Saturday 10/12/2011/2011 Issue 14317

 14317 السبت 15 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

زخم كبير من المقالات والتعليقات الرجالية نقرأها بين وقت وآخر في صحفنا تحمل في عنوانها صورا درامية محزنة تجرم يوم الخميس الذي أصبح يوما جديدا في أسبوع العمل، حتى ليتنا نشفق على ذلك اليوم الذي بدا ليس أكثر من شماعة يعلق الرجال عليها انسحابهم عن مسئولياتهم وهروبهم خارج المنزل

فالكثيرات من النساء في هذا العصر يمارسن العمل في مهن عديدة، ومع ذلك لا يتوارين عن بيوتهن ومسؤولياتهن لا بأيام الاجازات ولا حتى بالأيام العادية، وأكاد أجزم أن الأسبوع لو امتد ليصبح عشرة أيام بدلاً من سبعة لوقف العديد من الرجال بالطابور يحجزون مقاعدهم في احتكار الأيام الجديدة لادعاء العمل.

مشكلتنا في الحقيقة ليست بقصور صناعة الترفيه العائلي أو جفاء المحطات التلفزيونية عن برامج هادفة وممتعة للأسرة، ولا بنضوب الصحافة المقروءة وبرامج التلفزيون يومي الخميس والجمعة بما يدفع للم شمل العائلة، مشكلتنا قد تكمن في انسلاخنا عن مسئولياتنا ونضوب انتمائنا لأسرنا بما يجعلنا نستهين بحقوقهم ضاربين بالنتائج عرض الحائط، فالغياب عن تبعات المسئولية الوالدية قد يصبح نوعاً آخر من المتعة المضافة للرجل، لهذا قد يبدأ عادة بيوم أو يومين مبررين ثم يصبح تدريجيا انسحابا كاملا بلا تبرير، والمحزن في الأمر أن النتيجة لا تمر مرور الكرام، كما يعتقد الرجل، فبكل تأكيد سيل من الخسارات يرافق ذاك الغياب التعسفي، أبسطها تمرد الأبناء وخروجهم عن السيطرة، وتاليها جفاء مشاعر الزوجة.

الحقيقة أن جمعا من الرجال في عالمنا العربي يرون في تواجدهم مع الأبناء أو في محيط المنزل مسألة ليست ذات قيمة، فالرعاية للأبناء ينظرونها مسألة نسائية لا تعنيهم، ولهذا هم ينزعون للغياب دون أدنى إحساس بالقلق أو المسؤولية، وإن تواجدوا في حضن المنزل يحملون انشغالاتهم واهتماماتهم معهم متوسمين في حضورهم جسديا فضلا ينبغي تقديره من العائلة.

ما يلفت الانتباه أن جمعا من المشاهير الأجانب وقلة من المشاهير العرب رغم ما تتيحه إمكانياتهم المالية من قدرة على تخصيص بدلاء يقومون عنهم بسئولياتهم، ورغم زخم انشغالاتهم وتكدس أجندة مواعيدهم، الا أنهم يرون في تواجدهم بين أسرهم لوقت كاف مسألة لا تندرج تحت مظلة النقاش مهما كانت الأحوال، فالعائلة في رأيهم تأتي أولا وما غير ذلك يأتي لاحقا.. فنجاحهم وشهرتهم الحقيقية يلمسونها في الصحة النفسية لأسرهم، والدور المناط بهم كرجال مسئولين في تأسيس تلك الأحاسيس الآمنة بين أفراد عائلاتهم.

نحن قد لا نحتاج بمجتمعنا لتغيير متطلبات العمل أو جدولة أيام الأسبوع بنسق آخر، بل قد نكون بحاجة ماسة لمحاسبة كل الرجال الذين تخلوا عن مسئولياتهم واستهانوا بأسرهم، بدلا من السعي وراء يوم من أيام الأسبوع نحمله مسئولية تقصيرنا، فلعلنا بإيقافهم عن العمل يوم الخميس وغيره من أيام الإجازات أو فرض العقوبات القانونية عليهم، نحقق الجودة الانسانية التي نطمح لها وننقذ أسراً عديدة أصبحت قاب قوسين من التمزق والانكسار.

جامعة الملك سعود

salkhashrami@yahoo.com

salkhashrami@yahoo.com
 

رفقاً بيوم الخميس أيها الآباء !
أ.د. سحر أحمد الخشرمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة