Tuesday 13/12/2011/2011 Issue 14320

 14320 الثلاثاء 18 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لا أعتقد أن أكثرنا سخطاً على حال الجامعات السعودية يتمنى أن تكون اتهامات مجلة (ساينس) صحيحة، لأن ذلك الفساد الذي اتهمت به المجلة جامعاتنا، ليس أمراً مكشوفاً لنا في الداخل، بل أصبح أمراً مكشوفاً للملأ، وبعيداً عن التبريرات التي ساقتها جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، فإن أقلنا تشاؤماً، سيقلب شفتيه مستغرباً ويقول: يمكن، كل شيء جائز!.

طبعاً أكاد أجزم أن أكثر المسؤولين في مؤسساتنا الحكومية وجامعاتنا ومستشفياتنا يهمه رضا ولي الأمر، وحين يقدم تقريراً أو تصنيفاً يضع جامعاتنا أو مستشفياتنا في المراتب المتقدمة، فإنه سيقنع جهات المراقبة، أو القادة، بأن ما قامت به هذه الجهة أو تلك، إنما حقق المواصفات العالمية، ولا يهم إن كان حقيقة أم لا، بل لا يهم إن كان يرضي المستفيد من فئة المواطن أم لا، فالمهم أن تظهر صورتنا عالمياً مقنعة ومقبولة.

ماذا تعني هذه التصنيفات لنا؟ ماذا يعني أن تصبح تصنيف جامعاتنا في المؤخرة، ماذا يعني أن نحتل في تصنيف الفيفا ما يقارب المائة على مستوى الرياضة، بعدما كنا في مركز متقدم، ماذا يعني أن تكون مدننا في مركز متأخر جداً في تصنيف خدمات المستوى المعيشي، حتى أن معظم دول الخليج تقدمت علينا، ماذا يعني أن نكون متأخرين على مستوى الخدمات الصحية إلى حد يجعلنا نقول: يا الله أين تذهب هذه الميزانيات، يا الله ارزقني سريراً عند مرضي من عندك، لا من عند خلقك، ماذا يعني كل ذلك؟

ليس الأمر يتعلق في تصنيف نزيه، أو تصنيف غير نزيه، بل لا يهم أن نكون في مقدمة التصنيف أو في مؤخرته، فحينما كانت جامعاتنا متفوقة قبل عشرين عاماً، وكانت مخرجاتها تشهد لها جامعات أوروبا وأمريكا، وهي تحتفي بطلابنا حين يلتحقون بها، لم نكن نلتفت للتصنيفات وما أدراك ما التصنيفات، لكننا حينما هبط مستوى التعليم الجامعي لدينا، بدأنا نلتفت ونبحث عن التصنيف، نريد أن نثبت لأنفسنا، أو نضحك عليها، لا فرق، بأن مستوى التعليم عندنا يضاهي جامعات العالم.

ماذا لو كفّت الجامعات عن التصنيف، ماذا لو كفّ رؤساء الجامعات عن الثرثرة، والحديث عن منجزاتهم العظيمة، وتركوا منجزهم يتحدث، سواء عبر مخرجات التعليم لديهم، أو عبر أبحاثهم العلمية، فلسنا ننتظر أن تحقق الجامعة مدخرات عبر إنشاءات وفنادق، بقدر ما نريد طلاباً متفوقين، أو طلاب بحث ودراسات يخدمون البحث العلمي من جهة أخرى.

لدينا -ولله الحمد- جامعات وصلت أكثر من عشرين جامعة، لدينا جامعات قطاع خاص، لدينا تجربة طويلة في التعليم العالي، لدينا كثافة بشرية، طلاب وطالبات، تظهر براعة بعضهم في جامعات الغرب، أبحاثهم، ومبتكراتهم، كل ما ننتظره من جامعاتنا أن تنصرف إلى تطوير وسائلها وكوادرها، وأن لا تنشغل بالتصنيف، لأنه سينصفنا حينما نكون جاهزين، فليس ثمة أهمية لملاحقة التصنيف، لأنه سيلاحقنا يوماً، حينما تظهر منجزاتنا.

 

نزهات
دعوا عنكم التصنيف
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة