Tuesday 13/12/2011/2011 Issue 14320

 14320 الثلاثاء 18 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نحن أمام حقائق تزلزل فجأة من لا يؤمنون بالتغيير، أو يؤمنون به في حدودهم الضيقة، وأقل الحدود الممكنة التي يصل إليها خيالهم. قد يكون صحفياً تقليدياً أو محافظاً إعلامياً، أو كون العالم الذي يتغير بسرعة أصبح مريباً وغير قابل للإثبات في ذهن توقف عاجزاً عن إدراك قوة التأثير الهائلة للأدوات الجديدة، وقد يراها شيئاً يشبه المخلوقات الفضائية.

خذ مثلاً زميل لديه على تويتر 50 ألف شخص يتبعونه، ورغم أن هذا الرقم يتفوق على الأرقام الحقيقية لتوزيع صحف محلية، إلا أن لك أن تضربه في 5 على الأقل، باعتبار إعادة تدوير ما يكتبه من قبل مشتركين إلى مشتركين آخرين يتبعونهم وهكذا في سلسلة بشرية ضخمة.

أو ما بالك بشخص آخر يتبعه على تويتر نحو ربع مليون شخص؟، إنها ماكينة إعلامية ضخمة تعمل بالفكر وبأقل التكاليف الممكنة، حيث تغريدته، فكرته، نداؤه، يصل في دقائق معدودة إلى مليون شخص، أي مطبوعة يمكن لها أن تعادل هذه القوة في التأثير؟!.

لم تعد أدوات الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي للتغريد والأشعار، لكنها تجاوزت ذلك إلى النقد والتأثير السياسي بكل أبعاده، والاقتصادي بمعلوماته، والاجتماعي بمنافسة وتحد لتقاليده.

في الثورات العربية، وما عرف لاحقاً بالربيع العربي، هرب الناس من إحباط وفشل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي إلى الإعلام الجديد، إلى الاتصالات والإنترنت، وتحديداً إلى شبكات التواصل للتعبير والتنظيم.

المثال الأخير من الكويت مثلاً، والتي يعتقد أنها تمتلك حرية إعلامية أوسع، لكن سرعان ما هرب الناس وعدد من نواب مجلس الأمة من إعلام تقليدي اعتقدوا للحظة أنه مقيد أو له مصالحه إلى شبكات التواصل لدعم قضاياهم وللتعبير عن عوائقهم، قصة يجب أن نتأملها بوعي، لنعرف كيف وصل الإعلام الجديد حضوته، وليس تجاهله وتجاهل مؤشراته.

تونس التي كانت تعاني من تحكم غير عادي في الصحف اليومية ووسائل الإعلام، وكذلك سوريا، لم تستطع القبضة البوليسية الخانقة ووسائل إعلامية محلية تبالغ في تحفظها، وتبالغ في رقابتها، إلا أن تكون دافعاً للناس للمضي نحو الإعلام الجديد، بعد أن وجد فيه الناس ملاذاً آمناً لحرية التعبير عن الرغبة في التغيير وفعله.

حتى في قضايا العامة يعمل «الهشتاق» بفعالية، ويهشتق كل ما يستحق الهشتقة، والهشتاق ليس مخلوق فضائي، هو كتابة اسم شخص أو قضية لتكون مركزاً لتجمع التعليقات والآراء في موضوع معين ليتحول خلال ساعات إلى قضية رأي عام، قبل أن تستوعبه وسائل الإعلام التقليدية أو تشير إليه، إن استطاعت إلى ذلك سبيلا.

 

الإعلام و«هشتاق» المخلوقات الفضائية!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة