Saturday 24/12/2011/2011 Issue 14331

 14331 السبت 29 محرم 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أوضح معالي الدكتور مدير جامعة الملك سعود في لقائه بأعضاء هيئة التدريس والموظفين بالجامعة أن ما قامت به جامعة الملك سعود من استقطاب الأساتذة والباحثين والعلماء من جامعات أجنبية عالمية هو ممارسة شرعية يحق لجامعة الملك سعود ممارستها كما تمارسها بقية الجامعات في مختلف أنحاء العالم.

جاء ذلك تعقيباً على التقرير الذي نشرته مجلس ساينس عن الجامعات السعودية. قد يجعلنا هذا التقرير نفكر ماذا تحقق للجامعة خلال السنوات الخمس الماضية فماذا نرى عملياً وواقعياً نرى حراكاً علمياً وثقافياً كبيراً، ونرى تطوراً استراتيجياً نشطاً ونرى مؤتمرات وورش عمل تعقد في جميع التخصصات، وفوق هذا وذاك هذه البنية التحتية الكبيرة والمنشآت الهائلة التي ستبقى بإذن الله لتخدم هذا الجيل والأجيال القادمة لعشرات السنين. أيمكن لهذا التقرير أن ينسف جميع هذه الجهود، أيمكن لهذا التقرير أن يمحو المدينة الجامعية الجميلة التي تم بناؤها للبنات، أيمكن لهذا التقرير أن يطمس معالم وادي الرياض للتقنية، أيمكن لهذا التقرير أن يعطل أعمال أوقاف جامعة الملك سعود.

لا تحتاج الإجابة إلى كثير من التفكير. وأستغرب من ينتقد ما وصلت إليه جامعة الملك سعود وما حققته على مستوى الإنشاءات والبنى التحتية، فهناك فرق كبير بين وضع الجامعة الآن وما كانت عليه لمدة عشرين سنة من الركود والجمود، فلماذا نريد جامعتنا أن تبقى جامدة متخلفة ويبقى دورها تقليدياً مهمته تخريج الطلاب فقط.

الانتقاد شيء سهل وبسيط ولكن الأصعب هو العمل الدؤوب المستمر وبإخلاص وإتقان والذي يأتي على حساب صحة الفرد وراحته ويسرقه من أسرته ومحيطه الاجتماعي. أنا لا أكتب هذا الكلام مجاملة لمدير الجمعة ولا لأني أحد منتسبي هذه الجامعة ولكني أكتب نتيجة واقع عشته قبل وبعد، وأكتب حول ما أشاهده أمامي يومياً عندما أذهب إلى الجامعة وأعود منها.

لقد قامت إدارة جامعة الملك سعود بترجمة تقرير مجلة ساينس بكل أريحية ونشرته في رسالة الجامعة ليتسنى للجميع قراءته والاطلاع عليه. هذا التقرير يجب ألا يأخذ أكثر من حقه ويجب ألا يحظى بهالة إعلامية كبيرة تعطيه أكثر من قدره، وفي تصوري يجب ألا يفسر على أنه حقد أو كره لجامعة الملك سعود فهو مقال عادي جداً ونعرف طبيعة هؤلاء الكتاب فهم يكتبون بناء على ما توفر لديهم من معلومات بدون مجاملة أو محاباة، ولكننا يجب أن نستفيد مما ورد في هذا التقرير ولا ننظر إليه بسلبية أو عدائية تامة، فلتقرأ هذا التقرير مرات عديدة وقد يكون قد تحدث عن أخطاء حدثت في منهجية وطرق استقطاب الأساتذة والاستفادة منهم. وبما أن جامعة الملك سعود قد حققت بعض ما تصبو إليه من التعريف بها على المستوى الدولي، وتعاقدت واستقطبت وتعاونت مع عديد من الأساتذة من جميع دول العالم فإني أتصور أنه حان الوقت للتأني والانتقائية في عملية الاستقطاب والتعاون وأيضاً يجب مراجعة ما تم عمله والتوصل إليه في السنوات الماضية فيما يخص الخطط الإستراتيجية والدراسات العليا واستقطاب الأساتذة، فهل جميع الأساتذة والعلماء الزائرين أو في مقر إقامتهم تمت الاستفادة منهم فعلياً وعملياً وواقعياً فمن لم يتم الاستفادة منه فلماذا تتحمل الجامعة أعباء مكافآته، ويأخذنا هذا أيضاً إلى مراجعة وتقويم ما تم إنجازه في الكراسي العلمية الكثيرة والمتنوعة التي تحويها جامعة الملك سعود. تقرير مجلة ساينس يجب أن يكون حافزاً ودافعاً لبذل المزيد من الجهد والعمل على استمرار عمليات التطوير في الجامعة. ويبقى ما تحقق من إنجازات على مستوى المنشآت الهائلة التي تخدم أبناء هذا الوطن أهم بكثير مما ورد في هذا التقرير وعلى الله الاتكال.

 

(تقرير مجلة ساينس)
د.خليل ابراهيم السعادات

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة