Monday 19/12/2011/2011 Issue 14326

 14326 الأثنين 24 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

سلام عليكِ سلام الزُّهور التي تنثر عطرها كلَّ صباح، سلام الطيور التي تسمع الروض أجمل شَدْوٍ وأنقى صُدَاح، سلام عليك سلام حفيف الغصون إذا داعبتها أكُفُّ الرِّياح، سلام تباشير نور الصباح تُقابله كل يوم بروح انشراح.

سلام عليكِ، وهل هنالك أجمل من هذه الكلمة المفعمة بالنَّقاء والصفاءْ، المرفرفة كما ترفرف العصافير حول أعشاشها حين تزُفُّ الصباح وحين تزفُّ المساء، قُبَيْل الغدوِّ بُعَيْدَ الرَّواح.

سلام عليكِ، كأني بأحرفها تتساقى النَّدى في صباح المشاعر، وتغدو به مثل أوراق زهر الحديقهْ، وتصبح في حسنها لوحة للجمال تلوّن وجه الخيال بلون بياض الحقيقة، وتفتح للقلب نحو الصفاءِ طريقه.

سلام عليكِ... ويكفي السلامَ جمالاً تألُّقه في النفوس، ورونقه في القلوب، وتحريكه للمشاعر عند الشروق، وعند الغروب، ويكفي السلامَ جمالُ الحروف ولطفُ المعاني، وإرواؤه للقلوب العَطَاشى، وتثبيته للجَنان، ويكفيه ما فيه من سرِّ عطف وحبٍ، وما فيه من دفقات الحَنان.

سلام عليكِ.. لأنّ السلام يُريح القلوب، ويرضي النفوس، ويشرح الصدور، ويُهدي إلينا زهوراً تفوق الزهور، وشَدْواً جميلاً، يفوق غناء الطيور، لأنّ السلامَ إلينا بكفِّ الجمال يشير، ويُسمعنا وَشْوَشَاتِ الحروف كأجمل نبع، وأصفى غدير.

سلام عليكِ... حروف تطير على زَهَرات القلوب، ملوَّنة كالفراشات حين تَلُوب، تكاد برقَّتها أن تذوب.

سلام عليكِ... تحيّتنا الخالدة، تحيّة حب وخير غَدَوْنا بها أمَّة رائدة، نردِّد ما بيننا كلَّ حين، نقاءَ السلام، وحُسْنَ السلام، وصِدْق المشاعر حين نقول «السلامُ عليكَ» وحين نقول «عليكَ السَّلام» فنبني بها قلعةً للوئام، ونمحو بها ما يسطِّره الوهم في صفحات الخصام.

سلام عليكِ.. يا لها من جملة مضيئة لا نظير لها، ميَّزنا الله بها، وجعلها تحيّة المسلمين في الدنيا، وتحيّة أهل الجنة فيما بينهم، ولهذا يمكن أن ننظر إلى تحيّة الإسلام «السلام عليكم» على أنها قطعة من «جنّة الخُلد» نتداولها في هذه الدُّنيا، إنها جوهرة ثمينة جداً من جواهر «الجَنّة» يتهاداها أهل الدُّنيا فيما بينهم، كأجمل ما تكون الهديّة قيمةً ومكانة، ومَعْدِناً ثميناً لا يتغيَّر مهما تناقله المتهادُون المتحابُّون.

سلام عليكِ...

حينما أزفُّها إليكِ، أشعر أنّ أجمل أشذاء العطور تنتشر بيننا، فتحوِّل الأُفُقَ إلى لوحة للحنان والوفاء والحبِّ، لا يمكن أن يجد لها الإنسان نظيراً في هذه الدُّنيا، وأشعر أنّ البلابل كلَّها تشدو في حديقة الحياة شدواً بديعاً متناسقاً تتساوَقُ ألحانُه دون تداخُل يحوِّلها إلى أصوات مختلطة ذات ضجيج.

سلام عليكِ....

يكفيها قيمة عظيمة في النفوس، قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام «ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم»

سلام عليكِ...

يكفيها شرفاً قوله تعالى {وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ}، وقوله عزّ وجلّ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }.

إشارة:

«اللهم أنتَ السَّلامُ ومنك السَّلامُ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام».

 

دفق قلم
سلام عليكِ
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة