي تتطلع إلى المستقبل في ظل معطيات الحاضر والطموحات المؤملة لتحسين الواقع ورسم صورة زاهرة للمستقبل.

وغنيٍّ عن القول بأن تحسين خدمات النقل ووسائل المواصلات بمثل هذه الصورة المشرقة التي يحرص عليها معالي الدكتور جبارة واضعاً نصب عينيه متطلبات المستقبل المتطورة - يجعل من قصته نجاح النقل في المملكة قصة ذات فصول متعددة من النجاحات المتلاحقة لما توفره تلك القاطرات الحديثة من وسائل الراحة والطمأنينة، وما توفره في الوقت الذي يضيع على المسافرين، إضافة لما تتيحه من وسيلة متطورة للمسافرين للتواصل مع عالمهم الخارجي، فلا تصبح الرحلة انقطاعاً أو فصلاً لهم عن عالمهم، وذلك لتوفير خدمات الاتصالات اللاسلكي وشبكة الإنترنت بهذه القاطرات، علاوة على وجود شاشات عرض مرئي ونظام سمعي متطور وشاشات إعلانية توضيحية ناهيك عن المقاعد المريحة التي تجعل الرحلة ممتعة وسعيدة مع اختصار مدتها للمسافرين.

ولا يتوقف التطوير المستهدف في وزارة النقل عند هذا الحد بل إن تحقيق انسيابية عالية في تدفق القاطرات في الاتجاهين، وبناء معابر للسيارات والجمال على التقاطعات سيعزز من مجالات السلامة التي تهدف إليها الوزارة على جانبي هذا الخط الحديدي الحيوي بما يفعل من حركة النقل، ويسير الموصلات بين وسط المملكة الغالية وشرقيها.

إن هذا التطوير المتكامل لخط السكة الحديد وما يقدمه من خدمات في مجال النقل يستوجب الشكر والتقدير لوزارة النقل الحريصة على تطوير أدائها في ظل وزيرها معالي الدكتور جبارة الصريصري الذي عرفه الجميع بجهوده المتميزة وفكرة السديد وحرصه على ترجمة ثقة ولاة الأمر -يحفظهم الله- إلى برامج فاعلة يرى أثرها في هذا المجال الحيوي وهو النقل لتحقيق نقلة نوعية مشكورة فيه، وتحسين خدماته التي تليق بالمواطن وبالتنمية الشاملة في هذا العهد الميمون، حفظ الله ولاة أمرنا، ووفق كل مسؤول في وطننا إلى ما فيه خير الوطن والمواطن وأكثر من النماذج في هذا الوطن.

وللمقال بقية لكثرة الإنجازات وإشراقتها الزاهية في ميدان النقل.

وبالله التوفيق.

 

النقل في المملكة نموذج للنجاح (1)
عبد الرحمن بن سليمان الدايل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة