Sunday 18/12/2011/2011 Issue 14325

 14325 الأحد 23 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

مع كل التقدير والاحترام، لكل الوزراء المسؤولين في الدولة، ومع معرفتنا الكاملة بأنهم يتعرضون لضغط شديد في العمل، وصراع على كل الجبهات، خاصة تلك الجهات الحكومية الخدمية، التي ينتظر المواطن منها، وبفارغ الصبر، تحقيق أحلامه وطموحاته، أقول مع ما ذكرت أعلاه، إلا أنه على من هم في بؤرة العدسة (لا يروح بالكم بعيد، ما أقصد عدسات الباباراتزي، وإنما عدسات الجوالات، التي لا تستغرق أكثر من دقائق، حتى تكون على شاشة القناة العالمية الكبرى المشتركة: يوتيوب) أن يتدربوا على الصبر والحلم، ويتعاملوا مع المواطنين بمنتهى الأدب والاحترام، يا أخي إذا لم يكن لأجل المواطن كإنسان، فهو لأجلك وحفظاً لمهابتك، كي لا تكون طعماً سائغاً لملايين المستخدمين في الإنترنت!

لم نكد نتخفف من سخرية وزير سابق حينما سخر من المهندسين، وشبههم بالنساء، فاستخف بهم من جهة، ومارس فعلاً عنصرياً ذكورياً تجاه نساء الوطن من جهة أخرى، حتى جاء أمين بلدية في إحدى مناطق المملكة ليطرد موظفاً من مكتبه، وأخيراً وليس آخراً، ها هو أحد الوزراء الحاليين يقول لمزارع مسن من نجران، حينما طالبه الأخير بتوفير دواء التحصين للثروة الحيوانية، قائلاً: تبي الحكومة تعطيك كل شيء بلاش.. يا عمي روح اشتر».

كنت أشعر أنه سيقول: أقول قم انقلع عن وجهي، أو ربما ستقولها شخصية قادمة، حينما يفيض به الغضب على أحد المواطنين، صحيح أن هناك بعض المواطنين يحاجون بطريقة تثير الغضب، إلا أن على من في هذه المناصب، أن يكونوا أكثر توازناً وضبطاً للنفس، حتى لا يتورط أحدهم بموقف تتناقله المواقع والمنتديات.

على هؤلاء الصبر، فالزمن لم يعد هو الزمن، فمن يحاج المسؤول ويجادله بثقة، يدرك أن موقفه أقوى من موقف المسؤول ذاته، لأنه يستطيع أن يحفظ موقفه في مقطع فيديو، وبالتالي يحرّض على صنع حملة ضده لإطاحته، هذه الحملات التي ينشئها خصوم هؤلاء، حتى وإن كبرت سريعاً وانطفأت كلهب السعف، فأثرها لا يمكن أن يزال ببساطة.

على هؤلاء أن يؤمنوا بأن الزمن تغير، وأصبح طالب الخدمة أكثر ثقافة ووعياً بحقوقه، وأصبح يدرك أن لديه من وسائل التأثير على المجتمع الكثير من الأدوات، فلم يعد بحاجة إلى الإعلام الرسمي، صحافة أو تلفزيون، فلديه صحافته الحرّة، ولديه تلفزيونه الحرّ، يكتب ما يريد هو، لا ما يراد له أن يكتب، ويبث ما يريد هو، بل إنه ليس بحاجة للتنويه عن موعد البث، ولا أوقات برنامجه، لأن برنامجه مفتوح للجميع، ويمكن مشاهدته بأي وقت!

المواطن - يا سادة يا كرام - لم يعد كأبي مقبل، وأبو مقبل هذا هو شخصية قصصية، كتبها منذ عقدين، القاص إبراهيم الصمعاني، تتحدث عن مواطن بسيط يحاول دون يأس أن يرسل مطالباته إلى الجهات المختصة، فمواطن اليوم يملك أن يقف أمام الجهات المختصة مباشرة، أن يطالب بحقوقه بكل الوسائل، فإن لم تنصفه الوسائل التقليدية، يمكنه أن يمرر موضوعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك المواقع التي اكتشفنا أنها ليست مواقع افتراضية، ولا أصحاب صفحاتها افتراضيين، فهم حقيقيون خرجوا إلى الشوارع في عواصم عربية خلال هذا العام، واستطاعوا أن يحققوا مطالبهم وأحلامهم.

 

نزهات
أقول قم انقلع بس!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة