Thursday 22/12/2011/2011 Issue 14329

 14329 الخميس 27 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

البحوث حول الطاقة عملية فاعلية ومتجددة.. ففي القرون السابقة القريبة عرف الإنسان الفحم كمصدر طاقة وأصبح يمثل وقوداً في عالم القطارات لكن المشكلة تكمن في أن مناجم الفحم في باطن الأرض تعاني من كوارث بشيرة نسمع بها من وقت إلى آخر.. وبعد اكتشاف البترول تقلص دور الفحم مصدر للطاقة.. لأن البترول وحكاية اكتشافه أحدث ثورة صناعية وأصبحت ديناميكية الحركة في هذا العالم تعتمد على طاقة اسمها (النفط) بمشتقاته المختلفة وتكوينه العجيب.. حتى دخل في عالم الزراعة والصناعة والنقل والكهرباء ورفاهية الإنسان بصورة مباشرة وغير مباشرة وأطلق عليه الذهب الأسود، وقد ساهم في تحويل الصحارى إلى أماكن جاذبة للسكان.. وأضحى (برميل النفط) شعاراً اقتصادياً عالمياً يؤثر سعره اليومي والسنوي في ميزانيات الدول المصدرة والمستهلكة.. وعرف بما يسمى ضريبة تلوث البيئة.. وأصبحت مناطق مخزون النفط الإستراتيجية محل اهتمام الدول الكبرى ورقم صعب في عالم الاقتصاد. ولكن دائماً نفكر بعمق ونتساءل، هل هذا البترول طاقة مستديمة؟! وهل سينضب يوماً من الأيام؟! وكم يقدر العمر الافتراضي للمخزون الإستراتيجي في باطن الأرض؟!. ونحن لا نعرف آراء علماء النفط والجيولوجيا؟! وهل يقدرون كفاية المخزون بـ50 سنة أو بـ100 سنة؟ لذا هناك تساؤل يُطرح مفاده ربما تولد الأجيال القادمة على طاقة (ناضبة) وإذا افترضنا جدلاً نهاية المخزون في مستقبل الأيام ألم نستعد لتوفير طاقة بديلة لأحفادنا؟

ويبدو أن مراكز الأبحاث العالمية قد نظرت إلى هذا الموضوع باهتمام فكانت ولا تزال الدول الصناعية عامة تحاول أن تستفيد من حرارة الشمس وتحويلها إلى طاقة فاعلة وهاك مثلاً السويد رغم برودة جوها فقد كانت لها خطوات جيدة في هذا الاتجاه.. وربما تكون الطاقة الشمسية هي البديلة في المستقبل من خلال نظام الخلايا الشمسية التي تعتبر أقل تلويثاً للبيئة.

ونحن في المملكة العربية السعودية ننعم بشمس ساطعة ودافئة وأحياناً حارة،.. وربما في رأي الخبراء أنها أجواء مناسبة لتحويلها إلى طاقة مستديمة في المستقبل.. وقد كان هناك مشروع محطات لتوليد الطاقة عن طريق الخلايا الشمسية في العيينة والجبيلة بالقرب من العاصمة الرياض ولكنها تبقى عينة لم تعمم على مناطق أخرى. والذي نريد أن نعرفه هل حكومتنا لديها توجه واهتمام واضح إلى تفعيل ونشر هذه الطاقة لإنتاج الكهرباء مثلاً؟!

وتساؤل آخر هل ذات جدوى اقتصادياً أم أن صناعتها مكلفة مالياً؟! وهل هي عملية في إنتاجها أو محدودة الجهد. وحيث إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هي مرجعية علمية ومشرفة على كل طرح جديد في مجالها فأرجو أن نعرف جهودها في هذا الاتجاه وهل ترى أن الوقت ما زال مبكراً لبحث هذا التوجه. بقى أن نعرف أن مصادر الطاقة عديدة ومنها أيضاً الرياح ومساقط المياه وربما الأخيرة لا تتوفر لدينا لأن لها ظروفاً جغرافية خاصة ومن الصعوبة الاستفادة منها.

لذا أرجو أن نخطط إلى التفكير الجاد في موضوع الطاقة البديلة حتى وإن لم نفعلها الآن.. لكن تكون ثقافتها حاضرة ودراستها قائمة وقابلة للتنفيذ لتنعم بها أجيالنا القادمة.. وعلى مراكز البحوث في الجامعات المساهمة عمل الدراسات اللازمة والمطلوبة حول هذا الموضوع.

أما الطاقة النووية المثيرة للجدل في الوقت الحاضر فأصبحت مطلباً أساسياً للتوازن الإقليمي على المستوى العسكري إلى جانب أنها مطلب هام في المجال السلمي الصناعي.. وأصبحت الطاقة النووية رمزاً للقوة في عالم الغاب الذي يسلم فيه ويحترم الأقوياء، حمانا الله من كل مكروه وبالله التوفيق.

Rasheed-1@w.cn
 

الشمس طاقتنا البديلة بالمستقبل
رشيد بن عبدالرحمن الرشيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة