Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تجربتي مع التقاعد
عبدالرحمن بن أحمد العبد اللطيف

رجوع

 

الكثير من الناس عندما يبدأ عنده الوصول إلى سن التقاعد من العمل تبدأ عنده مرحلة التفكير فيما سيعمل بعد ذلك: هل سيقضي يومه في قضاء حوائج البيت والطلبات التي لا تنتهي ثم يكمل ذلك اليوم في صراخ مع الأولاد والشجار مع الزوجة في نوع الأكل- مثلا - وسينتهي به الأمر بارتفاع في الضغط أوالسكر إن لم يكن أصابه في خلال العمل، أم سيقضي يومه في زيارة الأصدقاء حتى يملوا منه؟!

لقد مررت بهذه التجربة فعلا وهي مرحلة التقاعد من التدريس التي قال فيها أحد الشعراء:

أنقذوني أنقذوني من عجوز حيزبوني

كلما رمت فكاكا تغلق الأبواب دوني

فالمخلص فيها ينهي عمره ويركبه الهم والتعب. حاولت في بداية الأمر بعد تقاعدي حيث كنت أعمل معلماً بالمعهد العلمي بالأحساء أن أقضي جزءا من الوقت في المسجد، ولكن الناس لا يتركون أحدا، لابد من التدخل في حياة الآخرين حتى يترك ما عزم عليه بسبب عيونهم التي قد تصيبه بشيء من الضرر. فكرت في شيء أنفع به نفسي وأقضي به على الوقت والفراغ فلم أجد أفضل من الكتاب، فصادفتني مشكلة وجود الكتب مع العلم أني أملك مكتبة تعتبر صغيرة بالنسبة لغيرها، كما ينقصني نوع من الكتب لأن أغلب الموجود عندي في الفقه وما يتعلق به الذي هو تخصصي، ولكن أردت أن أستبدل أو أغير مسار القراءة؛ فأنا أهوى التاريخ وخاصة تاريخ الخليج والجزيرة العربية والتاريخ لا يقف عند حد كلما قرأت في كتاب وجدت المزيد في كتاب آخر، فقمت بشراء بعض الكتب الخاصة بتاريخ الأحساء ثم الخليج والجزيرة العربية مع الصعوبة التي واجهتني من ناحية فقدان بعض الكتب مما يدعوني للبحث عنها من خلال الشبكة (الأنترنت) أو استعارتها من أحد الأصدقاء وأندم على التفريط وعدم الشراء وعدم الحرص على الكتاب. وأتذكر كلاما للشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن آل سماعيل مدير الأوقاف سابقا؛ حيث قال لي يوما كنت في العيد أختصر شراء الملابس لأشتري بها بعض الكتب وأكتفي بالملابس الخارجية فقط خصصت وقتا للقراءة والمطالعة فأصبحت مطلعا على أغلب الكتب التي ذكرت تاريخ الأحساء القديم والجديد، كما اطلعت على جزء كبير من الكتب عن الخليج العربي وخاصة المجلات الدورية وأنا وبحمد الله أحتاج إلى الوقت لقراءة المزيد من هذه الكتب وأحاول أن أسابق الزمن لأدرك متعتي بالقراءة والفائدة وأقضي على الفراغ فمن له رغبة في التقاعد ويخشى من الملل عليك بالكتاب اتخذه صديقا وحبيبا، وسترى الفرق بين ما كنت وما ستكون فخير جليس في الزمان كتاب، وكذّب المقالة التي تقول نحن أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت لا تعمل، بل نحن نقرأ ونفهم ونعمل والله من وراء القصد.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة