Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الفتق والتنسيم وأبو دمغة علاجه «مطرق مع العلباء» أو «فرخ القله» كما يقول العامة، أما «أبو جنب» و»عرق النساء» و»ورم الطحال» فعلاجه الكي «بالميسم»، هكذا كان يتداول الناس قديماً طرق علاجهم سواءً كانت صواباً أو خطأً.

فهذا ما اكتسبوه من حديثهم مع «دخاترة زمان» الذين «لم يبخلوا» عليهم بشيء, ويتحدثون معهم ببساطة متناهية، حتى أنك بالكاد تجد سعودياً تجاوز «الثلاثين سنة» دون أن يكون به «آثار علاج» بهذه الطريقة، نتيجة سهولة معرفة طرق التشخيص والعلاج نقلاً عن المعالجين!!.

بالتأكيد «لا نقر» هذا النوع من العلاج, ولا ندعو إليه، رغم أنّ العرب تقول «آخر العلاج بالكي»، ولكن «لنتفاكر» قليلاً حول «لغة» المعالجين قديماً، و»لغة» الأطباء اليوم «مع حفظ الفارق في العلم» بينهم، فبكل تأكيد نحمد الله على تطوُّر الخدمات الطبية لدينا بشكل كبير, مع الحاجة الماسة للارتقاء بها أكثر.

اليوم تدخل على الطبيب «لينظر إليك» من «فوق لتحت»، و»بنصف عين» أيضاً، وبمجرّد أن تنوي الحديث عن مكان «الألم» وما تشعر به، تجده قد سبقك وشارف على الانتهاء من تلك «الطلاسم والشفرات» على ورقة «الروشتة»، وهو يتمتم «امممم» وكأنه يطبق شفتيه خشية الإفصاح عن «سر خطير».

بل إنّ هناك من انتظر المواعيد «بالشهرين والثلاثة» ليفاجأ بأنّ «الطبيب الهُمام» لم يعطه من وقته الثمين إلاّ «ثلاث دقائق « فقط دون إنصات أيضاً، رغم أنك تجد في كل ممرات المراكز الطبية تقريباً ما معناه «من حق المريض معرفة كافة المعلومات عن حالته»، ولكن يبدو أنها من متطلّبات تزيين الجدران فقط، فالواقع يكشف معاناة معظم المرضى من «لغة التفاهم» مع أطبائهم اليوم بحجة «كثرة المراجعين» وعدم التمكن من دراسة «ملف الحالة» أو التشاور مع مختص حولها.

هذه المشكلة ليست خاصة بنا وحدنا بالتأكيد، ولكننا نعاني منها بشكل أكبر, إحدى الدراسات الأمريكية تقول إنّ أسلوب تعامل الطبيب مع المريض يضمن «فعالية الدواء» بشكل ملحوظ، بل إنّ «82%» من الشكاوى ضد الأطباء في أمريكا لها صلة «بمواضيع الاتصال» بين المريض وطبيبه, ولا ثقافة أصلاً منتشرة ومتعارف عليها لدينا لترشيد الاتصال مع الطبيب تحت وهَم «أنت بتعرف أكثر من الدكتور «؟!، وهو ما قد يتسبب في كثرة أخطاء التشخيص والعلاج.

لابد من وجود «آلية» يمكن تفعيلها، لضمان فهم المريض لحالته وخطة علاجه وإعطائه الوقت الكافي للاسترشاد من الطبيب أكثر، وأخذ النصائح اللازمة «دون خجل»،

فمن «المخجل» حقاً, أنّ «الأميين» فيما مضى لا يبخلون بنشر ما تعلّموه واكتسبوه من طرق للعلاج، بينما يحجم المتعلمون اليوم عن مجرّد «تثقيف مرضاهم» أو الإنصات لهم!!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
عفواً يا دكتور.. أنصت !!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة