Tuesday 20/12/2011/2011 Issue 14327

 14327 الثلاثاء 25 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

نقد بعض مرويات العلماء والمؤرخين

رجوع

 

كتب الأستاذ المؤرخ: حماد بن حامد السالمي في الجزيرة ع: 14318 ت: 6-1-1433 عن محاضرة علمية كنت قد أديتها في (النادي الأدبي بالطائف) وذلك حول: (نقد المرويات في كتب العلم ولدى المؤرخين) وكنت في: (المحاضرة) والتي حضرها جلة من العلماء.. والنقاد.. والأدباء، وبعد مقدمات علمية (ثلاث) كنت قد أوردت آثارا سارية حتى بين العلماء والمحققين على أنها آثار صحيحة يقوم العمل بها.

وكان أن صمت.. الحاضرون.. عند سماع تلك الآثار التي يعتقد كثيرون أنها أصل من الدين والشريعة سواء بسواء لكن عند سماع السند وعلة الضعف أدركوا مغبة التلقي على العلات دون تمحيص وبحث عن: السند.. والرواة.. والطبقات.. والجرح.. والتعديل.

أدركوا ذلك ووعوه، وكانوا منه على بينة تدوم.

وكنت حملت المجامع العلمية.. واللغوية.. وكذا الهيئات العلمية والشرعية خطورة هذا الزحف للآثار المبثوثة في المطولات وكتب الفروع حتى لعله هذا.. لعله يقود جملة من الشباب المتحمس تحمساً كبيراً ويدعو بعض طلاب العلم وغيرهم من المؤلفين والمفتين والمحققين إلى القول بهذه الآثار بل: نقلها على أنها: نصوص صالحة وصحيحة، وهذا لعله وهو (كائن) يدعو من يقرأ هذه الرسائل المكتوبة، أو المؤلفات المنثورة هنا.. وهناك يدعوهم إلى الأخذ بها والعمل بها على غير طائل يطول أو نظر يصول أو عقل سؤول أو رأي مهول أو همة عالية واعية تنشد الحق بالسؤال المكيث غير الملول.

وكم سمعت خطبة جمعة واستمعت إلى كلمة ومحاضرة وكم من درس بث على الهواء قد امتلأ وزخر بآثار ليست بذاك، وإنما (حاطب الليل) لعله يصطاد ما بين: عقرب - وورل- وضب- ويربوع- ولعله يقع له في خرجه بين يديه ليلاً أفعى يذهب بسببها كما ذهبت (الذاهبة في مهب الريح).

ولعل الذين حللوا.. المحاضرة.. أو كتبوا عنها في حينها أو بعد ذلك الحين بحين غير بعيد لم يعدموا الحمد لا من صالح اللحيدان فقط بل ومن كافة من أدرك كم هي المغبة بالغة مبلغ المرض في صدر مريض ليله طويل، إذ إن حال العلم بقضه وقضيضة والتاريخ والثقافة بالعموم وتحقيق: وجه وأوجه المسائل العلمية سالفها ومستجدها بحال: (وما أدراك ما العقبة) أو بحال: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة).

أو بحال: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (بالبينات.. والزبر) وكم تبيَّن لي طيلة أيام من خلال الاتصالات بي شخصياً.. أو مدير عام المكتب.. أو السكرتير العلمي كم تبين أنه لابد ولابد من (تحرير الآثار الضعيفة والموضوعة (الباطلة)) وبيان حالها ببيان: علة السند، أو ببيان علة المتن. أو ببيان علة هذا.. وذاك، ذلك حتى يدرك الناس ما نزل من نازلة سببها آثار لم تصح، وليس أضر من الضرر بنفسه على نفسه أن تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، لا بل أو تروي ما لم تتوثق منه بصحيح الطريق القويم الموصل إلى المتن على حال لابد منها أن تكون، ورد عند ابن أبي حاتم- وابن الصلاح - والحافظ العراقي- وابن منده - وابن جماعة - والرامهرمزي- ومسلم، في المقدمة -والبخاري، في (تواريخه) وورد عند الدارقطني- وأحمد بن محمد بن حنبل- وكذا...

-الترمذي- محمد بن عيسى بن سورة- وكذا -ابن حبان - وابن حجر- وابن رجب- ورد مما ورد نقلاً هذه الأقوال: (الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).

(بيننا وبين القوم القوائم) أي الأسانيد. (إن هذا العلم دين (علم الحديث) فانظروا عمن تأخذون دينكم) أي: الرواة.

وورد من "الجرح" وهو ليس من الغيبة أو البهتان ورد مثل ما يلي:

" تركوه "

" ليس بشيء"

"منكر الحديث"

"لا يؤخذ عنه"

"ليس بذاك"

"لا يساوي شيئاً"

" لا يرحل إليه"

وورد مثل:

"سند مظلم"

"سند هالك"

"مالوا عنه"

قلتُ ولا يوجد "اليوم" ولا فيما خلا من العهود المتطاولة "أي حديث" إلا وهو معروف بسنده ومتنه، وكيف هي درجته؟

لكن العلة العلة كلها أن كثيراً ممن يصنف أو يحاضر أو يحقق أو يكتب ينظرون إلى شهرة الكتاب وإلى شهرة مؤلفه إذاً فهم ينقلون هكذا كأنما الذي يقومون به حقيق به ألا يطوله مطال من رد أو نقد أو تكذيب، فخذ مثلا التعديل على مثل هذه الأسفار دون تمحيص أو شعور بالمسؤولية تجاه العقول المتلعية خُذ مثلاً:

1 - الأغاني.

2 - العقد الفريد.

3 - البيان والتبيين.

4 - مقاتل الطالبيين.

5 - مروج الذهب.

6 - خاص الخاص.

7 ـ الأمالي.

8 ـ إخوان الصفاء.

لا جرم حقيق بي وبغيري أن نبعث مثل هذا في حين هو مطلبه دون غيره لاسيما وقد كثر اليوم تقمص العلم وتقمص اللغة والنحو والنقد، وتلبس لباس المحقق الجليل وليس ثمة من نقد من ناقد مكين أو موجه من موجه جليل أو ملاحظ من ملاحظ جدَّ ثقيل جدَّ ثقيل، على أنني.. هنا.. سوف أورد بعض الآثار وعِلة التضعيف فيها لندرك معاً من وراء ذلك- "أن فاقد الشيء لا يعطيه".

الحديث الأول:

"حدثنا محمود بن أحمد/ حدثنا إسماعيل بن عمرو/ حدثنا شريك/ عن: هشام/ عن: الحسن/ قال سُئل النبي صلى الله عليه وسلم "أن الإيمان أوثق قال: الصبر والسماحة".

الحديث: (ضعيف)،

بعلة إسماعيل.. وشريك ففي روايتهما ضعف.

والحسن هنا هو (الحسن البصري) صدوق وله: مراسيل.

ففيه أيضاً إرسال.

***

الحديث الثاني:

"حدثنا محمود بن أحمد/ حدثنا إسماعيل ابن عمرو/ حدثنا شريك/ عن أبي المحجل البكري/ عن الحسن/ عن عمر بن الخطاب/ قال: (ثلاثٌ يُصفين لك ود أخيك

1 - ابتدؤه بالسلام.

2 - وتوسع له في المجلس.

3 - وتدعوه بأحب الأسامي إليه).

وهذا (الحديث) أو (الأثر) مُتداول جداً مثل الأول مع أنه ضعيفٌ بعلة أنه ضعيفة ولم يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنده إسماعيل وشريك.

الحديث الثالث :

"حدثنا القاسم بن فورك/ حدثنا محمد بن حرب/ حدثنا منصور بن مهاجر/ عن أبي النضر/ عن أنس بن مالك/ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات".

الحديث : ضعيف

1 - محمد بن حرب/ عراقي: صدوق.

2 - منصور: مجهول.

3 - أبو النضر: مجهول.

فالحديث ضعيف.. ومنكر.

وله أصل في (مسلم) لكن بغير هذا اللفظ فتنبه قارئي العزيز.

أوردت هذه الآثار الثلاثة.. لشهرتها عند العوام/ وبعض الوعاظ/ وخطباء الجوامع/ بل أحيانا قد يذكرها بعض أهل الفتياء.

ومن نوافل القول على وتيرة تقوم شاهدة عبر العهود أن الضعيف يشتهر ويسود ذلك أن أكثر ناقلي الأخبار والذين يستشهدون بها لا يعولون على (نواضح العوذ المطافيل) من (حمر النعم) بل هم يعولون على متأخرات السير تلك التي لا تقطع البيد، وإن هي فعلت فإنما ذلك يكون للسير على غير هدى من طريق معوج غير قويم.

وسوف أورد آثاراً نقلها العلية من (أدباء) و(كتاب) و(نقاد) أو إن شئت قل من دارسي الأعمال الأدبية لفقر هذا الحين إلى (الموهبة النقدية) هذه الآثار عوَّل عليها هؤلاء القوم وكأنها وكأنهم على وفاق غير منقوص أن البلقع لا يحصد منه صاحبه إلا آمال النظر على غبش الحال مما لا حال له فيه، ومن قبل قلت (فاقد الشيء لا يعطيه).

فخذ مثلا من أمثلة عديدة من آثار ليست بشيء خذ:

"أدبني ربي فأحسن تأديبي".

"إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق".

"كما تكونوا يولى عليكم".

"سلمان منا آل البيت".

(هذا من كلام علي رضي الله تعالى عنه).

"أول ما خلق الله العقل".

" الأقربون أولى بالمعروف".

"أكرموا عمتكم النخلة".

" خذوا شطر دينكم من هذه الحميراء".

"أنا مدينة العلم وعلي بابها".

"من حج ولم يزرني فقد جفاني".

"من زارني فقد وجبت له شفاعتي".

"اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

"اطلبوا العلم ولو في الصين".

" إياكم وخضراء الدمن.. الحديث...".

"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة".

"الباذنجان لما أكل له".

وهذا غيض من فيض وكدر من أكدار وأصل ذلك إنما جاء بسبب عدم الشعور بالمسؤولية حماية لجناب التوحيد وسياسة الحياة.

وأنت لو ذهبت تقرأ بغامض العين الرواية/ وبنظر العقل المكين/ وبروح حرة أبية هادية مهدية/ وبصدر رحب متين/ وبطول نفس سليم مكيث/

لو ذهبت تقرأ الآثار مما صنفه بعض المجتهدين في/ العلم/ والوعظ/ والتقرير/ والتحقيق/ وسائل الأخبار/ والسير/ والتاريخ/ وكذا: الأدب/ واللغة/ والنحو/ لفررت فرارك من الأسد، ولسرت سراعاً نجا الخفيدد، وسرت غير لاوٍ على شيء مما يقع لك من هول آثار لو قيلت عنك أنت "أنك قلتها وأنت لم تقلها لأقمت الدنيا على من فعل، فكيف بحاكم ونبي هذه الأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد وفت (الجزيرة) بأطروحاتها العلمية الجيدة ما بين حين وحين لنشر وبعث المستجدات وما الخلق بحاجة إليه لاسيما أصول سياسة العبادات والمعاملات، وما طرح (حماد السالمي) وهو كاتب جيد، ومؤرخ مجتهد فذ، ما طرحه لمثل هذا إلا على حال بسبيل مقيم من ارواء الغليل، ولـ(الجزيرة) أن تكثر من مثل التناول البعيد عن: الإنشائيات/ ومجرد الوعظ/ والخطاب المباشر.

وهي أخرى كذلك دعوة للعلماء والقضاة والمجامع والهيئات العلمية أن يدرك الكل (واجب) ما صح وما ضعف أن يبينوه للخلق فإن العلم أمانة ويسأل المرء غداً عن هذا كله.

صالح بن سعد اللحيدان - المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة