Sunday 18/12/2011/2011 Issue 14325

 14325 الأحد 23 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يصح لي.. كما يصح لحضور تلك الليلة من ليالي نادي جدة الأدبي الثقافي - ليلة الحادي عشر من هذا الشهر.. المحرم -، التي دُعي إليها جمع من الأدباء والشعراء والإعلاميين والمثقفين عموماً..

لحضور حفل تقليد: الشاعر عبدالله عبدالرحمن الزيد.. الفائز الأول بـ «جائزة العواد للإبداع».. (وشاح الجائزة)، وتسليمه قيمتها المالية البالغة مائتي ألف ريال.. أن نتساءل عن (جائزة الوفاء) التي أُعلن عنها فجأة في تلك الليلة، والتي سُلمت لـ (اسم) الشاعر المبدع محمد الثبيتي، - إن كان لابد وأن تسلم له في تلك الليلة (!!) - ولم تسلم لاسمه «جائزة نادي جدة الأدبي» وهو الأحق بها لسببين رئيسيين: «منجزه» الشعري المتميز بين أقرانه، و»حرمانه» من أول جوائز نادي جدة الأدبي الثقافي.. التي فاز بها عن ديوانه (التضاريس)، ولم تسلم له.. رغم الإعلان عنها وتحديد موعد إقامة حفلها، لأسباب غوغائية.. لا موضوعية فيها.. ولا علاقة لها بـ «الشعر» أو الأدب بصفة عامة..!!

لقد بدا لي، أن (جائزة الوفاء) هذه.. كما لو أنها أُقحمت إقحاماً، أو أنه تم اعتمادها على عجل في آخر لحظة.. لما لا أدريه من الأسباب (!!) أو ربما استجابة لرغبة عمرو أو زيد من أعضاء مجلس الإدارة السابقين ورئيسهم، فتم حشرها بـ «قصد».. في تلك الليلة الأولى لتوزيع (جائزة العواد للإبداع)، حتى لا يكون التركيز فيها.. على (العواد) وحده، وحياته وتجربته الريادية الإبداعية شعراً ونثراً، التي ربما اختلف عليهما.. رئيسا النادي السابقان، اللذان خلفا رئاسة (العواد) له، التي انتهت بعد ست سنوات.. مع رحيله إلى الرفيق الأعلى عام1401هـ، وما يدعوني لسوء الظن هذا.. هو تغيير أحدهما - أو كليهما - لمسمى إحدى قاعات مبنى النادي القديم.. وقد كانت تحمل اسم (العواد)، إلى أن تسمى بـ (قاعة حمزة شحاتة)، وقد كانت البراءة - إن كانت.. موجودة أصلاً - تقضي من قبل الرئيسين (الخلفين).. بأن يبقيا اسم (العواد) في مكانه من تلك القاعة، وأن يوضع اسم الشاعر الكبير (حمزة شحاتة) على أخرى، فكلاهما.. جديران بذلك وما هو أكثر وأكبر، وكلاهما.. ليسا موضع جدل في تقديرمكانتيهما الأدبية الرفيعة والرائدة: فكراً وشعراً.



كان يتوجب.. أن يتم الاحتفال بتوزيع (جائزة العواد للإبداع).. وحدها تلك الليلة، أو أن يتم - على الأقل - إن كان ولابد توزيع الجائزتين (العواد للإبداع) و(نادي جدة الأدبي).. معاً لـ «المرة الأولى» في تلك الليلة، حيث يتم الإعلان عن توزيعهما بـ (التبادل) بعد ذلك: عام.. لجائزة العواد، وعام.. لـ»جائزة نادي جدة الأدبي».. اتفاقاً مع ما ذكره الأستاذ محمد علي قدس أمين عام (جائزة العواد للإبداع) في كلمته الجميلة والدقيقة في تلك الليلة، لا أن تمنح لاسم الشاعر المأسوف على رحيله: محمد الثبيتي.. جائزة ثالثة، مخترعة أخرى.. هي (جائزة الوفاء) هذه التي تطرح فكرتها نفسها أكثر من تساؤل استنكاري حولها: فما معنى أن يُقدم (نادٍ أدبي).. معنيٌ بالأدب والأدباء، والشعر والشعراء، والرواية والروائيين، و(المسرح) وكتابه، والقصة الطويلة والقصيرة وكتّابها.. جائزة في (الوفاء) للراحلين من كل أولئك..!؟ إن المعروف عالمياً وعربياً في إطار تقدير الكفاءات والمواهب الأدبية والاحتفاء بأصحابها.. أن يقيم (النادي) أو الجمعية الأدبية جائزة سنوية، أو كل عامين.. لأحسن ديوان شعر، ولأفضل رواية، أو مسرحية أو مجموعة قصصية ظهرت خلال دورة الجائزة إن كانت كل عام أو كل عامين، أما (الدول).. فقد اعتمدت من خلال مجالسها العليا للآداب والعلوم والفنون (جائزتان).. لا ثالثة لهما: (تقديرية) لأساطين الفكر والآداب والفنون والفلسفة والعلوم الاجتماعية.. وأخرى (تشجيعية) للمواهب الواعدة في كل ذلك، أما (جائزة الوفاء) هذه.. فلا أدري أين محلها من الإعراب..؟ أو أين موقعها من (فكرة) تقدير الأدباء والشعراء والمبدعين بصفة عامة.. وليس العطف عليهم!؟

أحسب أنه لابد من الإيضاح بأن المسألة في هذا الإطار.. ليست مسألة عواطف و(طيبة) أو (دروشة) أو (بِر).. لأن (النادي الأدبي) وبما يحمِّـله أعضاؤه من طاقات وأحلام وهموم ليس فرعاً من فروع (جمعية البر) والإحسان التي ترعى الأرامل والأيتام والعجزة والمسنين.. حتى نحمله مسؤولية القيام بواجب العطاء أو الوفاء لأولئك الراحلين من الأدباء والشعراء، فـ (المنصة) الوحيدة التي يمكن أن يُكرم من فوق رحباتها الراحلون من الأدباء والشعراء والكتّاب.. هي منصات (المهرجانات) السنوية الكبرى.. ولدينا منها - ولله الحمد - مهرجانان: «الجنادرية» و»سوق عكاظ»، إذ يمكن من خلالهما.. تكريم الراحلين من الأدباء والشعراء وغيرهم وفق (آلية) تتم دراستها وإقرارها بموضوعية وحيادية، لأنه ليس كل من رحل عن دنيانا من الأدباء والشعراء وغيرهم يستحقون التكريم لهم أو الوفاء لذكراهم.. إذ إن بعضهم يستحقون الدعاء وطلب المغفرة لهم.

***

على أي حال، لم يكن غريباً ما وقر في نفسي تلك الليلة.. فقد لاحظت منذ أكثر من عامين، عند تعقيبي على مقاليْ الكاتب الشاب الأستاذ محمود عبدالغني صباغ: (الإساءة للعواد بأثر رجعي) و(إيش لك وإيش لـ «العواد وشحاتة»..؟).. واستنكاره الذي جاء فيهما لـ

(موقف نادي جدة الأدبي الثقافي من «جائزة العواد للإبداع») التي اقترح إنشاءها وتمويلها (بمبلغ مائتي ألف ريال سنوياً) رجل الأعمال، وصاحب سلسلة مقالات (جدة.. حقاً إنها عائلة محترمة) اللافتة: الشيخ أو الأستاذ أحمد محمد باديب.. في ختام كلمة ألقاها عن الأستاذ العواد في حفل سابق أقامه النادي لـ (قراءة النص).. وقد خُصص للأستاذ العواد ونصوصه النثرية والشعرية.

فعندما باشر في اليوم أو الأيام التالية على إعلان اقترحه.. الشروع في إنفاذه، فوجئ بأن إدارة النادي.. تسأله إحضار (موافقة) من وزارة الثقافة والإعلام على مسمى الجائزة (جائزة العواد للإبداع)، فسعى إلى ذلك.. وقد أخذه الحماس مجدداً لابن مدينته (جدة)، لأن يعلن إدارة النادي مع حصوله على موافقة الوزارة.. برفعه «قيمة» الجائزة لتصبح أربعمائة ألف ريال سنوياً، ليفاجأ - ثانية - بأن إدارة النادي.. تطلب منه أن يقسِّم المبلغ إلى قسمين متساويين: قسم.. لـ «جائزة العواد للإبداع» والآخر يُجَير.. لـ «جائزة نادي جدة الأدبي» التي كانت (تقب وتغطس) كما يقولون، ولم يسمع عنها شيء من قبل.. إلا يوم أن تم الإعلان عن تقديمها للشاعر الفنان محمد الثبيتي بمناسبة فوز ديوانه (التضاريس) بـ «جائزة نادي جدة الأدبي».. ولم يتسلمها، فوافق الأستاذ الباديب.. تجاوباً وتشجيعاً للنادي ودعماً لدوره الثقافي بين أجيال شباب جدة من الأدباء والشعراء والكتاب، إلا أنه فوجئ بمثل ما فوجئت.. أو ربما علم قبل أيام أو أسابيع قليلة - بحكم أنه الممول لجائزتي النادي اللتين وافق عليهما - بأن (النادي) يرغب في تقديم (جائزة ثالثة) !! هي (جائزة الوفاء) هذه المثيرة للجدل، وعليه فإن مبلغ الأربعمائة ألف ريال الذي تمت الموافقة على تقسيمه من قبل لتمويل جائزتي (العواد للإبداع)، و(جدة الأدبي)، سيتم تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: مائتي ألف.. لجائزة العواد، ومائة ألف.. لجدة الأدبي، ومائة ألف.. لجائزة (الوفاء) هذه، التي أنشقت الأرض عنها.. فجأة، والتي تم تسليمها لاسم - المرحوم - الشاعر محمد الثبيتي.. كما ذكرت صحيفتنا هذه في عددها الصادر يوم الأحد 16 محرم 1432هـ - 11 ديسمبر 2011م، فوافق الأستاذ الباديب - على ما يبدو - على هذه التقسيمة (الجديدة).. ربما حياءً أو اضطراراً بعد أن تحول إلى ممول دائم لجوائز نادي جدة الأدبي التي تستحق والتي لا تستحق، أو ربما نجدة لـ «الموقف» في تلك الليلة التي دعيت إليها من بين المدعوين لحضور حفل توزيع (جائزة العواد للإبداع).. وليس سواه، غير ما فاجأتني به ساعاتي القليلة في ذلك الحفل..

على أنه لابد من الإيضاح.. بعد هذا، بأنني لم ألتق بالأستاذ الباديب إلا لحظة دخولي قاعة الاحتفال بـ «النادي» والسلام على من شرفت برؤيتهم في طريقي إلى مقعدي، ثم غادرت في ختامه.. دون أن أتبادل معه أياً من وجهات النظر التي جئت على ذكرها في هذا المقال، والتي سيقرأها كما يقرأها الآخرون تماماً، إلا أن داخلي.. كان يهتف: أخيراً ورغم (المطبات) و(التقسيمات) غير المبررة لـ «قيمتها» تم الاحتفال بـ (جائزة العواد.. للإبداع)، فليهنأ العواد.. مفكرنا وأديبنا وشاعرنا الكبير وحالمنا الأكبر، صاحب النظرة المستقبلية، وأعجب رسالة حُلم يكتبها كاتب قبل تسعين عاماً.. عن وطنه، وكيف يتصوره بعد خمسمائة عام، تلك التي ضمها الجزء الأول من كتابه المثير (خواطر مصرحة)!!

dar.almarsaa@hotmail.com
 

أخيراً: جائزة (الحالم الكبير) العواد..؟
د.عبدالله مناع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة