Saturday 17/12/2011/2011 Issue 14324

 14324 السبت 22 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

خلال العقد الماضي أضحت جامعة الملك سعود قضية، ولا غرو في ذلك، فهي أعرق الجامعات وأكبرها، وهي البذرة التي تفرع التعليم العالي منها وعنها في كل بقعة من أرجاء الوطن، ولا زلنا نتذكر الرجال الكبار الذين تولوا كبر تأسيسها ورعايتها حتى أصبحت اليوم منارة يشار لها بالبنان. عندما كان أبناء جيلي في مراحلهم التعليمية الأولية، كانت هذه الجامعة هي الحلم الذي يراودهم، وكنا نرى رجالات الدولة الكبار بمشالحهم، ونعلم أنهم كانوا من مخرجات هذا الصرح العريق، ولا زلت أذكر أنني في مرحلة مبكرة من عمري رأيت أحد معارفي يرتدي مشلح التخرج ويستعرض به أثناء زيارته لنا قبيل حفل التخرج، وكانت أمنيتي كشاب صغير أن يأتي اليوم الي أكون في مثل الحال التي هو عليها، فقد كان هذا هو منتهى طموحي وأحلامي.

دارت الأيام دورتها، وإذا الحلم يتحقق، لا بارتداء مشلح التخرج، ولكن بتشرفي بالانتماء لهذه المنارة العلمية كمعيد، ما منحني فرصة إكمال دراساتي العليا بالولايات المتحدة، والشرف الأكبر بالتعين عضوا لهيئة التدريس في إحدى كلياتها، وقد اتاح لي ذلك ممارسة العمل الأكاديمي، وتسنم رئاسة بعض الأقسام الأكاديمية، ثم عميدا وعضوا في مجلس الجامعة، ما يعني أن أحلامي الشبابية تحققت بشكل يفوق كل تصور، وزاد على ذلك أنني تشرفت بالعمل في ديوان سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله مستقطبا من هذه الجامعة التي أمدت الوطن بمعظم القيادات منذ تأسيسها.ولأن هذا الصرح الشامخ هو أحد أهم المخازن الرئيسة للكفاءات العلمية والإدارية، فلم يكن من المفاجئ أن تشرئب الأعناق صوبها عند كل حركة تطويرية خلال مسيرة الوطن.

قبل فترة غير قصيرة، اعترى الجامعة نوع من الفتور لدرجة انها اصبحت في مركز لا يليق بها في سلم التصنيفات العالمية، ولاقت في سبيل ذلك صلفا من وسائل الإعلام، التي حرضت المجتمع على تعليمنا العالي برمته، وهو صلف كان في محله، إذ لا مبرر لمثل هذا في ظل الدعم الذي كانت ولا تزال الحكومة تقدمه للمؤسسات التعليمية. ونتيجة لذلك، فقد حدث تغيير جذري في ادارة جامعة الملك سعود، تبعه زلزال تطويري على كل المستويات، بدءا بالبنية التحتية وليس انتهاء بالشأن التعليمي والاكاديمي والبحث العلمي حتى اصبحت الجامعة هي حديث الساعة، فقد كانت النقلة التطويرية مبتكرة وغير مسبوقة، تجاوزت كل الروتين البيوقراطي المعتاد، ولذا سعى الإعلام إلى ملاحقة الجامعة لمتابعة ما يجري بين أروقتها بدلا من أن تسعى هي إلى الإعلام كما هو المعتاد.

كان المتوقع أن بعض منسوبي الجامعة الذين تفرغوا لنقدها حينما كانت في مرحلة توقف النمو والفتور سيهبوا للإشادة بنقلتها التطويرية، خصوصا وأنها سلكت المنهج الذي لطالما تغنوا به. هذا، ولكن المفاجأة أن هؤلاء تحديدا هم من شن الحملات المسعورة عليها من خلال الإعلام !، وأصبح حالهم مع الجامعة كحال من يطلب منك أن تلبس جيدا، وعندما تفعل ينتقدك على فعل ذلك، ويتهمك بالتبذير والاهتمام بالشكليات التي لا ضرورة لها. خلال الأيام الماضية تغنى هؤلاء بتقرير نشرته إحدى المجلات العلمية الأمريكية، أما لماذا فعلوا ذلك ؟، فلأنهم توهموا أنه انتقد هذه المنارة الشامخة التي تسمى جامعة الملك سعود، وهذا حديث مجاله المقال القادم.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر alfarraj2@
 

بعد آخر
ليس دفاعا عن أعرق الجامعات!1-2
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة