Saturday 10/12/2011/2011 Issue 14317

 14317 السبت 15 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

عبدالكريم الجهيمان كما عرفته (حضور في الغياب)
محمد علي أبو مالك

رجوع

 

تتعثر العبارات، ويتلعثم اللسان والقلم عند التحدث عن رجل بمستوى هذا الرائد الفذ المبدع الأستاذ المعلم عبدالكريم الجهيمان، لا سيما لدى من عاصره وتابع خطواته على مدى سنوات طويلة كانت حافلة بالعطاء المتواصل في التعليم والتأسيس الصحفي، والتأليف إلى جانب كتابة المقالات المثيرة والمؤثرة، المفيدة والمعبرة. توفي الرجل المخلص المثابر المشاكس بعد عمر طويل مديد حافل بالعطاء الوطني والأسري والثقافي، وأمام شخصيته العظيمة أتمثل قول الشاعر:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي

يا منصف الموتى من الأحياء

نعم، لقد عاش شيخنا الأستاذ عبدالكريم حياة ثائرة، قلقة، شديدة التأثير بالانفعال له ولمن حوله، ذلك القلق الإيجابي الذي يطمح إلى النهوض والارتقاء المتصل المتصاعد، بمصداقية وإخلاص وحماس عاش وناضل في كتاباته من أجل الناس وفي سبيل تقديم الخدمات الإنسانية المناسبة لحياتهم الراقية، وكان صريحاً في الرأي جرئياً في البوح مما آثار اتهام آرائه بأنها تثير الشغب وتهيج الرأي.

عاش الأستاذ عبدالكريم الجهيمان في أسرة تحترم الذات، وتكره الإهانة، وتقدر القيم والطموح والتجديد، فانطلق ابنها البار الحكيم معبراً عن مصداقية الرأي والعمل، فكانت له مواقفه الوطنية النابضة.

كتب في صحف علنية بقلم نزيه صريح، لم يكتب في منشورات سرية خلف قناع خفي، لذلك صدح بصوته القوي وتعبيره الفصيح بأسلوب بارع وفكر واعٍ، ملك به القلوب واستحوذ على المشاعر بعباراته الصادقة الصريحة التي هزت منابر الرأي، لانتقادها الأوضاع المقلوبة، وكشف السلبيات والتناقضات من دائرة الثقة وإرادة الإصلاح، وفضح الزيف الذي لا ترضى به المصداقية البريئة، فليس الموهوب من يغرد خارج السرب، وخارج دائرة الثقة من يكون عميلاً أو مشبوهاً، إلا أن هذا ما اتهم به على الرغم من صراحته في المكاشفة وإيضاح الحقيقة مجردة من الأهواء والنوايا، لاسيما أن عبدالكريم نشأ في بيت شعبي متواضع ليس له باب خشبي، وقد اختار في حياته الحق طريقاً، والصدق منهجاً، وهو نبتة من عرار نجد، وأقحوان من أوديته، عانى من الحرمان وانتظم في طريقة، وشب عن الطوق في البداية، وأسّس، وعلم، وربى الأجيال، وأصغى لمن حوله، وسمع الإذاعات في بداية انطلاقتها، وعاش حياته صادقاً مع نفسه ومع الآخرين فاكتسب احترامهم، وكان أديباً بمعنى الكلمة، إذ كان عفيف اللسان لا يجرح مشاعر أحد، وإنما كانت حدة عباراته مسكونة بالحماس والطموح إلى الإصلاح والتجديد والتغيير الإيجابي الذي عاش من أجله مناضلاً وضحى في سبيله بوقته وجهده، وكان حريصاً على فعل الخير دون أضواء. ومن حقه علينا أن ننصفه ونعطر سيرته النبلى بذكر محاسنه ومعطياته الثرية من قبيل الوفاء الجميل لهذا الرجل النبيل.

محامٍ مستشار ومحكم

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة