Friday 09/12/2011/2011 Issue 14316

 14316 الجمعة 14 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

في عام 1988م قام عدد من الفنانين البريطانيين الشباب، من خريجي برنامج الفنون الجميلة في جامعة لندن (Goldsmiths University of London) بعدة عروض لأعمالهم الفنية، حوّلتهم تدريجيًا في التسعينات الميلادية إلى رمز للمجموعات الفنية المؤثرة، التي كان لها الدور الأكبر في تحول شكل الفنون، لا في بريطانيا فحسب وإنما في العالم أجمع، تزعم المجموعة فنيًا، وفي نسبة وقيمة مبيعات الأعمال الفنان ديمن هيرست (Damien Hirst). ودارس أو متابع تاريخ الفن يعلم أن تطور الفنون منذ عصر النهضة، شهدته أراضي أوروبا، ما بين فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وروسيا وبريطانيا في الغالب، إلى أن وقعت الحرب العالمية الثانية، وهيمن النفوذ الأمريكي على الثقافة الغربية، حينها وبتوافق الهيمنة السياسية مع الهيمنة الإعلامية، انتقلت سرعة التطورات الفنية والفكر الإبداعي التحولي في الصراعات الفنية إلى المدن الأمريكية ونيويورك على وجه الخصوص، بعد سنوات من التزاحم حول المراكز الإبداعية في مجال الفنون.

إلا أن الحراك الذي أتى به الـ(YBAs) كما تم تسميتهم لاحقًا في منتصف التسعينات، أعاد للإمبراطورية البريطانية السابقة بعض من هيبتها الفنية، التي لازمتها أيضًا بسبب دور المزادات لديها ككريستيز وسوثبيز، ولكن ربما كان السبب الآخر خلف بروز هذه المجموعة وبالتالي دعم فنون بريطانيا المعاصرة ككل، وإبقائها في المراتب الأعلى مبيعًا في مجال الفنون في الفترة الأخيرة، ربما كان السبب وجود رجال أعمال وإن كان همّهم الأول الاستثمار، إلا أن بُعد رؤيتهم الاستثمارية وافقت أهدافًا أخرى خدمت توطين الفن مع انتشاره العالمي، ولا يخفى علينا المردود الاقتصادي، لا على رجال الأعمال المستثمرين فحسب، وإنما على اقتصاد البلد ككل.

وعلى رأس هؤلاء رجال الأعمال الذين استحوذهم الاستثمار في مجال الفنون، ساتشي (Charles Saatchi)، ذو الأصل العراقي، الذي آمن بقدرة هؤلاء واختلافهم، فدعمهم ودعم ظهورهم وإنتشارهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم، وخصوصًا دايمن الذي يُعدُّ أغنى فنان تشكيلي بريطاني على قيد الحياة، حيث قدرت ثروته عام 2010 بـ215 مليون جنيه استرليني.

وهنا وكالعادة، أعود إلى واقعنا التشكيلي للمقارنة، فلدينا صفوة من الشباب يملكون من الإبداع والحماس والقدرة ما يؤهلهم لتجديد الفن محليًا، ومواكبة الحراك العالمي، ولدينا مستثمرون، يظهرون باستحياء، وربما بتخوف حيال هذا النوع من الاستثمار، ولكن تبلور المجموعات الفنية وانتشار أعمالها عالميًا في واقعنا اليوم، لا يكون من خلال إبداع الفنانين فحسب، ولا بسبب دعم المستثمرين وحده، إنما الركيزة الأكبر هي وجود المقومات الكفيلة بتمهيد ظهور مثل هذا الحراك الفني..... فهل لدينا مثل هذه المقومات؟

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
فنانو بريطانيا الشباب YBAS كنموذج
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة