Thursday 08/12/2011/2011 Issue 14315

 14315 الخميس 13 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كانت الآثار والمعالم التاريخية في بلادنا مناطة بجهاز مثقل بواجباته ومهامه الأصلية، وكانت مسئوليته عن هذه المكونات الحضارية والتاريخية المهمة مضافة وتبعاً لمهمته الأساس: التربية والتعليم. مما تواضع بمستوى اهتمامه بتلك المكونات، ولم يكن لديه ما يكفي من الخطط والبرامج التي تحفظ لبلادنا هذا الرصيد الاستراتيجي الثري.

وظل هذا الرصيد رهيناً لاجتهادات -لم يكن أغلبها موفقاً- من مجتهدين يرون في الآثار خطراً يحدق بالعقيدة ونقائها.. إلخ.

ومن موظفين في مستويات إدارية دنيا في أمانات وبلديات المدن، الذين افترست (آلياتهم الثقيلة) هذه الآثار أمام أعين محبيها العارفين بأهميتها والمدركين لقيمتها. وصنع هذا المسلك على أعين مدرائهم وقيادييهم؛ الذين نزعوا بإفراط إلى اجتثاث كل قديم ولم يعوا طبيعته ولا أهميته..!

.. حتى شاءت إرادة الله ثم وعي الدولة أعزها الله، بالتنبه لأهمية الحفاظ على ما تبقى من الآثار؛ فأسندت أمرها إلى هيئة السياحة والآثار، وأناطت أمر هذه الهيئة برجل مثل سلطان بن سلمان، الذي ما شاهدته متحدثاً أو خطيباً حتى أحسست بالطمأنينة؛ لأن الله قيَّض لآثارنا رجل يدرك قيمتها ويسعى للمحافظة عليها. ويخطط بوعي وبمساندة من مساعديه ومستشاريه لصونها وحفظها من العابثين، واستثمارها ثقافياً وسياحياً.

ويزداد اطمئناني وأنا أرقب إسهامات هذه الهيئة الفتية وبرامجها تُنفذ على أرض الواقع. وأتابع تدرج نشاطها في تكوين وعي وثقافة الآثار، ومدى ما تمثله من أهمية لبلادنا، وما تحققه من عوائد ثقافية واقتصادية عليها. وكان من أهم برامج الهيئة: ملتقى التراث العمراني الذي احتضنت مدينة جده مؤخراً. وجودة الأعمال البحثية التي قُدمت فيه، وعزم الهيئة على عقد هذا الملتقى بشكل سنوي.حيث سيعقد كل عام في إحدى مدن بلادنا.

كما أن سعي الأمير سلطان بن سلمان إلى استصدار أمر صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله بصون تراثنا الآثاري والمحافظة عليه، وعدم المساس به؛ يأتي في سياق انجازات الهيئة، وعناية الدولة وفقها الله بالمعالم والآثار التاريخية، والتراث العمراني الوطني.

ومما يزيد الاطمئنان والاحتفاء ببرامج الهيئة وخططها وتوجهاتها؛ هو تأكيد الأمير سلطان بن سلمان دائماً على أن هيئة السياحة والآثار لاتزال في بداية مشوارها، ولا يزال أمامها الكثير في سبيل ترسيخ الوعي بثقافة الآثار وقيمتها الإستراتيجية، وتوطين السياحة بجهود مخلصة واحترافية ورؤىً مبدعة، وتنميتها بمشاريع كبرى قادرة على المنافسة، وذلك تعاطٍ موضوعي رصين مع طبيعة عمل الهيئة، وخصوصية دورها ومهامها.

إن اتجاهاً كهذا.. حقيقٌ بأن يُحاط بإسهام المعنيين في هذا الجانب وتعاونهم مع الأفكار الطموحة، والدور المهم والجاد الذي تقوم به وترعاه هيئة السياحة والآثار؛ لكي نستعيد جزءاً أصيلاً من مكونات بلادنا الثقافية، وحلقة فاعلة في منظومتنا التنموية الوطنية.

md1413@hotmail.com
المدينة المنورة
 

هيئة الآثار.. والتراث العمراني
محمد الدبيسي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة