Wednesday 21/12/2011/2011 Issue 14328

 14328 الاربعاء 26 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

نورة الخاطر لـ(الثقافية)
الكتابة كارثة لا يدري الكاتب والأديب الحقيقي متى يأذن الله وتحل عليه

رجوع

 

حوار - فاطمة الرومي

غيمة مثقلة بالإبداع تهطل لتحدثنا بدءًا عن طفولتها تلك المرحلة الخضراء الزاخرة بالطهر والحب والبراءة وعن بحر طالما أصغت لوشوشات أمواجه قبل أن يغلبها النوم وعن عصفورة أبت إلا أن تسكنها فكان لا بد أن تتنفس شعرا وإلا اختنقت فالشعور لابد وأن يفيض شعرا في مرحلة عمرية مبكرة جدا. فهاجس الشعر ولد معها تقريبا في جيناتها التي ورثتها عن والدها وأجدادها. من خلال هذا الحوار الثقافية تستضيف الأديبة نورة الخاطر

فإلي تفاصيل الحوار:

الطفولة تلك المرحلة الأبهى، كيف كانت؟

- كانت مرحلة خضراء، زاهية، مثقلة بكل ما هو جميل وزاخر بالحب بكل معنى الكلمة في مسقط رأسي مدينة الجبيل بلد الغوص للبحث عن المحار واستخراج اللؤلؤ من جوفه، قبل أن تذوب براءة تلك المدينة تحت صخب أصوات الغرباء ومكائن الصناعة، حيث البحر النابض بكل ما هو جميل وثري وراقي، وحيث لا صوت يعلو على أصوات المآذن وتكبيرات الإحرام ونداء أمي الغالية رحمها الله، والتي رحلت مبكرا وكنا في أشد الحاجة لها، ورحمة أبي لنا فقد كان مؤمنا، رحيما، رءوفا ببناته وقد أحسن إلي بأن ورثت الشعر عنه وعن والده رحمهما الله وأسكنهما أعراف الجنان.

ترى مالذي ظل عالقا في الذاكرة من تلك المرحلة؟

- ترى مالذي ظل في الذاكرة؟ أنت شاعرة يا فاطمة. ظل في الذاكرة كل شيء جميل فالطفل طاهر جدا لدرجة يرى الأشياء بعيون الحب مهما كانت تنبض بالكراهية وإني لأعجب لمن يكره الطفل ويسيء له. تلك المرحلة بالذات لا تعوض فحاولوا غرس بذور جيدة في نفوس الصغار لأنهم سيذكرونكم بها عندما يكبرون فلا صوت يعلو فوق صوت الذاكرة البيضاء.

أذكر جيدا شكل أبي بمطرقته وأزميله وهو ينحت في صخرة فوق جبل الجبيل البحري تاريخ سكنى أسرته الخاطر للجبيل في عام 1329 هـ والذي دمرته يد الحقد والحسد العمياء والحمقاء والتي لا تريد أن ترى الحقيقة شامخة كما خلقها الله.

متى اتخذت (عصفورة الشعر) عشها بين حنايا نورة الخاطر؟

- عصفورة الشعر ما أدراك ما الشعر..وهل تغنيت وقت الليل والفجر. كدت أن أكتب نصا من وحي السؤال ولكن لابد من السرد في وقت الحوار وللشعر أوقاته ومخاضه. هاجس الشعر مولود معي تقريبا في جيناتي التي ورثتها عن والدي وأجدادي، فقد كنت أصغي جيدا لقصائد البحر أبي وحديثه الساحر، فقد كان والدي يلقبونه بالفيلسوف لجمال حديثه وغزارة علمه والله أعلم. والبحر ووشوشة الموج في صراع المد والجزر، وعندما أضع راسي على الوسادة فأصغي لتتابع الأمواج وحديثها الساحر فألتصق بأمي وذلك الإحساس الرائع يمازج روحي فلابد أن أتنفس شعرا وإلا اختنقت فالشعور لابد وأن يفيض شعرا في مرحلة عمرية مبكرة جدا.

وكيف اكتشفتِ ذلك؟

- سؤال ربما لا أجد له جوابا واضحا ولكنه الشعر ومرادفاته الأدبية، ولا نملك أن نقول بأننا اكتشفنا ذلك في وقت أو عمر محددا ولكنه جاء كأغلب أشيائنا الرائعة في وقت مبكرا جدا على شكل قطرات من ندى الروح تسيل مدادا فتبهرنا ونتلوها فنهيم بحلاوتها، ولا شيء إلا أنه الشعر الذي تعلقت بتلاوته كما بدأ تعلقي بتلاوة كتاب الله القرآن ومنه استقيت مفردات كلماتي شعرا ونثرا.

تكتبين الشعر بشقيه الفصيح والعامي وكذلك القصة والمقالة ففي أي هذه الحقول تجدين نفسك أكثر إبداعا وعطاء؟

- كارثة الكتابة لا يدري الكاتب والأديب الحقيقي متى يأذن الله وتحل عليه وفيه ولا يتبين ما لونها ولا شكلها ولا هويتها في كثير من الأحيان هي من يختار شكلها ولونها ومادتها أيضا وما روحه ومفرداته إلا وعاء لهذا الشكل أو اللون أما أين أجد نفسي إبداعا فالحكم للقارئ المتذوق لحرفي، أما روحي فلها علاقة حميمة مع الحرف قراءة قبل أن تكون كتابة وإبداعا.

هذه التعددية في الإنتاج ألا ترهق المبدع وتشتت جهده؟

- بل تزيده ثقة، وثباتا، وتعلقا، وجنونا، وعشقا لحالات المخاض التي تمر به فترهقه حتى تضع الحرب أوزارها فيرتاح ويفرح بالنصر، كما هي حالة المخاض والولادة التي تعقبه والارتياح الذي يعقبها ولا يهم بأي شكل يكون المولود المهم أنه يأتي سليما معافى من كل سوء.

ماذا أضافت الأديبة نورة الخاطر للمكتبة السعودية؟

- ربما كاسم في بعض المطبوعات والمعاجم والمجلات والصحف كإحدى أديبات المنطقة الشرقية ولكن كمطبوعة أدبية، لم يتسنَ لي إلى الآن إصدار خاص بي ولكن في القريب إن شاء الله. مع أن لدي من المخطوط والمصفوف ما يكفي لمجلدات.

وقد يثار سؤال: لم؟ فيأتي الجواب حقيقة لسبب وجيه، وهو أني لست باحثة عن الأضواء ولا عن إبهار الشهرة، وزخرفها فيكفيني أن أكتب فقط وألقي بثقل الموقف عن روحي بأي شكل من أشكال الإبداع وأنواعه والمهم عندي جودته، أما ما هو فليس شيئا ذا شأن بالنسبة لي فالمهم ما قد كان، وأعترف أن هذا خطأ في حق قرائي وفي حق الكلمة والفكر قبل أي شيء ولكن ....

تتكرر شكوى مثقفات المنطقة الشرقية من تهميشهن وعدم إشراكهن في الفعاليات الأدبية والثقافية برأيك أين الخلل؟

- قلتِ برأيك، وبرأيي الصريح الذي لا أحابي خلاله أحد، لست من مؤيدات اختلاط المرأة الأديبة بالرجال تحت أي مسمى كان، لأن الغث سيغلب السمين والحال كما نرى. ربما لو وجدت صالة مخصصة للنساء أو قاعة في النادي الأدبي، تديرها أديبة لها قدرتها على الإدارة، لربما يكون أجدى،ومن غير أن تختلطن مع الرجال بتاتا وبأي نوع من أنواع الاختلاط وذلك لصالحهن أكثر من أي شيء آخر، وحتى تحضره أغلب الأديبات اللواتي يخشين الاختلاط بالرجال وبالنساء أشباه الرجال. لا تهميش بتاتا في الموضوع فالنادي يطبع للنساء كما الرجال وربما أكثر ولكن أغلب النساء للأسف تنامى لديهن الإحساس بالظلم فاعتدن الشكوى والتذمر حتى صار ذلك علامة مسجلة لهن يرددنه كالببغاوات في كل مناسبة أو لقاء إعلامي.

كيف ترين المستقبل استنادا لقراءتك لمعطيات الواقع؟

- مع شيء من المرونة في كل مناحي الحياة سيكون مستقبل وطننا واسعا، رحبا كجنة وسط صحراء البلاد العربية، فقط كما قلت وأكرر، نريد شيئا من المرونة والعطاء على كافة الأصعدة فوطننا بخير وسيظل بخير برغم ضبابية المستقبل وسوداويته وكثافة الرؤية التي يتوقعها البعض إلا أن الوطن الجميل سيظل جميلا كما عهدناه.

ختاما هل من إضافة؟

- شكرا لك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة